الأحد 22 ديسمبر 2024
توقيت مصر 22:48 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

«كتاب» و«مؤسس تاريخى» يفجران أزمة داخل الجماعة الإسلامية

«كتاب» و«مؤسس تاريخى» يفجران أزمة داخل الجماعة الإسلامية

القيادى الراحل: الاستفادة من تجارب الآخرين "أكذوبة".. وردود موجعة من قادة الجماعة على "ناجح إبراهيم".. والأخير: لن أخضع لدعوات تكفيرية

شهدت الجماعة الإسلامية مؤخرًا، أزمة بين بعض القادة المؤسسين، واتسعت دائرتها لتصل إلى قواعد الجماعة، حيث تعددت الآراء وتباينت الرؤى فى موضوعين، أحدهما كان بمثابة المفاجأة الصادمة للجماعة، والثانى جديد قديم، لكن كان للموضوع الأول هو الأكثر جدية فى ظهوره كمفاجأة بين قيادات وقواعد الجماعة.

فعقب وفاة القيادى التاريخى فى الجماعة المهندس محمد يحيى، تفاجأ الجميع بتركه كتابًا، أوصى بنشره، والذى يكشف فيه عن تجربته مع الجماعة الإسلامية، منذ نشأتها وحتى وفاته.


أما الأزمة الثانية، التى شهدتها الجماعة خلال الأسابيع الماضية، هى عقب مقال كتبه القيادى التاريخى السابق وأحد مؤسسيها، الذى فارق الجماعة، وذلك عقب مقال نشره عن المفتى السابق الدكتور على جمعة، والذى تسبب أيضًا فى تباين وجهات النظر بين قيادات وأفراد الجماعة عن القيادى السابق، بالرغم من تركه للجماعة.

هجوم على مؤسس الجماعة بعد وصفه لـ"على جمعة" بالمفتى المستنير

رد موجع من زعيم الجماعة الإسلامية.. عبد الماجد: أخذ طريق المرجئة.. وناجح إبراهيم يرد: لم أرتكب كبيرة يا شتّامين

لم يدر بذهن القيادى السابق بالجماعة الإسلامية والمفكر الإسلامى ناجح إبراهيم، أن مقاله الذى كتبه وأثنى فيه على المفتى السابق الدكتور على جمعة، أنه سيفجر أزمة كبيرة وصاخبة داخل الجماعة الإسلامية.


الأزمة بدأت من قواعد الجماعة، حتى إلى أعلى هرمها، متمثلاً فى رئيس مجلس شورى الجماعة "أسامة حافظ"، والذى دخل على خط الأزمة، مهاجمًا إبراهيم بسبب مقاله.

كما سخر المهندس عاصم عبدالماجد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، فى منشور له على صفحته الرسمية فى فيسبوك مما كتبه إبراهيم قائلاً: "شراسة الحرب على الإسلام ووضوحها لم تجعل لأحد ملجأ يتوارى فيه.. بل إما أن تعلن أنك مع الإسلام صراحة.. وإما أن تعلن أنك مع على جمعة".

فيما دافع القيادى بالجماعة وأحد مؤسسيها المهندس حمدى عبدالرحمن عن إبراهيم  بالقول: "ما علمت الشيخ ناجح إلا منافحًا عن الإسلام ولدين الله يعمل.. وليس هو الذى يخير بين أن يكون مع الإسلام أو مع فلان مهما كان المخير".

وأضاف أيضًا: "عاشرت أقوامًا وأجيالاً فلم أجد أطيب قلبًا ولا أنقى سريرة ولا أخلص نية ولا أرحم بالناس ولا أنفع للناس ولا أكرم من أخى الشيخ ناجح".


كما تسببت منشورات قيادات الجماعة فى سجال بين أفرادها، حيث كتب حساب رجب السنوسى: "اعدلوا يرحمكم الله المفكر الإسلامى سلك طريقًا، أهل الحق يطلبون السلامة والعون من الله حتى يجنبهم الله السير فيه".

وكتب حساب أبو اليقظان العمرى: "يا جماعة الدكتور اختار طريقة متشغلوش بالكم بيه ولكن لو وجه له السؤال مباشرة هل أنت جماعة إسلامية أظن أنه سيجيب وبكل صراحة لا ".

