الخميس، 19-12-2019
10:50 م
المصريون ووكالات
في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، والتي تحولت إلى رمز للاحتجاجات المناوئة للحكومة والطبقة السياسية الحاكمة، لا يزال المكان ينبض بالحياة ويعج بالمتظاهرين رغم برودة الطقس.
وتنخفض درجات الحرارة في ساعات المساء ببغداد لتصل إلى 4 مئوية ليتسلل معه البرد إلى معقل المحتجين الذين يقولون إنهم لن يبرحوا مكانهم تحت أي ظرف كان إلى حين تحقيق مطالبهم.
وقال خالد السيد، وهو معتصم في ساحة التحرير منذ أكثر من شهر، للأناضول، إن الأجواء تكون باردة نوعاً ما في ساعات المساء حتى بزوغ الفجر.
وأضاف أن هذا لا يعني شيئاً بالنسبة لهم، مشدداً بالقول، "إذا لم تنجح ثورة أكتوبر في تحقيق مطالبها، فهذا يعني بأننا حفرنا قبورنا بأيدينا. سيلاحقون كل واحد منا لحين تصفية كل الناشطين".
وأكد السيد على عزم المتظاهرين الاستمرار في الاعتصام بساحة التحرير لحين تحقيق مطالبهم ورحيل "الطغمة السياسية الفاسدة".
ويرابط المئات من المتظاهرين في ساحة التحرير ليلاً ونهاراً وينضم إليهم آلاف آخرون في ساعات بعد الظهيرة قبل أن يغادروها مجدداً إلى منازلهم مع حلول الليل.
ويلجأ المتظاهرون المعتصمون إلى كل ما يتيسر لهم لتدفئة أجسادهم من برد الشتاء من خيم صغيرة أو إشعال النيران في الحطب أو المدافئ الكهربائية وأخرى تعمل على الوقود.
وفي أسفل نصب الحرية للنحات العراقي الشهير جواد سليم، نصب المتظاهرون شجرة عيد ميلاد غير اعتيادية إلى جانبها صورة لمريم العذراء ومجسم للسيد المسيح.
ولم تعلق على الشجرة زينتها المعتادة، بل صور عشرات المتظاهرين الذين قتلوا منذ بدء الاحتجاجات الشعبية قبل أكثر من شهرين، في مشهد يضفي الحزن على المكان.
وقال حميد الجابري، بعد أن انتهى من قراءة سورة الفاتحة على أرواح القتلى أمام شجرة عيد الميلاد، إن الناس لن تعود أدراجها بعد إراقة كل هذه الدماء.
وأردف بالقول للأناضول، "انظر إلى صور هؤلاء الشبان اليافعين. يجب أن ينال قتلتهم جزاءهم. لن نغادر هذا المكان وسنصمد إلى أن نلتحق بهم أو نقدم قتلتهم إلى القضاء".
وبشأن أزمة اختيار رئيس جديد للحكومة، قال الجابري، إن المتظاهرين يطالبون بشخص مستقل تماماً وليس مستقيل، ونزيه وانتماؤه للوطن ولا يخضع للخارج.
وأجبر المحتجون حكومة عادل عبد المهدي على الاستقالة، مطلع ديسمبر/ كانون أول الجاري، ويصرون على رحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003.
ويشهد العراق احتجاجات شعبية غير مسبوقة منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وتخللتها أعمال عنف خلفت 496 قتيلاً وأكثر من 17 ألف جريح، وفق إحصاء للأناضول استنادًا إلى أرقام مفوضية حقوق الإنسان (رسمية) ومصادر طبية وأمنية.
والغالبية العظمى من الضحايا هم من المحتجين، وسقطوا، وفق المتظاهرين وتقارير حقوقية دولية، في مواجهات مع قوات الأمن ومسلحين من فصائل "الحشد الشعبي" لهم صلات مع إيران، المرتبطة بعلاقات وثيقة مع الأحزاب الشيعية الحاكمة في بغداد. لكن "الحشد الشعبي" ينفي أي دور له في قتل المحتجين. -