الإثنين 18 نوفمبر 2024
توقيت مصر 09:30 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

(فقراء ودولاراااات)

طاغور شاعر الحب والجمال متعدد المواهب وامتلك شجاعة نادرة في التوجيه والتوبيخ لمجتمعه كاشفًا الأخطاء والسلبيات دون خوف أو وجل والذي من أجمل تأملاته قوله (إذا لم أستطع العبور من باب فسأقصد بابًا آخر أو سأصنع بابًا) ((لا علاقة للفظ مع بابا تواضروس)) وربما كانت نبؤة من طاغو.. والبابا والباب يؤديان إلي جموع الفقراء في كنيستنا الأرثوذكسية والذين تذخر بهم كل كنيسة والمشكلة أنك لو حضرت اجتماع الفقراء بالكنيسة ثم كررت زيارتك بعد شهور ثم بعد سنين سوف تجد نفس الوجوه والعائلات الفقيرة بل وحدث بهم ولهم النمو والتزايد في الأعداد وهي ظاهرة حقيقية وصارخة ومن لا يصدق فليذهب ويري بنفسه؛ أما أعجب العجاب يا أخوتي والصراحة راحة لأنني أطرح قضية ظاهرة وواضحة وجلية وليست خافية عن أحد المؤسف لهذا العجب هو تزايد تدفق الدولارات والملايين علي كنيستنا_اللهم لا حسد_ وامسك الخشب أو امسك نفسك أما أنا فلن أمسك لساني عن النطق والشهادة بالحق مهما دفعت الثمن وما يدهشني هو عطايا الأغنياء المليونيرات والتي تخالف وصايا الإنجيل بضرورة العطاء في الخفاء. 
ولكن ما علينا.. فنجد مثلأ أحدهم يقوم بإهداء البابا تواضرس سيارة مصفحة باهظة الثمن ولما كان بابانا يمتلك واحدة مثلها وكان من المفترض توجيه العطاء للوجهة الصحيحة وهي الفقراء والمساكين وكان من الممكن عرضها للبيع وتخيلوا عندما يفعل هذا وكم الملايين التي سوف يتسابق لدفعها من يتقدم لأخذ بركة اقتناء سيارة البابا !! ولكن.. فوجئنا بالبابا يهدي السيارة إلي الأنبا يوأنس بأسيوط ليحتفظ بها!! وهكذا يا أحبائي في سفريات البابا العديدة للخارج مع  بعض الوفود المرافقة من أساقفة وكهنة ورهبان وراهبات والمصروفات الباهظة المكلفة لهذه الرحلات وأين الفقراء؟ لماذا لا توجه هذه الأموال لهم؟ ومثلها أدعو الجميع لإلقاء نظرات فاحصة أو صائحة للكنائس وحساب الكم المهول ويا للهول من تشطيبات فاخره 10نجوم في عز الظهر من رخام ونجف وأجهزة تكييف مجهزة بالماس لكهربائي المقدس وغيرها ولو قمنا بحساب التكاليف ستتجاوز الملايين من الجنيهات والكارثة أن فقراء الكنيسة في ازدياد وهي ظاهرة لم أستطيع حلها رغم جهادى واجتهادى مثل طاغور للبحث عن باب أو بابا وسرعان ما يتهموننى بالكفر والتمرد والتجريح ومهاجمة الكنيسة بالرغم من أن حقيقة إهمال الفقراء واضحة للعيان والعيان المريض والسليم على حد سواء.. والدعوة أوجهها لسادتي أباطرة المال وملاينهم التي تمنح للصرف في غير موضعها وأوجه سؤالي للكل هل يفرح الرب بهذه المصروفات التي ذكرت بعضها من سيارات وتكييفات ورخام.. إلخ أم يفرح الرب برعاية الفقراء الذين أطلق عليهم الإنجيل (إخوة الرب الأصاغر) وإقامة المشاريع الصغيرة لهم كحل نهائي لمشاكلهم المادية ولنعلمهم اصطياد السمكة بدلاً من أن نطعمهم سمكة! وأخيرًا أرشدونى يا إخوتي لحل هذه المعضلة (ملايين الدولارات  تزداد نموًا للكنيسة ومئات الفقراء أيضًا في نمو وازدياد؟!.