كما علق آخر: "الدكتور ناجح لا يشغله آراءنا فيه على الإطلاق وعنده قناعه لا تحتمل الشك أنه أرجح عقلاً وفهمًا من جميع أفراده الذين كان يقودهم ربما ليس كبرًا – من باب إحسان الظن– وأراه ثقة بالنفس زائدة.. لذا لا داعى أن نشغل أنفسنا به فقد اختار طريقه الذى يحلو له.. وليس لنا عليه سلطان.. غير أن ندعو الله سبحانه أن يلهمه الرشاد.. وعلينا أن ننسى قصة فكر وجماعة.. فهو له فهمه الخاص به وفكره المغاير تمامًا لفكر الجماعة سواء القديم أو الجديد.. ربما ما يدور فى خلجات صدره أنه فعل ما عليه من واجبات تجاه الأفراد الذين تسبب فى انتمائهم لفكر الجماعة ومن جرائه كان الحبس.. وعمل على إخراجهم من السجون.. لذى فليس أحد له عليه شىء.. أرجوكم دعوه وشأنه.. واسأل الله العافية".

يأتى هذا عقب مقال كتبه ناجح إبراهيم، وتم نشره على صحيفة الوطن بعنوان "قراءة فى فقه العلامة على جمعة"، حيث وصفه بأنه لم يترك علمًا من العلوم الدينية والإنسانية إلا وضرب فيه بسهم.


وأنه حوّل دار الإفتاء المصرية إلى مؤسسة ذات منظومة علمية فقهية إدارية رائعة قابلة للتطور المستمر.

كما أنه أيضًا جمع بطريقة رائعة بين فقه الأولين والواقع المعاصر الذى نعيشه.

وبعد حملة الهجوم دخل الدكتور ناجح إبراهيم، إلى حلبة الصراع الفكرى، حيث استنكر حملة الهجوم عليه من قبل الجماعة الإسلامية، مؤكدًا أن ما يطرحه مجرد قضايا فكرية.

وأضاف، فى رده على رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية أسامة حافظ : "هل نحن نزنى أو نسرق أو علشان مسالك التهم هذه قضايا فكرية وليست مسالك تهم يا مولانا".

وكان زعيم الجماعة الإسلامية المهندس أسامة حافظ، قد استنكر ما كتبه القيادى السابق بالقول: "الزنا والسرقة ليست كل التهم ولا أخطرها فهى جرائم تخص صاحبها، وإنما هناك تهمًا تخص المجتمع ككل يصعب التماس الأعذار لفاعلها".

وكان حافظ، قد وجه على صفحته الرسمية فى فيسبوك، عدة رسائل قاسية لإبراهيم قائلاً: "هل ذكرت يومًا مآثر الحجاج فى حق الدين والأمة رغم أن مآثره أضعاف ما تذكره لعلى جمعة.. والآن هل علمت لماذا هاجموك".

وأضاف أيضًا: "من سلك مسالك التهم اتهم ولا أجر له .. تعرض نفسك لاتهام الناس وتستنكر أن يتهموك".

وفى رد إبراهيم، على الحملة التى شنت عليه قال: "نفس الشتائم والإهانات والتبذل والإسفاف بل ودعاوى التكفير التى تخيرنى بين الإسلام أو د.على جمعة وكأن الرجل عدو للإسلام أو محارب له أو مجافى له".

وأضاف إبراهيم: "أن تخييرى بين د.على جمعة والإسلام هى دعوة تكفيرية فجة وصريحة، لا أدرى كيف مررها هؤلاء جميعاً دون نكير، بل وسعد بها البعض وكأنهم يفرحون بتكفير الخلائق وليس بهدايتهم، وهذه الحملة التى أتعرض لها الآن مشابهة لتلك التى تعرضت لها بعد خلع الرئيس الأسبق حسنى مبارك بعد ثورة 25 يناير حينما كتبت مقالاً عنه فى موقع الجماعة الإسلامية الذى شرفت برئاسة تحريره بعنوان "ارحموا عزيز قوم ذل" فقامت القيامة وكأن هذا الحديث الشريف العظيم ليس حديث الرسول الكريم أو كأنه قول من قولى أو كأن رحمة أى إنسان عار يستحق الذى يدعو إليه الشتم والسب".

