لماذا لم يؤذن النبي-صلى الله عليه
وسلم- ولا مرة طوال حياته؟.. سؤال تلقاه مصراوي وعرضه على الدكتور محمد علي،
الداعية الإسلامي، والذي قال في رده لم يؤذن النبي- صلى الله عليه وسلم-لأنه كان
مشغولا بما لا يقوم به غيره من مصالح المسلمين وأمورهم العامة؛ والأذان يستطيع أن
يقوم به غير النبي لكن مصالح المسلمين لا يقوم بها إلا الخاصة من الناس، وقد سار
على هذا النهج الخلفاء الراشدون فقد كانوا لا يتولون وظيفة الأذان لانشغالهم
بالأمور العامة، قال عمر رضي الله عنه: لَوْلَا الْخِلَافَةُ لَأَذَّنْت.
وقيل إنَّمَا تَرَكَ النَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم الْأَذَانَ لِأَنَّهُ لَوْ قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ, وَلَمْ
يُعَجِّلُوا لَحِقَتْهُمْ الْعُقُوبَةُ, لقوله تعالى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ
يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ
أَلِيمٌ.
وأضاف علي في رده لمصراوي: فهذا من
رحمة الله بأمة محمد صلى الله عليه وسلم.
وقد لخص جمع من العلماء أسباب عدم قيام
النبي بالأذان فيما يلي:
1- مخافة أن يصيب الأمة عذاب لو تخلفوا
عنه دعوته عن بالأذان
2- لأنه كان داعيًا فلم يجز أن يشهد
لنفسه.
3- أنه لو أذن وقال: أشهد أن محمدًا
رسول الله لتُوهِّم بعض الجهال أن هناك نبيًّا آخر غيره.
4- لأن الأذان رآه غيره في المنام،
فوكَّله إليه.
5- انشغاله صلى الله عليه وآله وسلم
وضيق وقته، وفي ذلك يقول الإمام البهوتي الحنبلي رحمه الله تعالى في "كشاف
القناع" (1 / 231): [وَإِنَّمَا لَمْ يَتَوَلَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه
وآله وسلم وَخُلَفَاؤُهُ مِنْ بَعْدِهِ الأَذَانَ؛ لِضِيقِ وَقْتِهِمْ عَنْهُ.
وأوضح الداعية، بأن النبي- صلى الله
عليه وآله وسلم- قد أذن في أذن الحسن والحسين رضي الله عنهما، فعن عبيد الله بن
أبي رافع، عن أبيه قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أَذَّنَ في
أُذُنِ الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة" أخرجه الترمذي في
"سننه"، وقال: هذا حديث حسن صحيح.