الأحد، 29-11-2020
06:21 م
الكاتب النوبي السوداني جعفر عباس واحد من أكبر
الكتاب الساخرين في المنطقة العربية، ورد اسمه في
الموسوعة الإنجليزية ويكيبيديا في قائمة
الكتاب الساخرين في
العالم منذ القرن التاسع عشر.
ذاعت شهرته عربيا من خلال أعمدته التي كان ينشرها في عدة صحف، منها وربما أبرزها، مجلة المجلة التي تصدر في لندن، والتي عملت مديرا لمكتبها في القاهرة من عام 1998 حتى 2005، ثم انتقلت على غير رغبة إدارتها إلى دبي للعمل في قناة العربية.
من خلال "المجلة" التي كانت حاضرة بقوة في الأوساط السياسية وعلى موائد النخب فيها، وكانت مصدرا مهما للدوائر
العالمية، والغربية خصوصا، عن ما يدور في المنطقة، تعرفت على
جعفر عباس، وإن كنت لم أقابله شخصيا، إلا أن الصديق الصحفي السعودي عبدالعزيز الخميس رئيس تحرير المجلة وقتها أتاح لنا الحديث تليفونيا من مكتبه عدة مرات.
دماثة أخلاقه وحبال الود في صوته وكلماته الحلوة ، هو ما يتمتع به أصدقائي
السودانيون، مستمدا من أصالة بلدهم والحب المتجذر فيها، فصار كل سوداني التقيه بمثابة الصعيد الذي لا أفقد حنيني إليه مهما تباعدت المسافات وتوالت سنوات البعد.
كان
جعفر عباس يذكر في أعمدته كثيرا إعجابه، بل وحبه للفنانة القديرة نبيلة عبيد، ويحلم بالزواج منها، وهي دعابة لا يتردد في التصريح بها في كتاباته، دون أن يخشى ردة فعل "أم الجعافر" كما يسمي زوجته أم مروة، وكان يسمي نفسه أو يدلعها "أبو الجعافر".
وكتب ذات مرة عن أدائه العمرة مع زوجته، وفي السعي بين الصفا والمروة، قال لها بخبث بعد أن أنهت الهرولة: هل أحضر لك "كرسي متحرك" ردت عليه: أسكت.. لا رفث ولا....!
ثم سافرا إلى المدينة المنورة وبسبب التعب الشديد من مناسك العمرة والسفر توقع أن زوجته ستكون بحاجة إلى إسعاف في نهاية الرحلة، فإذا بها تنزل من السيارة في المدينة وتقول: ندخل الحرم، وظلت تصلي من المغرب إلى ما بعد صلاة العشاء، فقال لها عقب وصولهما إلى الفندق: خلاص لن أتزوج بثانية وعلى نبيلة عبيد أن تبحث عن عريس غيري. فقالت: حرام يمكن نبيلة تنتحر.
كلمني عبدالعزيز الخميس بأنه يريد أن تصل نسخ المجلة التي يبث فيها أبو الجعافر حبه إلى نبيلة. أيامها لم تكن هناك مواقع نت صحفية في
العالم العربي، وبالتالي جمعت عددا من نسخ المجلة وأعطيتها للصحفي الفني القدير عنتر السيد من مجلة الكواكب وكانت تربطه صداقة بنبيلة عبيد جعلتها تخصه بحوارات مميزة.
فاجأني بعد عدة أيام بأن الفنانة القديرة نبيلة عبيد تقرأ بالفعل مقالات
جعفر عباس، وتريد أن تتصل به.
لو كانت مجلة فنية لتوقعت أنها تقرأها، لكنها "المجلة" صحيفة نخبوية سياسية، هل تجد فنانة كبيرة متوهجة الوقت لتقرأها وما الذي يدفعها لطلبها من البائع؟!.. ربما لم أجد اجتهادا يطفئ حيرتي وفضولي إلا بظهورها في برنامج "واحد من الناس" بعد عام 2011 لتقول إنها كانت متزوجة من الدكتور أسامة الباز وهو أحد أبرز رجال السياسة والدبلوماسية المصرية في القرن العشرين، وأنها كانت أجمل سنوات حياتها، ولم يكن زواجا سريا، بل كانت تعلم به الأوساط السياسية المحيطة بزوجها.
طار عبدالعزيز الخميس من الفرحة عندما أخبرته برغبة نبيلة عبيد في الحديث إلى
جعفر عباس. تحركت فيه كل غرائز الصحفي الشاطر وقرر أن تكون المكالمة من خلال مكتبه وأمام عينيه.
وغدا أواصل...