الجمعة، 11-12-2020
09:17 م
عندما شاهدت على
اليوتيوب مشهدا أراجوزيا يعبر عن الفرحة بخسارة
نائب سابق للانتخابات وحاز على ملايين
المشاهدات واللايكات، قلت ما أشبه هذا ب
التحشيش على الهواء مباشرة، الفرق الوحيد بينه وبين
التحشيش الحقيقي، أن الأخير يتم في أماكن مغلقة، ولا يتجاوز تأثير دخانه الموجودين فيه، بينما
التحشيش الإعلامي ينتشر دخانه في كل مكان تتوفر فيه
الهواتف والشاشات الذكية والانترنت.
مؤكد أن
التحشيش الإعلامي المقصود ليس ذلك
المخدر المعروف، لكنه في الواقع قبيح جدا وهادم للفضائل وقائد أعمى لقرارات مؤثرة تدمر كيانات ومؤسسات اجتماعية.
صحيح أن ال
نائب والرئيس السابق لناد كبير شخصية تملك بامتياز ما يجلب لها العداوات ويقوي شوكة الخصوم، ويزهزه منصات
التحشيش الإعلامي بما يسميه القائمون عليها بلقمة العيش الحلال، لكن هذا لا يعني أن نتحول إلى ضحية لثلاثة أو أو أربعة أو أكثر من
اليوتيوبرز، أحدهم يقيم في دولة خليجية، لمجرد أن بحوزتهم كاميرات جيدة في بيوتهم توفر لهم الظهور على الانترنت في الوقت الذي يريدونه لينشروا حولنا أدخنة الشائعات والأخبار الكاذبة والملونة، ويستجيب لها بعض أصحاب القرار في محاولة يائسة لإرضاء جماهيرهم العريضة ممثلة في ملايين
المشاهدات.
الزمالك كيان رياضي مصري وأفريقي عريق يتعرض لهزة مدمرة بسبب هذا
التحشيش. القرارات التي تخصه اتخذت للأسف الشديد بتأثير الدوار التي تسببت فيه أدخنة المحششين الإعلاميين، ولم يقف تأثير الدوار عند ذلك الحد، بل تم التراجع عن عقود ثلاثة لاعبين اتفق معهم وأصبحوا تحت أمر النادي في صفقات انتقال حر غير مكلفة، حاجة ببلاش كده، رغم أن الخواجة مدرب النادي يريدهم، كل ذلك لأن السوشيال ميديا رفضتهم أو رفضت أحدهم بحجة لفظ سابق نسب له قبل سنوات في لحظة غضب!..
إذا كان هناك فسدة ومخالفات مالية كبيرة فلها طرق قانونية للإمساك بها والتحقيق فيها ومحاسبة أصحابها، وليس لمجرد إرضاء منصات
التحشيش الإعلامي.
وأخيرا .. هل اتسع الخرق على الراقع، بحيث بات من الصعوبة تعريف تلك المنصات وإخضاعها للقانون كما تخضع وسائل الإعلام التقليدية، ومراجعة مداخيلها ومصادر أموالها، فهناك منصات ليست مجرد كاميرا هواتف وغيرها.
لا يجب فهم ذلك على أنه مصادرة للحريات الإعلامية، فالإعلام والإعلامي في حاجة عاجلة لإعادة تعريف، وهل تلك المنصات تعتبر من الإعلام أم دخيلة عليه بحثا عن لقمة عيش بآلاف الدولارات؟!!