الخميس، 09-07-2020
05:05 م
فتحي مجدي
قالت الأمم المتحدة إن متوسط الحرارة في العالم خلال الفترة ما بين عامي 2020 و2024 سيكون أعلى بدرجة مئوية واحدة على الأقل مما كان عليه قبل الحقبة الصناعية.
وتوقعت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة في تقريرها الصادر الخميس، أن كل المناطق تقريبًا باستثناء بعض المناطق في المحيطات الجنوبية، ستسجل درجات حرارة أعلى من المستويات الحالية.
وقدرت المنظمة بأن التوقعات تشير إلى أن هناك احتمالًا بنسبة 20 في المائة أن تكون درجات الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية أعلى من المتوسط ما قبل الحقبة الصناعية بين عامي 2020 و2024.
وعلامة 1.5 درجة مئوية هي المستوى الذي وافقت عليه الدول للحد من الاحترار العالمي في اتفاق باريس لعام 2015. وفي حين أن الارتفاع الجديد قد يعقبه بعدة سنوات متوسط درجات حرارة أقل، فإن كسره يمكن اعتباره دليلاً آخر على عدم نجاح الجهود الدولية للحد من تغير المناخ.
وقال ماكس ديلي، مسؤول الخدمات المناخية في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية: "يوضح مدى اقترابنا مما تحاول اتفاقية باريس منعه".
وأضاف لوكالة "أسوشيتد برس"، أنه "ليس من المستحيل أن تتمكن الدول من تحقيق الهدف المحدد في باريس، وهو الحفاظ على الاحترار العالمي أقل بكثير من درجتين مئويتين، من الأفضل ألا تزيد عن 1.5 درجة مئوية، بحلول نهاية القرن".
ويقول العلماء إن متوسط درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم أعلى الآن بنسبة 1 درجة مئوية على الأقل عن الفترة ما بين 1850-1900 بسبب انبعاثات الاحتباس الحراري من صنع الإنسان.
وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، التي تتخذ من جنيف مقرًا لها، إن هناك فرصة بنسبة 70 في المائة لتجاوز علامة 1.5 درجة في شهر واحد بين 2020 و 2024.
ومن المتوقع أن تشهد فترة الخمس سنوات متوسط درجات حرارة سنوي أعلى من 0.91 درجة مئوية إلى 1.59 درجة مئوية، مقارنة بحقبة ما قبل الصناعة.
وقال أندرس ليفرمان، العالِم في معهد بوتسدام لأبحاث التأثير المناخي بالقرب من برلين، والذي لم يكن مشاركًا في نماذج المناخ، إن التوقعات أثبتت دقتها في الماضي لأنها تستند إلى معادلات فيزيائية مفهومة جيدًا حول تأثير غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي..
وأضاف، أنه في حين أن بلوغ عتبة 1.5 درجة كان "إشارة تحذير صراخ"، فإنه لا ينبغي أن يصبح إلهاءً عن الجهود المبذولة للحد من انبعاثات غازات الدفيئة من صنع الإنسان إلى الصفر بحلول عام 2050.
وأشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن النماذج المستخدمة للتنبؤ لا تأخذ في الاعتبار الأثر الذي قد يحدثه جائحة فيروس كورونا على الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري مثل ثاني أكسيد الكربون.
لكن الخبراء يقولون إن أي انخفاض في الانبعاثات بسبب الجائحة من المرجح أن يكون قصير الأجل وقد يضر بالفعل بالجهود المبذولة لإنهاء استخدام الوقود الأحفوري.
وقال ليفرمان: "إن تأثير فيروس كورونا هو إغلاق جزئي للاقتصاد في جميع أنحاء العالم. لكن تغيير طريقة عملنا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال اقتصاد سليم."
وقال مسؤول الخدمات المناخية في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إن "درجات الحرارة القياسية مثل تلك التي نشاهدها حاليًا في القطب الشمالي هي نتيجة الانبعاثات التي يتم ضخها في الغلاف الجوي منذ عقود، لذا فإن محاولات تغيير المسار المستقبلي للمناخ يجب أن تحدث قريبًا".
وأضاف: "هذا ليس شيئًا يمكن إيقافه بعملة صغيرة. إنها مثل بطانة المحيط التي تستغرق وقتًا طويلاً لتدور". وتابع: "هذه هي الرسالة التي يقولها الناس في حياتهم اليومية وكيف يصوتون وكل طريقة أخرى يجب أن يهتموا بها".