الجمعة 22 نوفمبر 2024
توقيت مصر 14:02 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

"الحوفي": ابن تيمية كان يتطاول على من يكبرونه ووالده عنفه

"الحوفي": بكيت لرفضي قرار الإفراج عن النشطاء

سلطت الكاتبة الصحفية نشوي الحوفي على حالة الجدل التي شهدتها وسائل التواصل الاجتماعي الساعات الماضية بسبب أحد مشاهد مسلسل الاختيار والذي يظهر فيه الشيخ رمضان عبد المعز وهو يعظ الجنود  متحدثا عن ابن تيمية وسوء فهم الناس له واختيار التكفريين كمرجعية لفكرهم المتشدد.


وكتبت في مقال لها بصحيفة "الوطن" بعنوان " ابن تيمية.. اختيار": فما قيل لا يعنى أن ابن تيمية برىء من تهمة التشدد والحدّة، فالرجل اتسم بحدّة الطبع وتطرف الفهم لكل ما يؤيد وجهة نظره التى لم يكن لها معلم تستند على علمه، حتى إن والده رفض اعتداده الزائد برأيه وعنفه على حدّته وتطاوله على من يكبرونه، علماً وسناً. وهو ما أكسبه عداء من تطاول عليهم من مشايخ.

وأضافت الحوفي مقالها:" ولكن مرة أخرى يبقى ابن تيمية مجرد شيخ من مشايخ الإسلام تحدّث فى الدين وأفتى وأصاب وتطرّف وأخطأ فى القرن السابع الهجرى لا القرن الخامس عشر هجرياً، وانتقده كثيرون ممن جاءوا بعده فى فتاوى، وبخاصة فى فقه العقيدة وفكرة التجسيم. ولذا فالعيب ليس فى ابن تيمية، بل فيمن تتبعه ليومنا وهو من سُجن لآرائه وقتها. ولتشدده هذا اختاره الفكر المتطرف كما اختار محمد بن عبدالوهاب بعده بقرون ليكون مرجعية له فى إباحة كل قتل وعنف".


وقالت، في مقالها وكما أن المسلسل لم يسعَ لتحسين صورة ابن تيمية، ولكنه سعى لتبرئة الإسلام من أى تطرف فى قول أو فعل، فكان المشهد بمثابة إعلان رسمى بأن القوات المسلحة ليست على خصومة مع أحد بسبب الدين والعقيدة، ولكنها فى خصومة مع من يسيئون استخدام الدين لصالح أغراض لا علاقة للتدين بها وإن اتخذوه ستاراً، وأن من ادعى أن ابن تيمية شيخه فى القتل والتطرف فقد أخذ منه ما أراد بسطحية فهم أو تربص جُرم واستغلال لاستباحة دم البشر، فأخرج فتاواه من سياق الزمن والمواقف.


وأضافت: دليل ذلك هو القراءة فى بعض ما ترك ابن تيمية، على سبيل المثال فتواه فى احتساب قول الرجل لزوجته أنت طالق ثلاثاً على أنها طلقة واحدة حماية لأسرة ومنحاً لفرصة لتفاهم، وفتواه فى رفض المجاملات فى التعيين للمناصب بلا كفاءة. وهى فتوى لم يلتزم بها الإخوان الذين افتضح أمر تكالبهم على الدنيا حين تولوا أمر مصر فلم يعينوا الكفء بل الأكثر طاعة لهم، وجميعنا رأينا تلك المهازل. وهذا يعنى أن التكفيرى اختار من ابن تيمية ما يستند عليه كمرجعية وحجة فى وجه من يجادله.