وتابع قائلاً: وكانت هذه الشتائم من أول الدوافع التى جعلتنى أوقن أن هؤلاء الشتامين لن يتطوروا ولن يتغيروا, أو يفكروا بطريقة جديدة مختلفة.

وأكد إبراهيم: ونسى هؤلاء أن حسنى مبارك مهما كانت سلبياته وأخطاؤه قضى ثلاثين عاماً كاملة فى جهاد متواصل وحروب متواصلة من أجل الدين والوطن بدءًا من حرب 48، وحتى أكتوبر المجيدة، وقاد الطيران المصرى الأضعف تكنولوجيا للتصدى للطيران الإسرائيلى الأحدث منه فى نصر أكتوبر.


كما أنه كان بأعضاء وقادة الجماعة الإسلامية فى أواخر عهده بقبوله لتفعيل مبادرة منع العنف, ولو لم يوافق عليها ما سارت خطوة وما أفرج عن أحد, أما عنفه مع الجماعة الإسلامية فى بداية عهده فقد كان فى مواجهة عنفها.

من جانبه اعترض القيادى بالجماعة أحمد حسنى على، القيادى السابق بالقول: "وطالما هى قضايا فكرية، فلماذا تغضب حضرتك من الرد عليك أيا ما كان الرد، أنت تطرح فكرًا وهو يطرح فكرًا، ولماذا تتهم غيرك بأنهم لن يتقدموا ولن يتطوروا، من أين لك هذه الثقة فى النفس التى تصل إلى درجة الغرور، أليس من الجائز أن يكونوا هم على صواب وحضرتك على خطأ، وما المشكلة إذا رأيتها أنت قضايا فكرية ورآها غيرك خلل فى الولاء والبراء.

وأضاف حسنى: " وأخيرًا مرة أخرى، هل أعددت العدة ليوم سوف تقف به بين يدى الله فيسألك عن مدح من أباح دماء المسلمين وحرض عليهم؟".

وفى سلسلة الردود الغاضبة على " إبراهيم"، قال القيادى التاريخى بالجماعة عاصم عبد الماجد: "لا يا دكتور ناجح.. واتق الله، منوهًا أن غضب الدكتور كان لنفسه،  وهى عادة اكتسبها فى الخمسة عشر عامًا الأخيرة ولم تكن من قبل من أخلاقه.

كما وجه عبد الماجد، نصيحته للجماعة الإسلامية قائلاً: "هناك سبب آخر لتراجعى أرجو أن يتأمله إخوانى.. وهو أن تواصل الردود قد يدفع الرجل للتوغل أكثر فأكثر.


وأضاف، أنه فى ذلك البحر الأجاج غرق من قبل رموز كثيرة كلكم تعرفونها، فلا تعينوا الشيطان على صاحبكم، ولا تدفعوا أخًا سابقًا لكم لكى يخوض أكثر فى هذه الفتنة الحالقة للدين، واتركوا الرد على ما قاله أو ما سيقوله فالحلال بين والحرام بيّن.

كما أجمل فى الرد على" ناجح إبراهيم" قائلاً: " لقد ذهب صاحبنا مذهبًا لا نرتضيه وانتحل أقوالاً لا نوافقه على كثير منها.. فإن أحسن فلنفسه وإن أساء فعليها (قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون".

القيادى التاريخى وعضو مجلس الشورى عاصم عبد الماجد، عاود أيضًا الهجوم على "ناجح إبراهيم" بالقول: "قلت لحضراتكم لا تدخلوا فى سجال مع صاحبكم فلم توافقونى.. ها أنتم تدفعونه للمبالغة والغلو والتوغل فى مذهب الإرجاء وهو يحسب أنه يحسن صنعًا؟".

وأضاف عبد الماجد: دعوه ولا تذكروه لا بمدح ولا ذم فهو قد أبغضكم ولم يعد يرى لأحد خطأ أو يذكر لأحد خطأ إلا أنتم ومن كان على شاكلتكم .

وتابع قائلاً فى رده على"ناجح إبراهيم": "وليته أوقفكم على خطأ.. ووالله لو أوقفكم على خطأ لكنتم أول التائبين منه بإذن الله ولكنه ينكر عليكم غلظتكم".

