الأحد 24 نوفمبر 2024
توقيت مصر 20:15 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

في الصحافة والحياة..

في بلاط نبيلة عبيد (3)

ما إن سمع الكاتب السوداني الساخر جعفر عباس  "آلو" بصوت نبيلة عبيد حتى كاد يفقد النطق ومعه كل مواهبه في السخرية التي اشتهر بها، وقد حكى لي في حديث هاتفي ضاحك عن تلك اللحظات الفارقة .
أنا نبيلة عبيد..... يرد جعفر: مين.. مين.. مين. يكررها ثلاثا ويسكت. تجلجل نبيلة الهاتف بضحكتها الشهيرة التي طالما سمعها في أفلامها وحواراتها.
يكلم نفسه: ماذا جرى لك يا أبو الجعافر.. أنا في عرضك يا أم الجعافر خديني لك. بالطبع لم تكن أم الجعافر زوجته أم مروة حاضرة ذلك المشهد الكوميدي الذي يظهر زوجها المستأسد عليها نعامة في بلاط نبيلة عبيد!
لم يتمالك عبدالعزيز الخميس نفسه من الضحك في مواجهة صديقه الذي يجري الدم في وجهه وعروقه. 
ويمضي في حديث نفسه: "يخرب بيتك يا فراج يا ابن إسماعيل.. يوريني فيك يوم في بلاط ليلى علوي". وقد كتب جعفر عباس  عن معركته النفسية مع تلك اللحظة في مقاله التالي بمجلة المجلة متضمنا دعاءه لي شخصيا بلم الشمل مع ليلى علوي!
كنت قد حكيت له عن مشاهدتي لليلى علوي في حفل أقامته السفارة القطرية بالقاهرة في العيد الوطني لقطر، وذلك قبل زواجها بسنوات من رجل الأعمال الراحل منصور الجمال عم زوجة جمال مبارك، وقد كان جمالها أكثر زغللة للبصر من أضواء كاميرات التصوير التي تلمع في كل أنحاء صالة الحفل بالسفارة، ولولا أن زوجتي كانت حارسي في الحفل لذهبت إلى ليلى لالتقط صورة للتاريخ، وفي النهاية انقذني من خيالي وأحلام اليقظة الراحل الصحفي الكبير الأستاذ محمد الحيوان وهو ينادي: تعالى يا واد يا فراج!
كنت لا أعرف السبب كلما زرت صنعاء أيام سلامها وجمالها وسحر لياليها ونهارها أن أرى الأخوة اليمنيين يطلقون على أفخر أنواع السيارات وأغلاها "ليلى علوي" وذات مرة ظللت أحلم طوال الليل بلقائي مع ليلى علوي، فقد كنت معزوما على إفطار بعسل النحل الجبلي في مرتفع جبلي يبعد عن صنعاء نحو 100 كيلو متر، وسنصل إليه عبر طرق جبلية صعبة وملتوية كالثعبان.. قال لي المسؤول اليمني الكبير صاحب الدعوة.. لا تخف من الطريق.. ستكون معك ليلى علوي!
هنا تذكرت سلمى الشماع عندما كانت مذيعة في إذاعة مونت كارلو مستضيفة الإعلامي الكبير طارق حبيب وهو يغني لها دويتو نجيب الريحاني وليلى مراد في فيلم غزل البنات “عشانك انتي اتكوي بالنار والقح جتتي وادخل جهنم واتشوي واصرخ واقول يا دهوتي
في الصباح في صالة فندق بلقيس الأمامية جلست احتسي القهوة اليمنية منتظرا من سيحملني مع ليلى علوي إلى تلك البقعة الجبلية البعيدة.
وجاءني السائق اليمني بأوداج منتفخة بالقات وأخذني إلى سيارة فارهة تنتظر أمام الفندق.
لم يكن في السيارة أحد غيري.. كان نظري ستة على ستة، ولم تكن أي من الأمراض المزمنة التي أعانيها حاليا قد تسللت إلى جسدي، ومع ذلك لا أرى ليلى علوي.
قلت لنفسي: ربما سيمر ليأخذها من فندق آخر. لكن السائق اندفع بالسيارة إلى طريق جبلي، وهنا سألته: انت نسيت ليلى علوي. أحسست كأنه بدأ يشك في سلامة قواي العقلية. 
يا أستاذ .. ليلى علوي معنا. بلعت ريقي خجلا ثم  انتابتني موجة من الضحك الهستيري الذي جعل السائق يمط شفتيه ويدعو لي بالشفاء. 
وشقت بنا السيارة التي يسمونها ليلى علوي الطريق الجبلي الملتوي وأنا لا أتوقف عن الضحك. وفوق ربوة عالية طلبت منه فجأة التوقف.. ثم نزلت وأفرغت كل ما جوفي.
وغدا أواصل