الإثنين 23 ديسمبر 2024
توقيت مصر 09:08 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

في مثل هذا اليوم..

طارق بن زياد يحرق السفن.. هل كان ذلك حقيقة

طارق بن زياد وحرق السفن

عندما عبر المسلمون إلى الأندلس كانت المعركة الفاصلة في وادي لكّة، أو معركة شذونة، والتي انتصر المسلمون فيها، وانهارت دولة القوط بعد حكم امتد لعدة لقرون، لتقوم دولة الإسلام في الأندلس قرابة ثمانية قرون.

وقعت معركة شذونة في الثامن والعشرين من شهر رمضان سنة 92 هجرية - 17 يوليو سنة 711 م، حيث فرق النهر بين الجيشين المسلم بقيادة طارق بن زياد والقوط بقيادة لُذريق مدى أيام ثلاثة شغلت بالمعارك البسيطة.

 وفي اليوم الرابع التحم الجيشان ونشبت بينهما معركة عامة، واستمرت المعركة هائلة مضطرمة بين القوى النصرانية الضخمة، وبين القوة المسلمة المتواضعة نحو أربعة أيام.

وتمكن الجيش الإسلامي على ضآلة عدده، بجلده وثباته واتحاد كلمته، من جيش القوط، فلم يأت اليوم السابع من اللقاء حتى تم النصر لطارق وجنده، وهزم القوط شر هزيمة، وشتتوا ألوفاً في كل صوب.

وتشتهر في هذه المعركة قصة حرق طارق بن زياد للسفن وخطبته الشهيرة التي بدأها بقوله: "  أيها الناس: أين المفر؟ البحر من ورائكم والعدو أمامكم. وليس لكم والله إلا الصدق والصبر، واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام..".

وقد كان لواقع حرق السفن بحسب ما تم تداوله من روايات تاريخية أثر فعال في إذكاء همم المسلمين وشجاعتهم وثقتهم، ودفعهم إلى طريق النصر والظفر.

ولكن يبقى السؤال أن معظم المؤرخين المسلمين، ولاسيما المتقدمين منهم لا يشير إليها، ولم يذكرها ابن عبد الحكم أو البلاذُري، وهما من أقدم المؤرخين.

كما لم يشر إليها ابن الأثير وابن خلدون، وهي على العموم أكثر ظهورا في كتب المؤرخين والأدباء المتأخرين.