وتساءل عبد الماجد: ولو افترضنا جدلًا أنكم مخطئون فى الإغلاظ على "على جمعة"، فلماذا لا يتغاضى عن هذا الخطأ ويتناساه ويكتفى بمدحكم ببقية أخلاقكم وأفعالكم الحسنة كما رأيناه يفعل مع على جمعة؟.

وفى إنكاره أيضًا على "إبراهيم" يقول عبد الماجد: "أما الجفرى وعلى  جمعة، فصاحبكم يتلمس منهم المحاسن ولو ضئيلة ويعظمها ليمدحهم بها".

وطالب أفراد الجماعة الإسلامية، بأن يدعوه "فهو مسافر سفرًا لم يبق فى عمره ما يكفى للرجوع منه إلا أن يشاء ربى شيئًا"، بحسب قوله.

واختتم حديثه قائلاً: "دعوه.. فإن شق عليكم سماع ترويج مذهب الإرجاء المتلبس بثوب الرحمة بمحاربى الله ودينه أشباه ابن العلقمى وابن أبى داود.. فليصححه أهل العلم والبيان بلا تعريج على قائله".

"من وحى التجربة".. كتاب يتسبب فى ثورة بالجماعة الإسلامية.. ومؤلفه الراحل: كُلنا شاركنا فى الجريمة

عقب وفاة المهندس محمد يحيى، أحد القيادات البارزة بالجماعة الإسلامية، ظهرت ردود فعل واسعة، وذلك بعد وصيته بنشر كتاب يحكى عن الأحداث والتجارب التى عاشتها الجماعة.

وأوصى القيادى الراحل زوجته والتى تحمل حساب أم حسام على فيسبوك، والذى يبدو أنه معطل من قبل إدارة فيسبوك بتنفيذ وصيته بنشر الكتاب بعد وفاته، والذى يحمل عنوان "من وحى التجربة".

زوجة القيادى الراحل، قامت بنشر أولى حلقات كتابه"من وحى التجربة"، حيث صارت ردود الأفعال متباينة وصادمة بعضها يحمل التخوف من النشر، والبعض يرفض، فيما يرى فريق ثالث مسلكًا وسطًا بنشر حلقات الكتاب بعد عرضه على بعض القيادات لتقدير النشر من عدمه.


الردود الغاضبة، جاءت بسبب ما تضمنته الحلقة الأولى من كتابه ما وصفه بـ"الجريمة" التى ارتكبتها الجماعة.

وبحسب ما كتبه المهندس الراحل، فإن أخطر جرائم الجماعة الإسلامية هو ما جاء فى كتابها الشهير الذى أسس لفكر الجماعة منذ تأسيسها والذى حمل عنوان "من ميثاق العمل الإسلامى"، والذى يحمل أحد بنوده الرئيسية "ونستوعب ما سبقنا من تجارب".

وشدد القيادى الراحل، فى كتابه الذى أوصى بنشره: "ولكنه للأسف الشديد لم نعمل بهذا الكلام ولم نستوعب شيئًا من تجارب السابقين لنا وخاضت الجماعة الإسلامية كل التجارب من البداية وأصرت فى تحدٍ غريب على أن تجرب كل شىء بنفسها".

واستطرد يحيى فى حديثه: "وأنا هنا لا أتهم أحدًا بعينه فكلنا شارك فى هذه «الجريمة» بشكل أو بآخر والمتهم الرئيسى فى هذا الخطأ قلة العلم وضعف الخبرة وصغر السن والعاطفة الجياشة والمجنونة.

وتابع قائلاً: ولكن لعل حبنا للدين ودفاعنا عن الحق وإيثارنا للآخرة يضعنا تحت بند النيات النبيلة التى يستحق صاحبها عقوبة مخففة غير أن الواقع يقول غير ذلك لحكمة يعلمها الله، مضيفة "وعلى أية حال اختيار الله للعبد خير من اختياره لنفسه".

وأشار القيادى الراحل، إلى أنه سيلتزم فى كتابه الصدق والموضوعية ولن أتتبع عورات الناس ولن أذكر اسما إلا فى سياق المدح والثناء إلا إذا اقتضت الضرورة وكان فى ذكر الاسم فائدة شرعية أو تاريخية.

