السبت، 09-11-2019
02:24 م
القس مكاريوس فهيم قلينى
سررنا كثيرًا للدعوة الكريمة من سيادة الرئيس لضرورة الاهتمام بأحوال الدعاة، وكان لتوجيهات سيادته الحكيمة بالغ الأثر وتفعيل الدعوة لأحبائنا وإخوتنا دعاة الإسلام، وهذا ما شجّع الكثيرين لمطالبتنا بدورنا لتوجيه الدعوة لسيادة الرئيس بصفته رئيسًا للمصريين جميعًا لاستكمال النصف الآخر من دعوته وتوجيهاته للاهتمام برعاة المسيحيين مثلما فعل مع دعاة المسلمين، وهذا بالطبع يشكل العدالة فى المطلب والمساواة بأهمية وضرورة توجيهات سيادة الرئيس خاصة مع كثرة المشكلات الادارية والتنظيمية ولا شأن لمطلبنا هذا إطلاقا بالطقس أو العقائد، وبالمثل هناك تضارب بالقوانين الكنسية التى يتعارض بعضها مع بعض قوانين الدولة، ولكن مع وجود الخطوط الحمراء والسوداء والزرقاء نجد الأمور لها من الحساسية الشديدة ما يدعونا للحذر والحيطة -مع إن- الحيطة مايلة فى الكنيسة- لوجود العلاقة المتوترة بين رئاسة الكنيسة والرعاة الذين هم الكهنة وكبار الخدام الذين يخدمون بالكنيسة ويطلق عليهم "مكرسين ومكرسات" مثلهم مثل الكهنة تركوا وظائفهم فى العالم للتفرغ لخدمة الكنيسة.
وللتوضيح فنجد أن قوانين الكنيسة تتجمع فى يد البابا أثناء حياته فقط وينتهى بعضها بانتقاله من هذا العالم، وبالطبع نجد المجمع المقدس له من السلطات لسن وتشريع القوانين الكنسية، ولكن الواقع المؤلم أن هذا مرهون بإرشاد وموافقة وضغط البابا فى الخفاء أو حتى علانية حتى إن أحد الباباوات أصدر توجيهات وقرارات منفردًا وعندما سأله أحد الأساقفة أن يعرضها على المجمع المقدس صرخ فى وجهه (أنا المجمع)- مع الاعتذار لبطل فيلم الجزيرة الذى صرخ هو الآخر (أنا الحكومة).
ومبررات مطلبنا بضرورة تدخل سيادة الرئيس فنعرض لكم بعض مشاكل الرعاة (الكهنة) مع قيادات الكنيسة، فيوجد قانون كنسى معترف به أنه لا يجوز إيقاف الكاهن عن الصلاة أكثر من أسبوعين ثم يحال لمجلس إكليريكى للتحقيق معه وهذا القانون بالطبع تم تجاهله منذ نحو سبع سنوات بفعل فاعل، والنماذج والأسماء والوقائع موجودة لمن يهمه الأمر، ثم نذكر مهزلة قانون يحرم تمامًا منع مرتب الكاهن والحوافز والمكافآت مهما كانت خلافاته مع البابا أو الأسقف وللأسف لا يتم تطبيق هدا القانون أيضًا ومن لا يعجبه الأمر من الكهنة فليشرب من البحر -مع أنه ليس لدينا محطة تحلية- وقمة المآسى عقاب البابا لكاهن اكتشف من الأسرار ما يندى له الجبين فاتخذ قراره الذى يرضى الرب وبالطبع لا يرضى البابا الذى تركه بدون تجديد بطاقته الشخصية منذ نحو عامين، وكذلك تشريد العديد من الكهنة والرهبان من أديرتهم وكنائسهم دون إجراء تحقيق معهم.
نكتفى بهذه النماذج وفى الإنجيل مثال لما نطالب به وهو بولس الرسول الذى لجأ لقيصر روما عندما اختلف مع قيادات اليهود، لذلك فمع عجز المجمع المقدس والبابا فى حل هذه المشكلات ولما كنا فى وطن واحد ولنا رئيس جمهورية محب للعدالة وضحى بحياته فى سبيل إنقاذ مصرنا العزيزة، لذلك نحن نأمل فى أن يتدخل كما فعل مع إخوتنا الدعاة لإنصاف رعاة الكنيسة، فليس من المنطق ولا المقبول أن يصبح البابا وأساقفة المجمع المقدس "خصمًا وحكمًا" فى نفس الوقت، والدليل على خطورة ما وصلت إليه الكنيسة القوانين الأخيرة المزمع المجمع المقدس والبابا إصدارها لمزيد من التحكم والسيطرة على الكهنة وطرق محاكمتهم بل إحالتهم للمعاش فى سن (60 إلى 70) سنة، متجاهلين أن الأساقفة والبابا بشر مثل الكهنة، ويجب أن يطبق عليهم أيضًا هذه القوانين ولكن لا أحد يجرؤ على المطالبة بالمساواة والعدالة، وأتعشم خيرا أن نجد هذا فى رئيسنا المحبوب والد المصريين جميعا دعاة الإسلام ورعاة المسيحية.