الأربعاء 24 أبريل 2024
توقيت مصر 21:22 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

من «دكة القاضي» إلى القمر الصناعي.. مراحل استطلاع هلال رمضان

استطلاع-هلال-رمضان-في-مصر
استطلاع هلال رمضان
أعلنت دار الإفتاء المصرية بأنه سيتم استطلاع هلال شهر رمضان يوم الأحد القادم، بحضور مجموعة من العلماء والخبراء .

وبهذه المناسبة نستعرض سريعا طقوس هذا الحدث الدينى الكبير فى مصر على مدار عصور مختلفة.

دكة القاضي 
جرت العادة منذ العصور الإسلامية الأولى على خروج مجموعة من الناس في آخر شهر شعبان لرؤية هلال رمضان، لأن الفقهاء يرون رؤية الأهلة من فروض الكفاية, لما يترتب عليها من الأحكام الفقهية والشرعية اقتداء بالسنة الشريفة.

كانت الاحتفالات فى مصر برؤية هلال رمضان تبدأ فى يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان بحضور وجهاء  الناس وكبار رجال الدولة فى العاصمة والمدن الكبرى, واختلف المؤرخون في أول من خرج لرؤية هلال رمضان من قضاة مصر .

فذكر السيوطي إن أول من خرج لرؤية الهلال في مصر القاضي غوث بن سليمان الذي توفي سنة 168هجرية, وقيل إن أول قاض ركب في الشهود إلى رؤية الهلال هو أبو عبد الرحمن بن لهيعة الذي تولى قضاء مصر بعد وفاة أبي خزيمة سنة 155هجرية الموافقة 771 ميلادية ، وتبعه بعد ذلك القضاة لرؤيته، حيث كانت تعد لهم «دكة» على سفح جبل المقطم عرفت بـ «دكة القضاة»، يخرج إليها لاستطلاع الأهله. 

العهد الفاطمي
وفي العهد الفاطمى تم استطلاع الهلال من فوق مئذنة جامع بدر الجمالى  وظهر ما يعرف بموكب أول رمضان أو «موكب رؤية الهلال».

العصر المملوكي
أما فى العصر المملوكى فكان قاضى القضاة يخرج لاستطلاع الهلال من فوق إ منارة مدرسة المنصور قلاوون ومعه القضاة الأربعة كشهود ومعهم الشموع والفوانيس، ويشترك معهم المحتسب وكبار تجار القاهرة ورؤساء الطوائف والصناعات والحرف، فإذا تحققوا من رؤيته أضيئت الأنوار على الدكاكين وفى المآذن وتضاء المساجد، ثم يخرج قاضى القضاة فى موكب تحف به جموع الشعب حاملة المشاعل والفوانيس والشموع حتى يصل إلى داره، ثم تتفرق الطوائف إلى أحيائها معلنة الصيام . 

العصر العثماني
 أما فى العصر العثمانى، فعاد موضع استطلاع الهلال مرة أخرى إلى سفح المقطم فكان يجتمع القضاة الأربعة وبعض الفقهاء والمحتسب بالمدرسة المنصورية فى «بين القصرين»، ثم يركبون جميعاً يتبعهم أرباب الحرف وبعض دراويش الصوفية إلى موضع مرتفع بجبل المقطم حيث يترقبون الهلال ، فإذا ثبتت رؤيته عادوا وبين أيديهم المشاعل والقناديل إلى المدرسة المنصورية،حيث يعلن المحتسب ثبوت رؤية هلال رمضان ويعود إلى بيته فى موكب حافل يحيط به أرباب الطرق والحرف بين أنواع المشاعل فى ليلة مشهودة . 

الخديو عباس حلمي الثاني
استمر الأمر على ذلك حتى أمر الخديو عباس حلمى الثانى بنقل مكان إثبات رؤية الهلال الى المحكمة الشرعية بباب الخلق.

دار الإفتاء
 ومع إنشاء دار الإفتاء المصرية فى أواخر القرن التاسع عشر، أسندت إليها مهمة استطلاع هلال رمضان والاحتفال به، وتقوم الدار بهذه المهمة كل عام بعد غروب شمس يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان، ويتم ذلك من خلال لجانها الشرعية والعلمية المنتشرة بجميع أنحاء الجمهورية فى احتفال يحضره الإمام الأكبر والمفتون السابقون ووزير الأوقاف ومحافظ القاهرة والوزراء وسفراء الدول الإسلامية ورجال القضاء وغيرهم من رجال الدولة، ويكون ذلك من خلال إطلاق القمر الصناعي الذي تكون مهمته تصوير الهلال.