الأربعاء، 06-05-2020
04:42 م
فتحي مجدي
لو أنفق العالم ثرواته على البحث العلمي وتحسين الأوضاع الصحية بدلا من تطوير الأسلحة لما وصلنا لهذا الوضع المتردي
أدعو العالم لوقف الحروب والنزاعات من أجل توجيه الطاقة البشرية نحو ما هو أنفع للجميع
قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن وباء كورونا (كوفيد – 19) وغيره من الأوبئة؛ ليس عقابًا من الله كما يزعم البعض، ولكن يمكن القول بأنه آية من آيات الله مثل كل الكوارث الطبيعية.
وأضاف خلال برنامجه اليومي "الإمام الطيب"، أن "كل هذا الكون، وكل مخلوق فيه، هو آية من آياته تعالى، يدعونا فيها للتفكير وإعادة النظر في أفعالنا وتصرفاتنا وعلاقتنا به سبحانه وتعالى وعلاقتنا ببعضنا البعض كبشر".
وأشار الطيب إلى أن "شهر رمضان يأتي هذا العام وسط ظروف صعبة و مختلفة عن الأعوام السابقة، نتيجة الخوف والتوتر، بل والرعب الذي تسبب فيه تفشي وباء كورونا المستجد، إضافة إلى ذلك، ما زلنا نحن الشرقيين نعاني من كوابيس الحروب التي فرضت علينا فرضًا، ودفعنا ولا زلنا ندفع نحن العرب والمسلمين ثمنها غاليًا ومكلفًا، بل باهظ التكلفة من الدماء والتشرد والخراب والتدمير، وبدل أن كنا نخشى الموت على جنودنا وقواتنا، أصبحنا نخشى الموت في بيوتنا ومراقدنا ومع أهلينا وأبنائنا".
وأوضح، أن "العالم اليوم مطالب بأن يعيد حساباته بعد هذه الكارثة، وبعدما استغلت ثروات العالم خلال العقود الماضية، واستنزفت جهود العلماء في تطوير الأسلحة التي تقتل وتدمر، في حين أنه لو أنفقت هذه الثروات الهائلة أو جزء منها في البحث العلمي الذي يخدم الإنسان، وفي تحسين الأوضاع الصحية للدول التي تعاني من المرض، لما وصلنا الى هذا الوضع المتردي التي تقف فيه البشرية كلها عاجزة أمام هذا الفيروس".
ووجه شيخ الأزهر، دعوة إلى العالم، بأنظمته وأفراده ومؤسساته، إلى التضامن من أجل وقف الحروب والنزاعات، والفصل في مواطن الخلاف بطرق إنسانية، وليست عسكرية أو اقتصادية أو قومية.
واعتبر أن "هذه هي الخطوة الأولى التي تساعد البشرية في توجيه طاقاتها نحو ما هو أنفع للجميع، ونحو تحقيق التنمية الشاملة التي تنشدها المجتمعات كافة، ونحو توجيه دفة التطورات التكنولوجية حالا ومستقبلا نحو إنشاء أنظمة صحية عالمية لديها القدرة على المواجهه الحقيقية لمثل هذه الأوبئة، والتي هددت البشرية أكثر من مرة طوال قرون مضت، ولم ينتبه الإنسان لها إلا بعد دخوله معها في صراع البقاء".
وختم شيخ الأزهر بالدعاء قائلاً: "أسأل الله تعالى أن يجعل يومنا خيرًا من أمسنا، وأن يجعل غدنا خيرًا من يومنا، وأن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم امين".