بعد تزايد الإقبال عليها خلال الآونة الأخيرة كوسيلة سهلة للانتحار، جدد برلمانيون مطالبهم بحظر ومنع استيراد حبوب الغلة التي يطلقون عليها «القاتلة السامة»، وسط تأكيدات أن هناك بدائل كثيرة يمكن اللجوء إليها.
وشهدت الفترة الماضية انتحار عدد من الشباب عن طريق تناول حبة حفظ القمح أو المعروفة بـ«حبة الغلة القاتلة»، كان آخرها أمس، حي أنهى شاب في العقد الثالث من العمر حياته بتناول تلك الحبة، وذلك بمحافظة الغربية.
وقبلها أقدمت ربة منزل تبلغ من العمر 35 عامًا، ومقيمة بإحدى قرى مركز سيدي سالم بكفر الشيخ، على التخلص من حياتها بتناولها مادة سامة، وتوفيت عقب وصولها إلى المستشفى.
وفي شهر نوفمبر الماضي، أنهى بائع متجول يبلغ من العمر نحو 23 عامًا، مقيم بمدينة كفر الشيخ حياته، إثر نشوب مشادة كلامية مع والده، وذلك بأن تناول قرصا مخصصا لحفظ الغلال.
رائف تمراز، عضو لجنة الزراعة والري والأمن الغذائي بالبرلمان، قال إنه تمت المطالبة كثيرًا بوقف وحظر استيراد هذه الحبة، نظرًا لاستخدامها في أغراض غير التي صنعت من أجلها، كالانتحار على سبيل المثال.
وأضاف «تمراز»، لـ«المصريون»، أن الفترة الماضية شهدت إقبال بعض الشباب على تلك الحبة كوسيلة للتخلص من حياتهم، مشيرًا إلى أن استخدامها في تخزين القمح بشكل خاطئ ينتج عنه مشكلات على الصحة العامة وعلى الأسرة.
عضو لجنة الزراعة والأمن الغذائي، أشار إلى ضرورة توفير الإرشادات اللازمة لكيفية استخدام تلك الحبة؛ حتى لا يستخدمها الفلاحون بطرق غير صحيحة وبالتالي ينتج عن ذلك تدمير حياة البعض، معتبرًا أنه من الأفضل منعها لتجنب كل تلك المشكلات.
وأنهى حديثه قائلا: «إن لم يتم منعها وحظرها فلا بد من وجود رقابة مشددة على صرفها ولا تعطى لأي أحد، كما لا بد من تعريف مستخدميها طرق الاستخدام السليمة».
بينما قال عثمان المنتصر، أمين سر لجنة الزراعة بمجلس النواب، إن اللجنة ستناقش خلال الفترة المقبلة، وقف استيراد حبوب الغلة القاتلة، بالاشتراك مع لجنة الصحة، لافتًا إلى أن هذه الحبوب تمثل خطورة كبيرة على صحة المواطنين.
وأوضح المنتصر، في حديث له، أن حبة الغلة القاتلة يتم استخدامها بطرق خاطئة، حيث تم استخدامها مؤخرًا في الانتحار، حيث تقتل الإنسان بعد تناولها بنصف ساعة فقط، وعدم وجود علاج لها، مشددًا على ضرورة حظر استيرادها من الخارج وتوفير بدائل لها لحفظ الحبوب.
أمين سر لجنة الزراعة بمجلس النواب، طالب بضرورة تغليظ العقوبات على أصحاب المحال والصيدليات التي يتم تداول هذه الحبة فيها للمواطنين، لافتًا إلى أن العقوبة ستصل إلى السجن 10 سنوات، وغرامة مالية كبيرة.
من جانبه، أوضح حسين عبدالرحمن أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، في تصريحات له، أن حبة حفظ الغلة أداة يستخدمها الفلاح بدلا من المبيدات الحشرية لحفظ المحاصيل من الحشرات والفطريات، وهي أقراص سهلة التبخير وتفزر غازات سامة.
وعن الأعراض الجانبية التي يسببها تناول تلك الأقراص، أكد «أبو صدام»، أنها تسبب توقف عضلة القلب والموت خلال ما يقارب الـ60 دقيقة، ونادرًا ما يمكن العلاج لسرعة مفعولها، إلا إذا تم غسيل للمعدة عقب دقائق معدودة من تناول «حفظ الغلة»، لافتًا إلى أنه يتم بيع تلك الأقراص في عبوات، تحتوي الواحدة منها على 320 قرصا، ويصل سعرها إلى 160 جنيها.
واختتم حديثه، قائلًا: «للأسف الرقابة على بيعها ضعيفة في مجتمع الفلاحين، اللي بيحطوها في بيتهم، وده بيخليها قريبة من إيد الأطفال والمراهقين، والناس اللي عايزة تنتحر».