حذر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر من مخاطر "الظلم" وآثاره التدميرية على الأفراد، والمجتمعات والأمم .
وقال عبر برنامجه اليومي "الإمام الطيب"، إن "الظلم هو الخروجُ عن حدِّ العدلِ والاعتدالِ في جميعِ الأمورِ، فمن الظلمُ أكل أموالِ الناسِ بالباطلِ، وأخذها ظلمًا، كما يكونُ بالتَّعدي على الناسِ بالإساءةِ بالقولِ، أوالإهانةِ بالضربِ أو الاستقواءِ على الضُّعفاءِ ".
وبيَّن أن "من صور الظلمِ الفادحِ أكلُ مال اليتيمِ، وظلمُ الزوجِ لزوجتِه بالتقصيرِ المتعمَّدِ في تلبيةِ حاجاتِها التي تُقرُّها الأديان والأعرافُ والعاداتُ، وأظلمِ الظلمِ التسلطُ على الأبرياء بتخويفِهم ومضايقاتِهم وترويعِ أُسَرهم وأطفالِهم ".
ووصف الطيب، الظلم بأنه "رذيلة قاتلة، تُربك الحياة الاجتماعية وتؤثر على كل معطياتها, لذا فقد تناول القرآن الكريم مفردة "الظلم" ومشتقاتها في مائة وتسعين آية من آياته الكريمة، لتنبيهِ المؤمنِ على خطرِ هذه الآفةِ التي طالما كانَت وراءَ دمارِ الأممِ والشعوبِ والحضاراتِ في القديمِ والحديث ".
مستشهدًا بقوله تعالى ?وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ? [إبراهيم: 42]، قال الطيب إنه "لا يخفي ما في تلك الآية من التذكير والاتِّعاظِ بالوعيدِ المُرعِبِ والعاقبةِ الأليمةِ لمَن استمرأَ هذه الآفةَ البَشِعةَ، وما ينتظِرُه مِن هلاكٍ في الدنيا وعذابٍ في الآخرةِ .
ولفت إلى أن "الظَّالمَ خاسرٌ دائمًا ولا يُفلحُ أبدًا؛ لأنَّه يُعرِضُ نفسه للضلال والبٌعد عن هدايةَ اللهِ كما في قوله تعالى: ?إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ?، ?واللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ?، وقد تكرَّرت هذه الآيةُ ثلاثَ مراتٍ باختلافٍ طفيفٍ في ألفاظِها ".
كما بين أن "الظلم كما يكون بين الأفراد قد يقع أيضًا بينَ الأممِ والدولِ، التي يَظلِمُ بعضُها بعضًا، وينطبِقُ عليها ما يَنطبِقُ على الدولِ التي بادَت وتلاشَت بسببِ الظلمِ ".
واعتبر أن "الأخطرُ من ذلك أنَّ عقوبةَ الظلمِ إذا نزلت عمَّت وأخذتِ الصَّالحَ والطَّالحَ مصداقًا لقوله تعالى، ?وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ?، مبينًا أن "ذنب الصالحينَ هنا أنهم لم يقوموا بواجبِ النُّصحِ كما ينبغي لكفِّ الظَّلَمةِ عن ظُلمِهم ".