ما زالت تداعيات قرار الأنبا سرابيون مطران لوس أنجلوس لإيبارشية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، تلقى بظلالها على الأوساط القبطية في الداخل، والخارج؛ قبل أيام من الاحتفال بعيد الميلاد 2020؛ حيث يعد القرار بمثابة سابقة جديدة من نوعها.
ويتضمن القرار السماح بالاحتفال بعيد الميلاد المجيد يومي 25 ديسمبر، و7 يناير، والسماح لكنائس الإيبارشية، بإقامة قداس إضافي ليلة عيد الميلاد يوم 24 ديسمبر، وأنه لن يتم قطع فترة الصوم حتى انتهائه بقداس ليلة العيد 6 يناير المقبل، ويؤكد القرار التزام الإيبارشية بالاحتفال بعيد الميلاد يوم 7 يناير.
ومن المعروف أن الكنائس الشرقية، وعلى رأسها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل بعيد الميلاد المجيد 28، أو29 ديسمبر بحسب السنة "كبيسة" كانت أم بسيطة، الذي يقابله في التقويم الميلادي 7 يناير، أما الكنائس الغربية فتحتفل بعيد الميلاد المجيد يوم 25 ديسمبر.
وأوضحت مصادر كنسية، أن المشكلة تكمن في قرار المجمع المقدس لجنة شئون بلاد المهجر الذي جاء نصه "قرار لجنة شئون بلاد المهجر الرئيسية في حالة الاحتياج إلى استثناءات لقوانين الكنيسة والتقليد المقدس نتيجة احتياجات رعوية بكنائس بلاد المهجر يجب على الكاهن الرجوع إلى أسقف إيبارشيته ويمكن للأسقف الرجوع إلى قداسة البابا؛ ما منح أساقفة ومطارنة إيبارشيات المهجر صلاحيات واسعة دون الرجوع إلى قداسة البابا أو المجمع المقدس.
وحذرت مصادر كنسية، من خطورة قرار المجمع المقدس الكنيسة القبطية؛ ما قد يتسبب في حدوث انقسامات داخل الكنيسة، حيث يؤثر هذا القرار على استقرار الكنيسة، إذا حدث اختلافات في تقدير هذه الاحتياجات الرعوية لأن العبارة فضفاضة وغير قابلة للقياس، وربما تصحبها دعوات تهد بانفصال بعض إيبارشيات المهجر عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عندما تحتاج الكنيسة إلى استثناءات لقوانين الكنيسة والتقليد لابد من موافقة المجمع المقدس على هذه القوانين الكنسية لأنها كنيسة مجمعية ولا يحق للمجمع المقدس أن يتنازل عن اختصاصاته لبعض الأساقفة في المهجر أو في أي مكان آخر.
واعتبرت المصادر قرار الأنبا سرابيون ليس تدبيراً رعويا وإنما يدخل في النطاق الطقسي، وأن الأمر بقرارات مجمعية لابد من عقد مجمع مقدس لاتخاذ قرار بشأنه.
وطالبت المصادر المجمع المقدس بإلغاء قراره الخاص بلجنة شئون المهجر الصادر في يونيو 2019 م وما يترتب عليه من آثار لخطورته علي الاستقرار داخل الكنيسة وأن المجمع المقدس للكنيسة القبطية صاحب الاختصاص الأصيل والمنوط به وحده تغيير القوانين الكنسية والتقليد وليس أساقفة المهجر، وكذلك توحيد ميعاد الاحتفال بعيد الميلاد بين الكنائس الشرقية والكنائس الغربية وفق التقويم الصحيح الذي يراه؛ ليحتفل جميع المسيحيين في كل أنحاء المسكونة في توقيت واحد لعيد الميلاد المجيد.