الإثنين 18 نوفمبر 2024
توقيت مصر 09:46 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

الغطاس في أغسطس والقيامة في نوفمبر

كما توقعنا، وحذرنًا كثيرًا من العبث في طقوس، وعقائد، وتقاليد الكنيسة الأرثوذكسية دون جدوى، فوجدنا في السبع سنوات الأخيرة، إصرارً غريبًا عجيبًا لتوحيد الأعياد فقط وفقط لا غير، ويا للعجب مع الكاثوليك دون سواهم، علمًا بأن الأرثوذكس في مختلف أنحاء العالم (أقباط+ سريان+أحباش+.........إلخ) توجد بينهم اختلافات عديدة في الطقوس ومواعيد الأصوام والأعياد، فمن باب أولى بالأرثوذكس الجلوس معًا والتشاور والتحاور والتوحيد والتوحد في كل هذا !!! 
ما علينا بعد احتفال أقباط لوس انجلوس بعيد الميلاد مرة أخرى في25ديسمبر، هاج وماج الكثيرين، وجاء قداسة البابا تواضروس مؤيدًا ومباركًا ومدافعًا عن هذا التغيير في موعد العيد، مبررًا ومعللاً بالحجة والمنطق، تكرار الاحتفال بالعيد في غير موعده، لأن الطقس وضع من أجل الإنسان وراحته.
وجاء حوارنا، وزياراتنا مع بعض المسيحيين بالمدن الساحلية، خاصة الإسكندرية فإذا بهم متضررون ومتألمون (من البرد والصقيع والشتاء القارس والقارص) وكان مطلب (بعض العائلات)  _ وهذه الأخيرة تكفي لإجابة مطلبهم _ حيث إن مطران أمريكا أعلن أن (بعض العائلات)، تقدمت بطلب لتغيير الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح، وتمت الاستجابة لمطلبهم.
ولذلك فأنا أضم صوتي إلى صوت (بعض عائلات)  الإسكندرية والمدن الساحلية إلى البابا تواضروس، والمجمع المقدس( وممكن البابا فقط، لأنه بطريرك وله سلطة اتخاذ القرار بمفرده، كما قال في اجتماع الكهنة منذ أيام) لإصدار (توصية) مثلما فعلوا مع أقباط المهجر بمضمونها كاملاً، كلاً وموضوعًا ولفظًا، وذلك بجواز التغاضي عن الطقوس والتقاليد العريقة لكنيستنا من أجل راحتهم بالتحديد، فإن من حقهم المطالبة بالاحتفال بعيد الغطاس المجيد في شهر يوليو، حيث الأحوال الجوية الحسنة الدافئة بعيدًا عن نوة الغطاس الشهيرة التي تمنع أغلبية الأقباط من حضور قداس عيد الغطاس واللقان، الذي يقام مساءً؛ مثل طقس عيد الميلاد تمامًا.
وأعتقد أن هذا المطلب من حق (بعض عائلات) خاصة بعد أن أعلن البابا تواضروس أن الشتاء في بعض مدن كندا منع ذات مرة احتفال عيد الميلاد بالكنيسة لسوء الأحوال الجوية، وبالطبع نحن نشكر قداسة البابا علي رحمته وحنانه بالشعب وحرصه على راحته أو على الأقل على راحة(بعض العائلات). 
وبالمثل يا إخوتي الرحماء، فإن بعض عائلات الصعيد الجواني (ملهاش علاقه بالكورة إجوان)، حيث درجة حرارة الصيف تتخطى الأربعين درجة، وبالتالي فإن الصوم الكبير وأسبوع الآلام والقداسات المتأخرة والتي تقام عز الظهر (من12-3 ومن 2-5)، وهذا لا يتناسب مع(بعض العائلات)، لهم أيضًا مطلب عادل بأن تسمح الكنيسة لهم بصلاة الصوم الكبير خاصة أسبوع الآلام في شهر نوفمبر، حيث الأحوال الجوية المعتدلة والرائعة بالصعيد.
ولقد وجهت وأوجه النصيحة المخلصة لهؤلاء (البعض عائلات) بالتقدم بمطلبهم لأسقف الإيبارشية والملزم مشكورًا برفعها فورًا للمجمع المقدس، واتخاذ التوصية اللازمة أسوة بأقباط أمريكا، وذلك حرصًا علي راحة (بعض) أفراد الشعب، لأن الطقس والتقاليد وضعت من أجل راحة الإنسان.
وهذا كله يتم مع بقاء الطقس القديم كما هو، ولا مانع إطلاقًا أن نجد عيد الميلاد والغطاس في الإسكندرية، يحتفل بهما في شهر يوليو، وكذلك أسبوع الآلام، وعيد القيامة بأسوان، ومدن الصعيد يتم الاحتفال بهم في نوفمبر.
وهكذا فنحن في عصر إعادة ترتيب البيت الكنسي، والعمل على راحة (بعض العائلات) صيفًا بعيدًا عن الصوم الانقطاعي والصلوات في (عز الظهر) وعفوًا لا تقل (عز)  وإلا يبقي (إنت اللي قتلت بابايا..آه يا بابايا).