الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
توقيت مصر 15:45 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

سعر الدولار لا يزال متقلب بشكل كبير في نهاية عام 2022، فما هو تأثير ذلك؟

Capture
الدولار

 

لا تزال الولايات المتحدة الامريكية تحاول التعافي من ازمة الركود الاقتصادي التي حدثت في عام 2020 وتداعيات الازمة الاقتصادية العالمية التي حدثت في الفترة الماضية. ولذلك، لا يزال سعر الدولار  متقلب بشكل كبير حيث يتحرك الدولار بناء على التطورات الاقتصادية في البلاد، بالإضافة يتحرك كرد فعل على الإجراءات الاقتصادية التي تقوم بها الحكومة الامريكية والبنك الفيدرالي.

ولتقلبات الدولار في سوق العملات العديد من التأثيرات على الاقتصاد المحلي للولايات المتحدة الامريكية او على الاقتصاد العالمي كله. وتتأثر الكثير من أسهم الشركات العالمية بالإضافة لاقتصادات العديد من الدول المختلفة بتغير سعر الدولار او بإجراء المزيد من الإجراءات الاحترازية.   في هذه المقالة ، سيتم مناقشة بعض التغييرات وتأثيرها على اقتصاد الدول.

 

اخر تعديل في سعر الدولار

في اخر تقلب في سعر الدولار، هبط سعر الدولار في الأسبوع الأخير من عام 2022 لأن التضخم قد ارتفع اقل من المتوقع، وهو ما يعد مؤشر على إيجابية تأثير إجراءات المجلس الاحتياطي الفيدرالي، والذي بناء على ذلك سيقوم بتبطيء وتيرة زيادة أسعار الفائدة.

وقد وصل الدولار الى اقل مستوى له في اخر ستة أشهر مقابل اليورو، حيث كان اليورو ب 1،0673 دولار، حيث يعد ذلك هو اعلى مستوى له منذ يونيو 2022 حين وصل حينذاك الى 1،0631. ايضاً مقابل الين انخفض الدولار ووصل الى 135،55 في التداول وذلك يعد انخفاض بنسبة 1،5%.  كما نزل مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمة الوحدة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، 0.9 بالمئة إلى 104.02.

 

أسعار المستهلكين والتضخم

أظهرت تقارير وبيانات الحكومة الامريكية ان أسعار السلع الأساسية قد ارتفعت قليلاً في نوفمبر بنسبة اقل من المتوقع، وذلك قد أدى الى اقل زيادة تضخم سنوية في عام 2022. وقد ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين في نوفمبر بمعدل 7،1% وذلك يعد اقل ارتفاع منذ ديسمبر 2021. وقد كانت نسبة الارتفاع في أكتوبر في مؤشر الأسعار الاستهلاكية 7،7%.

وتعد تلك كل المؤشرات الإيجابية دليل على الاستراتيجية الموفقة التي يتعبها الفيدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة في محاولة لمواجهة التضخم في البلاد، والتي يقوم بها الاحتياطي الفيدرالي كل فترة والتي كان اخرها برفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة اساس في نهاية الشهر الماضي.

 

ماذا يتوقع المتداولون؟

المتداولون في سوق الأسهم الامريكية والمهتمين بالأخبار الاقتصادية يتوقعون ان يكون هناك ارتفاع إضافي في الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اول اجتماعين لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في العام الجديد، كما توقع الكثير منهم ان يكون اخر ارتفاع في مايو وليس في مارس مثل العام الحالي.

وفي ذلك السياق صرح إيفان أسينسيو، رئيس قسم استشارات مخاطر العملات الأجنبية في بنك سيليكون فالي في سان فرانسيسكو: "سيمثل هذا مزيدًا من التباطؤ في رفع أسعار الفائدة ويقرب فرق سعر الفائدة بين الدولار والعملات الأخرى لأن الدول الأخرى ترفع أيضًا". كما أضاف وقال، "هناك فائدة أقل للولايات المتحدة وضغط أقل على الدولار للارتفاع".

 

تأثير ذلك الأمر على اقتصادات الدول الأخرى

من الناحية الأخرى، تشكل تلك الإجراءات العديد من التأثيرات على اقتصاد الدول المختلفة خصوصاً الدول المرتبط اقتصادها بسعر الدولار الأمريكي . حيث قامت العديد من الدول في اخذ العديد من الإجراءات المختلفة التي تضمن بها الحفاظ على استقرار اقتصادها بعد تلك الإجراءات، مثل جمهورية مصر العربية التي قررت تحرير سعر الدولار لمقاومة حالة التضخم وإجراءات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

ايضاً في نفس الوقت قامت العديد من الدول برفع نسبة الفائدة لمواجهة التضخم مثل الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، قما قامت أيضا بريطانيا برفع سعر الفائدة في أواخر عام 2022 لمقاومة التضخم والذي ظهر بشكل كبير بعد فترة فيروس كورونا بالإضافة للازمات الموجودة بسبب الحرب الواقعة بين روسيا وأوكرانيا.

 

الخلاصة

لا تزال الاقتصادات العالمية تتعافى بعد فترة الركود الاقتصادي في اخر 3 أعوام، ولكن تظل الإجراءات التي تقوم بها الحكومة الامريكية والعديد من الحكومات مؤشر جيد على دفع الاقتصاد للأمام والاستفادة منه. ومن اهم تلك الإجراءات الزيادة في سعر الفائدة التي يقوم بها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

وقد ظهر ذلك المؤشر في انخفاض نسبة التضخم في الشهر الأخير، بالإضافة الى انخفاض سعر الدولار بشكل كبير امام العملات الأخرى، حيث وصل الى اقل معدل له منذ شهور امام اليورو والين الياباني والدولار الكندي، مما يفتح الطريق امام الاستمرار في الإجراءات والقرارات التي يتخذها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.