الجمعة، 26-02-2021
11:11 م
فقدت الأمة
العربية و الإسلامية رجل من خيرة الرجال، و الذى كان يتميز بالعلم و الثقافة المغلفة بحُسن الخُلق، ألا و هو المؤرخ و المفكر و الفيلسوف المصري و الفقيه الدستوري
المستشار طارق البشري، عن عمر يناهز 88 عاما و الذى وافته المنية صباح يوم الجمعية الموافق 26 فبراير 2021.
فمن هو
طارق البشري لمن لا يعرفه ؟
المستشار طارق عبد الفتاح سليم البشري هو قاض متقاعد ومفكر ومؤرخ وأحد أبرز القانونين المصريين، شغل منصب النائب الأول السابق لرئيس مجلس الدولة المصري، ورئيسا للجمعية العمومية لقسمي الفتوى والتشريع لعدة سنوات.
وُلد
طارق البشري فى الأول من نوفمبر عام 1933 فى حى الحلمية بمدينة القاهرة، وينحدر من أسرة البشري التي ترجع إلى "محلة بشر" في مركز شبراخيت بمحافظة البحيرة.
عُرف عن أسرته اشتغال رجالها بالعلم الديني و بالقانون، إذ تولى جده لأبيه سليم البشري شياخة الأزهر، وكان والده
المستشار عبد الفتاح البشري رئيس محكمة الاستئناف حتى توفى سنة 1951م، كما أن عمه عبد العزيز البشري أديب، الكاتب الكبير و الذى كان يُلقب بجاحظ العصر الحديث.
تخرج
طارق البشري من كلية الحقوق بجامعة القاهرة سنة 1953م التي درس فيها على كبار فقهاء القانون والشريعة مثل عبد الوهاب خلاف وعلي الخفيف ومحمد أبي زهرة، ثم عين بعدها في مجلس الدولة واستمر في العمل به حتى تقاعده عام 1998 من منصب نائب أول لمجلس الدولة ورئيسا للجمعية العمومية للفتوى والتشريع.
بدأ تحوله إلى الفكر الإسلامي بعد هزيمة 1967م وكان أول ما كتبه فى هذا المجال مقالته بعنوان "رحلة التجديد في التشريع الإسلامي" و ظل يكتب هذا في القانون والتاريخ والفكر، و هو متزوج وله ولدان هما عماد وزياد.
من أبرز مؤلفات البشري " الحركة السياسية في مصر 1945 - 1952م، صدر عام 1972"، "الديمقراطية والناصرية، صدر عام 1975"، "سعد زغلول يفاوض الاستعمار: دراسة في المفاوضات المصرية - البريطانية 1920 - 1924، صدر سنة 1977"، "المسلمون والأقباط في إطار الجماعة الوطنية، صدر سنة 1981"، وسلسلة كتب بعنوان رئيسي "في المسألة الإسلامية المعاصرة " بدأ صدورها سنة 1996وكتابه نحو تيار أساسى للأمة و الذى صدر سنة 2011، و للبشري العديد من المؤلفات التى أثرت المكتبات
العربية.
فقد ترك البشري رصيدا قيما من الفتاوى والآراء الاستشارية التي تميزت بالعمق والتحليل والتأصيل القانوني الشديد، كما تميزت بإحكام الصياغة القانونية، ولا زالت تلك الفتاوى إلى الآن تعين كلا من الإدارة والقضاة والمشتغلين بالقانون بشكل عام على تفهم الموضوعات المعروضة عليهم.
و في فبراير 2011 أختاره المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ليكون رئيسا للجنة المعنية بتعديل الدستور المصري آبان ثورة يناير لما للبشري من خبرة دستورية قيمة.
رحل عنا البشري فى صمت وتم تشييع جثمانه من مسجد مصطفى محمود بالمهندسين، عقب صلاة الجمعة، الموافق 26 فبراير 2021 وبحضور عدد من مُحبيه فاللهم أغفر له و أرحمه و أسكنه فسيح جناتك.