الإثنين 25 نوفمبر 2024
توقيت مصر 05:21 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

ضمائر ومشاعر الناس.. أقم عليها مأتماً وعويلاً

رضا محمد طه
لا يزال وقع الصدمة في الكثير جراء حادثة قتل أسرة بأكملها مكونة من سبعة أفراد منذ ثلاثة أيام في كفر الدوار بمحافظة البحيرة والجاني فيها هو صديق أحد الضحايا ورب الأسرة الضحية، وكما تقول بعض الصحف علي لسان الجاني ومهنته جزار أن الدافع وراء الجريمة هو بدافع سرقة مواشي صديقه لأنه يمر بضائقة مالية، لذا فقام بالتخطيط لفعل ذلك ولا عزاء للعيش والملح بين الأصحاب، لأنه قتل ضحاياه واحداً تلو الآخر وبدأ بصديقه وحتي الأطفال الصغار لم يرحمهم فذبحهم بطعنات عديدة دون أن يكون لديه أدني مشاعر أو ضمير يراجعه فيما فعل، فكان بعيداً عن الإنسانية بل أكثر وحشية من الذئاب والوحوش المفترسة.
ما أكثر الجرائم الشاذة والغريبة علي مجتمعاتنا والتي ترتكب في أيامنا تلك وتتنافي مع أخلاق وتعاليم ديننا الحنيف والأديان جميعاً، والدافع فيها هو الجهل والفقر والظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها الكثير والذين هم في إزدياد نظراً لتركيز الجكومات علي مشاريع بناء مصر الجديدة في ظل جمود واضح وتراجع في دخول الناس بالرغم من الزيادات التي تكاد تكون بصورة مستمرة في الأسعار وخاصة فيما يتعلق بالضروريات المعيشية، مما إنعكس سلباً علي الفقراء والطبقة المتوسطة الذين أصبح جل تفكيرهم في توفير المأكل والمشرب يوماً بيوم.
الرأسمالية المتوحشة أو النيوليبرالية الجديدة والتي نطبقها نحن وبصورة ليست المناسبة لمجتمعاتنا هل هي السبب في زيادة الحقد والكراهية وخوف الناس من بعضهم البعض؟، نظراً لما يرونه من تغييرات تموج بها المجتمعات جراء زيادة الأغنياء ثراءاً والفقراء فقراً، وترفع البعض وخاصة من الطفليين والهباشين والسماسرة الذين ظهرت عليهم علامات الثراء دون إستحقاق ودون تعب أو عناء أو مجهود يستحقون عليه ما وصلوا إليه من مستويات معيشية ورفاهية لا تتماشي مع عقولهم وتفكيرهم، لكن للأسف طأتها شديدة علي الذين يعملون في المجتمع بضمير وسلكون الطرق الصحيحة في كسب الرزق، بعض من هؤلاء وخاصة المتعلمين والمثقفين حدث لهم ذهول وفتنتهم التقلبات المفاجئة تلك، فنقموا علي المجتمع وعلي حظهم.
منذ عدة أشهر كتبت الصحف عن حدث أليم والذي كشف عن واقعنا الأليم، وهو إقتحام بعض اللصوص لشقة بغرض السرقة، لكن المفاجأة كانت في إنتظارهم حيث وجدوا صاحب الشقة وزوجته وهم من كبار السن قد ماتوا وتحللت جثثهم منذ سبع سنوات كما أثبتت بعد ذلك التحريات، أي ماتوا دون أن يسأل عليهم قريب أو جار يشاركهم نفس العمارة التي كانوا يسكنون فيها، وحتي إن لم يكن لهم أقارب ما الذي يجعلهم يخافون من مصاحبة جيرانهم، هل واجهتمهم في الحياة مواقف ومشاكل إضطرتهم للإبتعاد عن أطماع الأقارب أوالناس أوتجنباً للأذي الذي يأتي منهم؟، ولو فرضنا ذلك أليس من الواجب أن الجيران عندما يغيب بعضهم يسألون عنه، أو حتي يبلغون الشرطة إذا خامرتهم الشكوك وخاصة الغياب الغير مبرر وقتاً طويلاً دون سبب سفر أو غيره وطالما هؤلاء العجائز ليس لهم أقرباء يزورنهم أويسألون عنهم بصفة مستمرة؟، رحم الله أيام زمان كانت الناس مهما إختلفت ثقافاتهم ومستوي معيشاتهم يسألون عن بعضهم ليس في العمارة أو البيت الواحد بل حتي في محيط الناحية أو الشارع الذين يعيشون فيه، ويحتمي بعضهم ببعض، يشارون بعضهم الأفراح والمواساة في الأتراح كأنهم أسرة واحدة، هل إنتزعت البركة من النفوس وماتت الضمائر؟.