الخميس، 28-01-2021
01:30 م
المصريون
أمرت المحكمة العليا في أونتاريو بكندا، بتجميد أصول سعد
الجبري في جميع أنحاء العالم، وألزمته الكشف عنها علنًا، وإلا سيواجه عقوبة محتملة
بالسجن، وذلك على إثر قيام شركة تحكم الاستثمارية برفع دعوى قضائية في أول تحرك قانوني
ضده، تتهمه فيها باختلاس مليارات الدولارات خلال فترة عمله في وزارة الداخلية، بحسب
الرياض نقلاً عن صحيفة وول ستريت جورنال في عددها الصادر أمس الأربعاء.
وتضمن قرار المحكمة الكندية العليا بالحجز على أمواله وأصوله
وحساباته، إلزام المصارف وشركات المحاماة والمحاسبين في كندا وسويسرا وتركيا والإمارات
العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة بالكشف عن أي سجلات تتعلق بأصول
سعد الجبري، كما طلبت مساعدة تلك السلطات القضائية في تلك البلدان لإنفاذ أمر الكشف
عن الأصول.
و
"
سعد الجبري" هو لواء، ومستشار أمني سعودي سابق في وزارة الداخلية
السعودية،
ومستشار لولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف، هرب إلى خارج
السعودية في شهر مايو
2017 خوفاً من «ملاحقات قانونية بتهم الفساد والتربح من المال العام للدولة» خلال فترة
عمله في وزارة الداخلية.
وبحسب الصحيفة، فإن قرار المحكمة الكندية تجميد أصول سعد
الجبري يُعد خطوة ناجحة لمتابعة قضايا الفساد في محكمة غربية، حيث جعل الأمير محمد
بن سلمان الحرب على الفساد محور جدول أعماله منذ العام 2017، وأسهمت التحقيقات التي
تمت في إطار الحملة عن استعادة البلاد لمليارات الدولارات المنهوبة.
وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال (أمس الأربعاء)،
فإن الدعوى المرفوعة ضد الجبري أمام القضاء الكندي، تضمنت تهم فساد تتعلق بـ26 عقارًا
في
السعودية تقدر قيمتها مجتمعة بأكثر من 43 مليون دولار، وشققًا فاخرة في فندق ماندارين
أورينتال ببوسطن، وفنادق فور سيزونز والعديد من العقارات في كندا.
وتنقل الصحيفة الأمريكية عن الدعوى ضد الجبري بتحميله مسؤولية
تكليف عائلته وأصدقائه إدارة الشركات المتعاقدة مع وزارة الداخلية لضمان السيطرة من
جهة والمحافظة على مظهر الانفصال من جهة ثانية. وتضيف “بينما كانت يدا الجبري خفية،
كانت بصماته في كل مكان”.
400 مليون دولار
ومن بين تفاصيل القضايا التي تورط بها الجبري، بحسب صحيفة
وول ستريت جورنال، قيامه بنقل عقارين في جنيف وفيينا تقدر قيمتهما بنحو 400 مليون دولار
من شركة تابعة لتحكم إلى كيان يخضع لسيطرته، في عملية سرقة صريحة تم تنفيذها من خلال
سلسلة معقدة من المعاملات الاحتيالية التي أدت لإثراء الجبري وعائلته والمتآمرين معه،
بحسب صحيفة الدعوى المرفوعة ضده.
يُشار إلى أن عائلة الجبري أقرت ضمنيًا بأن ثراء سعد ناتج
عن منصبه في الفترة التي أمضاها بوزارة الداخلية، فيما أشرك في عملياته غير المشروعة
العديد من أفراد أسرته ومنهم ابنائه. وقال مسؤول سعودي مطلع للصحيفة الأمريكية لقد
ادين ابن وابنة الجبري (البالغين) بتهم غسل الأموال ومحاولة الهروب من البلاد.