كشفت عائلة المدرب في نادي "أتلتيكو بورتادا ألتا" الإسباني فرانسيسكو جارسيا، عن تفاصيل الأيام الأخيرة في حياته قبل وفاته متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا.
وتسببت وفاة "جارسيا" (21 عامًا) يوم الأحد في حالة من الصدمة في أوساط عائلته وأصدقائه وناديه، بعدما توجه إلى المستشفى بنفسه حينما شعر بظهور أعراض فيروس كورونا.
وأظهرت النتائج، إلى جانب إصابته بالفيروس، إصابته أيضًا بسرطان الدم وهو ما لم يكن اللاعب يعرفه من قبل، ويتوقع أن يكون سببًا أساسيًا في نقص المناعة لدى المدرب الشاب.
وقال زوج والدة فرانسيسكو، خوان فرنانديز، الذي رباه منذ أن كان صبيًا يبلغ من العمر أربع سنوات لموقع "صنداي أون لاين: "لقد دمرنا وما زلنا في حالة صدمة. لقد كان يحب الحياة ويحب كرة القدم. كان عمره 20 عامًا فقط. كان عيد ميلاده الحادي والعشرين في 8 أكتوبر".
وأضاف: "لقد عاش معنا وكان كل شيء على ما يرام حتى وقت قريب جدًا".
وتعاني والدة "فرانسيسكو "إيرين حوميز (42 عامًا) من حزن بالغ جراء وفاة ابنها، حيث تستطيع الحديث بصعوبة.
وقال زوجها: "لقد شعر (فرانسيسكو) ببعض التعب في يوم 6 مارس، لكننا اعتقدنا أنه بداية إصابته بنزلة برد، كان مصابًا بالتهاب في الحلق لكنه لم يكن يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة".
وتابع: "قضى عطلة نهاية الأسبوع يستريح في المنزل على الأريكة ويشاهد التلفزيون. أخذته لرؤية طبيبه العام يوم الاثنين 9 مارس لأنه لم يكن على ما يرام، وطلب منه الطبيب أن يأخذ الباراسيتامول، وتركه يعود إلى المنزل، وقال إنه لا داعي للقلق".
لكن حالته تدهورت بين عشية وضحاها، ما دفع والدته وزوجها إلى اصطحابه إلى مركز صحي في اليوم التالي، وحصل على مضادات حيوية، وتم تركه يعود إلى المنزل مجددًا.
وواصل زوج والدة "فرانسيسكو"، قائلاً: "لم نعتقد أن هناك أي شيء خاطئ، لكن في اليوم التالي لم يستطع الوقوف بشكل صحيح وكان يعاني من الحمى. كنا نعلم أن الأمر أكثر خطورة من نزلة برد أو أنفلونزا، لذا نقلناه إلى مستشفى كارلوس حيث أدخله على الفور ووضعه تحت جهاز تنفس". وأشار إلى أنها كانت هذه هي المرة الأخيرة التي يراه فيها هو والدته.
وتم تشخيص إصابة فرانسيسكو بالالتهاب الرئوي، حيث كان يشتبه في إصابته بفيروس كورونا، ورفض السماح لأسرته برؤيته بسبب خضوعه للحجر الصحي.
وتابع خوان: “أكدوا أنه مصاب بالفيروس في اليوم التالي، لكنهم قالوا أيضًا إنهم اكتشفوا شيئًا في دمه، تبين فيما بعد أنه سرطان الدم".
واستدرك: "كان فرانسيس شابًا ممتلئًا، لكنه كان طوله 6 أقدام و 5 مرات، وكان يلعب كرة القدم بانتظام مع الأصدقاء. لم يشتكي من أي مشاكل صحية. كنا نعلم أن فيروس كورونا يقتل الناس، لكننا لم نعتقد أبدًا أنه سيقتل فرانسيس".
واستطرد: "كان اكتشاف إصابته بسرطان الدم بمثابة ضربة مطرقة. لكنها قابلة للعلاج، وكنا قادرين على التفكير في أشياء مثل زرع نخاع العظم، إذا كان لدينا المزيد من الوقت".
وأردف: "قيل لنا إنه مات يوم الأحد. كل ما كان نفعله خلال تلك الأيام الأربعة هو الاتصال الهاتفي بالمستشفى. لم نتمكن من التحدث إلى فرانسيس، لم نره ولم نتمكن من تقديم وداعنا الأخير له".
وقال باكو جاليجو، منسق كرة القدم في "أتليتيكو بورتادا ألتا، مالقة" حيث درب فرانسيسكو فريقًا تحت 14 عامًا منذ عام 2016 وساعد في فريق شاب آخر: "اتصل بي فرانسيس يوم الجمعة قبل أن أدخل إلى المستشفى وقال إنه شعر بوعكة بسيطة، كان يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة، كانت هناك مباراة في عطلة نهاية الأسبوع وقلت له: لا تقلق، ابق في المنزل. يمكنني أن أبقى مكانك على المقعد. كانت تلك آخر محادثة أجريناها. واكتشفت أن فرانسيس كان مصابًا بسرطان الدم بعد وفاته".
وتم دفنه دون أن تتمكن أسرته من وداعه، حيث تم حرق جثمانه يوم الاثنين. ويقال إن إصابته بـ "اللوكيميا" أثرت على قدرته على محاربة الفيروس، حيث ذكت السلطات الصحية المحلية أنه كان يمكن أن يتعافى لولا ذلك.
وتوفي ما يقرب من 300 شخص في إسبانيا منذ تفشي فيروس كورونا، وكان جارسيا الضحية الخامسة للوباء في منطقة ملقة، ويعد من أصغر حالات الوفاة به في العالم.