كما أكد فى حديثه عن كتابه: " وسيكون جل اهتمامى على المعانى العامة والدروس الهامة ولن أخوض كثيرا فى التفاصيل الضئيلة والحكايات الهزيلة التى ملأت السجون وأوغرت الصدور ومزقت أواصر الحب والوئام والترابط التى بيناها فى سنين طويلة".

وفى ختام الحلقة الأولى يقول يحيى: من نافلة القول "إن كل ما أكتبه هو جهد بشرى ينطبق عليه كل ما ينطبق على أعمال البشر فإذا أعجبك أخى القارئ الكريم كلامى أدعو لى وإن لم يعجبك فالتمس لى العذر فإن خير الناس أعذرهم للناس".

وانهالت ردود الأفعال بعد  نشر الحلقة الأولى، حيث خرجت أصوات تطالب زوجته بالتوقف عن النشر، وأصوات أخرى توافق على نشر الكتاب، لكن عرضه على لجنة متخصصة فى الجماعة.

ودخل على خط الأزمة المهندس أسامة حافظ رئيس مجلس شورى الجماعة بالقول: "أتمنى أن تستمر أم حسام فى نشر مذكرات الراحل الحبيب ولزوجها الراحل الحق فى أن ينتقد فذلك لا يعيبنا بل على العكس نحن نسعد بالنقد أكثر مما نسعد بالمدح لأنه يبصرنا بالعيوب أو يوجهنا لتصويب ما ظنه الآخرون خطأ.

وأضاف حافظ، أن المهندس محمد يحيى محمد، قامة كبيرة فى الجماعة ينبغى أن يسمع إليه - وإن قسا علينا- والجماعة التى تخشى من أخطائها - وما أكثر ما تخطئ - محكوم عليها بالزوال".

وبالتزامن مع نشر الحلقة الأولى قال المهندس عاصم عبدالماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية حينها، يبدو أن الشيخ/ محمد يحيى الذى افتقدناه منذ أيام قليلة قد ترك كتابًا ضمنه تقييمه لرحلة الجماعة الإسلامية .

وأضح، أنه تركه أمانة عند بعض إخوانه الكرام وأوصاه بنشره بعد وفاته يرحمه الله، مضيفًا والظاهر من افتتاحية الكتاب التى نشرت اليوم أنه سيكون قاسيًا جدًا.. جدًا.. جدًا.

وتابع عبد الماجد فى فى حديثه عن الكتاب : " يستهوينى أن أقرأ بتمعن أى انتقاد للجماعة، لأنى سأنتفع به بدرجة أو بأخرى وذلك حسب درجة إدراك كاتبه للوقائع ثم مصداقيته فى تقييمها .

وأضاف: لا أحب الرد على من ينتقد إلا إذا أخطأ فى رواية التاريخ.. أو تحامل فى تقييمه تحاملاً يصعب تجاوزه .

وشدد فى حديثه: ها أنا ذا أفتح قلبى وعقلى.. (وربما دواتى وقلمي) بشغف كبير لما سطره الشيخ/محمد يحيى فى كتابه، منوها لكن أثار فضولى أن من سينشر هذا الكتاب القاسية مقدمته.. كان يرفض بإصرار انتقاد الحركات الإسلامية فى محنتها .

وأوضح، أنه يود أ أن تكمل أم حسام أرملة الشيخ/ محمد يحيى نشر كتابه الذى ضمنه تقييمه لرحلته مع الجماعة الإسلامية، ومع تقديرى الكامل للظرف الصعب الذى تمر به.. إلا أن ذلك لا يصلح عذرًا لتتوقف عن نشر ما بدأت بنشره. الموضوع الآن لا يتعلق بها هى فقط ولا حتى بكاتبه رحمه الله.

وأكد، أن الموضوع أصبح متعلقًا بألوف مؤلفة منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر. دعونا ندافع عن حق أخ لنا فى أن يتكلم بحرية ولو بعد وفاته، وندافع أيضًا عن حق المجموع فى أن يعرف تقييم أحد إخوانه القياديين لهذه التجربة.

كما ندافع عن حق من يخالفه الرؤية، فى أن يستمع له ويناقش آراءه.. وندافع عن حق من تأثروا بهذه التجربة من المسلمين سلبًا أو إيجابًا فى أن يقرؤوا عنها بعمق،  أما من يتخوف من نشره فلا أستطيع أن أتفهم سببًا لتخوفهم، بحسب قوله.