الثلاثاء 03 ديسمبر 2024
توقيت مصر 19:51 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

بعد الجدل.. شيخ الأزهر يعلن شروط تعدد الزوجات (فيديو)

6154e2cb4c59b77c17535cea
شيخ الازهر
أكد الدكتور أحمد الطيب  شيخ الأزهر الشريف أن حديث القرآن الكريم عن تعدد الزوجات لم يأتِ في حكم مطلق دون تقييد، وإنَّما جاء في سياق آية قرآنية تدافع عن اليتيمات من ظلم قد يتعرضن له من الولي عليهنَّ، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يدفع إلى استحضار الظلم الذي قد تعانيه الزوجة الأولى إثر التعدد، إذا لم يتوفر شرط العدل، لافتا لقول المولى عز وجل: «وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا» (النساء: 3).
وأضاف شيخ الأزهر في فيديو له، أنه يجب العلم والفهم أن هذه الآية ليست آية مستقلة، ولم تنزل آية لتوجيه المجتمع إلى تعدد الزوجات، كما نزلت الآيات التي تحمل أوامر موجهة إلى الناس بأن يفعلوا هذا.
وأشار «الطيب» إلى أنه ليس هناك آية مستقلة نزلت تقول للناس تزوجوا أو عددوا في الزوجات إلى أربع، لأن هذا فهم خاطئ، ومن المؤسف أنه يُستدل به في الوقت الحالي، مضيفًا: «سكتنا عن بيان هذه الآية حتى أصبحت كأنها مستقلة نزلت لتقول للمسلمين تزوجوا إلى أربع، رغم أن الأمر ليس كذلك».
ولفت شيخ الأزهر إلى أنَّ التعامل مع رخصة التعدد ليس أمرًا جديدًا، لأنه موجود في التراث وقرره العلماء، إلا أنه قد أهيل التراب على هذا التراث، وانتشر فهم آخر تسبب في المآسي المنتشرة حاليًّا، الأمر الذي دفع البعض لاتهام الإسلام أنه هو الذي فتح باب التعدد، رغم أن الإسلام جاء ليضع حدًا لفوضى التعدد التي كانت موجودة في المجتمع قبل مجيئه بعدما كان الأمر مطلقًا.
وأوضح الشيخ الطيب، أنه على الرجل الذي يريد التعدد الذي يعتبر حقا طبيعيا للرجل في بعض الحالات، ألا يظلم زوجته الأولى مع الحرص على نيل الاحترام ذاته الذي اعتادت عليه قبل الزواج من الثانية، علاوة على أنه يجوز لها طلب الطلاق للضرر، في حالة أنها لم تقبل الحياة مع زوجة أخرى وكذلك غير جائز للزوج أن يحبسها، مؤكدا ضرورة الالتزام بالعدل بين الزوجات في الأمور كافة، مثل بشاشة الوجه والمعاشرة والمبيت والأمور المادية، ولا يجوز مخالفة ذلك، مشيرًا إلى أن الرجل الذي يقصد من الزواج بامرأة ثانية قهرًا لزوجته الأولى، عذابه عند الله شديد.
قال تعالى: «وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ» (إبراهيم: 42).