السبت 27 أبريل 2024
توقيت مصر 05:22 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

مخاوف من عودة النزاع المسلح إلى ليبيا بالتزامن مع انسحاب قوات "فاغنر"

شركة-فاغنر-الروسية-النشأة-والدور-والتأثير
فاغنر

وصلت تشكيلات عسكرية من مدينة مصراتة إلى العاصمة الليبية طرابلس ليلة السبت، لدعم رئيس الحكومة المنتهية ولايته عبد الحميد الدبيبة، في أعقاب اختيار البرلمان لفتحي باشاغا خلفاً له، حسبما أظهرته مقاطع فيديو.
حيث أكّدت وسائل إعلام ليبية وصول أكثر من 100 مركبة إلى طرابلس، في ساعة متأخرة من ليلة السبت، ضمن قافلة حملت مقاتلين لدعم لحكومة الدبيبة. الذي كان قد أقسم في وقت سابق على الامتناع عن تسليم السلطة إلا بعد إجراء انتخابات، رافضاً تحركات البرلمان لتعيين فتحي باشاغا رئيساً جديداً للحكومة.
ويدق وصول القافلة العسكرية ناقوس خطر عودة المواجهات المسلحة، وخاصةً في ظل الأزمة التي سببتها تحركات عسكرية لفصائل مسلحة تدعم أطرافاً سياسية مختلفة خلال الأسابيع الماضية.
ويأتي هذا في ظل ورود معلومات عن انسحاب كامل لقوات الشركة العسكرية الروسية الخاصة " فاغنر" من مدينة سرت، إحدى أهم معاقل الجيش الوطني الليبي ومعسكر شرق ليبيا. إذ تعتبر سرت حاضنة رئيسية لمباحثات السلم وتوحيد المؤسسة العسكرية من خلال لجنة 5+5.
وأفادت أنباء أخرى بنية الشركة الروسية الخاصة سحب مقاتيلها بشكل كامل من شرق ليبيا، الأمر الذي يؤكده الانسحاب من سرت، مما أثار مخاوف وقلق العديد من المراقبين والمحللين السياسيين والعسكريين من خطورة إخلاء المقاتلين لمواقعهم على الوضع الأمني برمته في البلاد. وتعد قوات "فاغنر" من أهم حلفاء الجيش الوطني الليبي، والتي ساهمت بتأمين الحقول والموانئ النفطية في الهلال النفطي ومناطق مختلفة من ليبيا، بالإضافة إلى منع العديد من الهجمات الإرهابية التي كانت تستهدف مصدر الثروة الرئيسي في البلاد. وكذلك المساهمة بالحفاظ على توازن القوى بين المعسكرين المتصارعين بالشكل الذي يمنع أي عمليات عسكرية أو هجمات مفاجئة ضد الجيش الوطني بهدف السيطرة على حقول النفط في مناطق نفوذه.
ويعتبر النفط العامل الرئيسي الذي اعتمد عليه المشير خليفة حفتر في مواجهة معسكر غرب ليبيا المدعوم تركياً، إذ تخضع معظ الاّبار النفطية في البلاد لسيطرة الجيش الوطني الليبي، وتقوم قوات "فاغنر" حليفة المشير حفتر بتأمينها بعيداً عن متناول ميليشيات غرب ليبيا المسلحة.
وقد أشار محللون سياسيون إلى أن قوة ونفوذ الجيش الوطني الليبي تكمن بالدعم الروسي والقوات الموجودة على الأرض وعلى خطوط التماس "سرت - الجفرة"، أمام ميليشيات الإخوان المسلمين وداعميها الأتراك، وأن انسحاب هذه القوات من شأنه أن يشكل فراغًا كبيرًا ويضعف الجيش الوطني، الأمر الذي وصفه أحد المحللين بالكارثي. خاصةً في ظل السلام الهش القائم حالياً، والذي قد يتعرض للانهيار بفعل أي هزة، وبدون القوات الروسية، لن يصمد المشير طويلاً في معسكره أمام ميليشيات الدبيبة المدعومة من تركيا.