الإثنين 18 نوفمبر 2024
توقيت مصر 00:24 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

في بلاط نبيلة عبيد

كان الكاتب النوبي السوداني الساخر الكبير جعفر عباس يشعرنا دائما في أعمدته الصحفية أنه يحب الفنانة الكبيرة نبيلة عبيد حبا من جانب واحد. حب إعجاب بفنها وجمالها حتى لا أتسبب في مشاكل بين "أبو الجعافر" كما يسمي نفسه أحيانا وبين حكومته السنية الداخلية التي لابد أنها تابعت كتابات "الزول" الرومانسية عن نبيلة في عز توهجها في فترة التسعينيات.
بين الصحفيين وبين معشر الفنانين خيط رفيع من الجوار العاطفي، نرغب في أن نتخطاه حتى لو كنا من أعظم كتاب الشأن العام أو المنغمسين في التحليلات السياسية.
وأذكر أني هرولت إلى سينما كريم في شبابي لأشاهد فيلم حمام الملاطيلي بعد السماح بعرضه، وكانت المسافة فركة كعب بين مبنى جريدة الجمهورية القديم  في شارع زكريا أحمد وبين دار السينما، ولما عدت كتبت مقالا سياسيا عن الفيلم وعن الفنانة الشهيرة شمس البارودي، التي كانت قد اعتزلت وتنقبت.
أعجب المقال أستاذي ومعلمي عبداللطيف فايد فأرسله إلى الراحل الكبير عبدالوارث الدسوقي مساعد رئيس تحرير الأخبار، فحوله بدوره إلى الصديق الكبير محمد الزرقاني مدير مكتب جريدة “المسلمون" في القاهرة وقتها ، ومنه إلى الراحل الكبير الدكتور صلاح قبضايا رئيس تحريرها في جدة ، لينتهي الأمر إلى نشره وكانت “المسلمون" ممنوعة في ذلك الزمن من دخول مصر.
بعد سنوات صدر كتاب استعان بمقالي كمرجع، وقرأته شمس البارودي فغضبت أشد الغضب ونشرت بيانا في بعض الصحف الخليجية تندد بما كتبته، وأعلنت أنها قامت بمقاضاتي.
كان قبضايا قد غادر المسلمون واستلم مكانه الكاتب السعودي الكبير الأستاذ أحمد محمود، ثم غادر هو الآخر واستلم الأستاذ داود الشريان، وكنت أنا أعمل في مقر الجريدة بجدة في تلك السنوات التي أعقبت نشر المقال.
فاجأني الشريان ببيان شمس البارودي على الصفحة الأخيرة لإحدى المجلات وهو يردد بطريقته الضاحكة "حتتحبس حتتحبس".
بعدها بأيام كنت في الحج بصحبة نائبه الكاتب اللامع الراحل الدكتور عبدالقادر طاش، وبينما نحن في مقر رابطة العالم  الإسلامي بمنى، فإذا بنا نرى الفنان حسن يوسف وبجانبه زوجته شمس البارودي في حجابها الكامل. بسرعة حثني الدكتور طاش على أن أتقدم منهما وأشرح لهما هدفي مما كتبت ونيتي الحسنة. بصعيديتي التلقائية قلت: طيب أنا مش فاكر كتبت إيه يا دكتور!
وانتهى الأمر عند هذا الحد. 
الخيط الرفيع بيننا وبين معشر الفنانين ظل جاذبا لي. عندما كنت أعمل بقناة العربية في دبي اتصلت بي مديرة مكتب الأستاذ عبدالرحمن الراشد مدير عام القناة لتخبرني أن  الأستاذ عازم الفنانة يسرا على إفطار المغرب في فندق شيراتون وهو يدعوك لحضوره. أجبتها فرحا بطريقة عادل إمام في فيلم "البحث عن زوجة": يسرا مين؟!!
كنا في رمضان واليوم السبت يوم إجازتي، فهرولت إلى السوق لأحضر لوازم الإفطار لبيتي وأخبرت زوجتي أن توقظني الساعة كذا لأَنِي سأفطر مع يسرا. أيقظتني من النوم بالفعل ولكن لألحق بالتراويح!
وغدا أواصل...