الجمعة 26 أبريل 2024
توقيت مصر 21:33 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

في الصحافة والحياة..

الإسماعيلي والموت السريري

أخيرا تذكر محافظ الإسماعيلية أن هناك أيقونة لمحافظته عرفها كل سابقيه ممن اعتلوا منصبه في هذه المحافظة الهادئة الجميلة. 
نعم أدركها شريف فهمي بشارة متأخرا، وقد يكون السبب أنه غير مهتم بكرة القدم، لكن ذلك أفضل من أن لا يدركها أبدا.
أيقونة الإسماعيلية وهرمها الأكبر هو "الإسماعيلي". من هو المحافظ الذي يكون عنده ذلك النادي ويدير له ظهره، لا ينجده من عثراته، ولا يفك عنه قيوده العثمانية التي باعت لاعبيه وأفرغته من مواهبه بدون أي خطة سوى التفريغ.
في أميز عصوره الذهبية. عصر بركات وبيبو وأوتاكا وإسلام الشاطر ومحمد صلاح أبو جريشة، والذين حصلوا على الكأس والدوري بعد غياب طويل، فوجئ عشاق الإسماعيلي بقيام العثمانيين ببيعهم، وكان على رأسهم الراحل إسماعيل عثمان ورئيس النادي الحالي المسؤول عن انتكاساته إبراهيم عثمان.
معظمهم ذهب إلى النادي الأهلي وحصلوا له على أكثر من سبع بطولات دوري وصنعوا اسما عالميا لمدرب كان مجهولا وفاشلا اسمه مانويل جوزيه، وعندما اغتر باسمه الجديد الذي اكتسبه من بطولاتهم وذهب إلى أماكن أخرى بداية من منتخب انجولا، عاد إلى غياهب الفشل والنسيان.
لو صبر عليهم العثمانيون عدة مواسم أخرى في قلعة الإسماعيلية لتزينت بباقة من البطولات تقارع قطبي القاهرة.
حجتهم غياب الفلوس وهي مقبولة إلى حد ما لو غابت البدائل الأخرى، لكن المحافظين لم يتدخلوا للأسف إلا بصرف بعض المكافآت أو بعض المساعدات المالية التي لا تكفي لسداد مرتبات الموظفين في النادي عن شهر واحد.
وهذا ما فعله بالضبط المحافظ الحالي عندما تذكر أخيرا أن الإسماعيلي هو درة التاج لمحافظته. زار النادي ووعد اللاعبين بمكافأة إذا فازوا على الاتحاد.
العلاج المرحلي بالمسكنات لا يكفي. الإسماعيلي في أشد الحاجة إلى جراحة استئصالية عاجلة وإلى عملية زرع شريان تاجي يمده بدماء الحياة، وهذا غير متيسر في ظل إدارته الحالية ولا أي إدارة تنتخبها الجمعية العمومية.
أي إدارة ستشكو من ضعف التمويل وستضطر إلى الأسلوب العثماني نفسه من بيع المواهب وعدم القدرة على استبدال مواهب جديدة بهم في عصر الاحتراف.
تخصيص النادي هو الحل. السير على طريق الأسيوطي الذي تحول إلى بيراميدز عقب بيعه لراع ثري جدا جعله أغنى الأندية في مصر.
نعم لم يحصل بيراميدز على بطولات.. بسبب فشل الراعي الجديد في السيطرة عليه، لكنه لا يزال قادرا على خطف أغلى اللاعبين وأكثرهم موهبة، وسيأتي الوقت الذي يهيمن فيه البطولات بعد التخلص من مشاكله الإدارية.
الإسماعيلي لن يحتاج إلى الوقت الذي يستغرقه بيراميدز، مع راع مقتدر يصرف عليه، وفي المقابل لن يستغرق هذا الراعي طويلا قبل أن تنفتح له كنوز علي بابا، لأنه يستثمر في ناد تاريخي تشجعه محافظته حتى النخاع، وله جماهير في كل أنحاء مصر وفي الدول العربية.
هل يملك محافظ الإسماعيلية الصلاحيات التي يمكنه بها اتخاذ قرار جرئ كهذا؟!
أظن أن حالة الموت السريري التي يمر بها الإسماعيلي لا تسمح إلا بالمغامرات الجريئة بدلا من التضحية بالمريض برفع أجهزة التنفس عنه.