الإثنين 23 ديسمبر 2024
توقيت مصر 02:37 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

في الصحافة والحياة..

كرموا صلاح ولكن بحدود

كنت أتوقع سوء أداء المنتخب أمام توجو بعد ليلتين فقط من حفل تكريم محمد صلاح في توقيت مزعج.
بداية لابد من الإقرار والإعتراف بأن صلاح يستحق، وهو أيقونة كروية جديرة بالفخر، لكن ليس لدرجة أن تاريخ مصر يبدأ منه وينتهي عنده، وأن أحمد زويل ومجدي يعقوب وأحمد زويل ونجيب محفوظ صاحبي نوبل مجرد ظلال ذهبت بغروب حياتهم.
الذين حضروا التكريم قالوا العجب عنه. قائمة من المحاذير التي وضعها صلاح أو ليفربول بسبب كورونا.. لا مصافحة باليد ولا اقتراب، ثم جاء علية قوم الرياضة على رأسهم أبرز أساطير مصر الكروية محمود الخطيب، وحسن حمدي، واثنان من خارج القوم هما نجيب ساويرس وأبوالعينين، ومعهم طبعا وزير الشباب والرياضة، وظلوا ساعة  في انتظار صلاح المتأخر عن موعده، حتى غضب حسن حمدي وغادر إلى منزله، وظهرت إمارات الغضب على وجه الخطيب وغيره، وعندما أعلن عن دخوله إلى القاعة على طريقة زعماء الدول، وقف الجميع، وظلوا في انتظاره خمس دقائق حتى ظهر الغضب هذه المرة على وجه الوزير، ولما دخل لم يلتفت إلى أحد، ورد تحية الوزير  بهز رأسه، وعندما خرج جرى وراءه ساويرس محاولا التقاط صورة معه وكذلك أبوالعينين، أما الخطيب فخرج مسرعا غاضبا، وهو بالطبع عالي القدر كرويا في زمنه. 
وفي الحفل سئل صلاح عن ملهميه محليا فأجاب أنه الخطيب ومدربه السابق ضياء السيد، ومن بين الحضور صاح مجدي عبدالغني: وأنا يا كابتن، فرد صلاح: وأنت طبعا!
رغم كل هذه المحاذير التي أحاطت بصلاح جاءت مسحته إيجابية، لأنه باختصار حضر حفل زفاف أخيه قبل ذلك بيوم دون أي إجراءات إحنرازية. لم يلبس كمامة ورقص وسط العشرات، والتقط الصور معهم!
لم يكن توقيتا مناسبا تكريمه بمفرده دون زملائه من المحترفين قبل ليلتين من مباراة المنتخب ويتردد أنهم وحسام البدري الذي امتنع عن الحضور كانوا غاضبين من ذلك، وقد فعلا خيرا الأيقونة الأكبر حسن شحاتة بعدم حضوره رغم توجيه الدعوة له، ودخل بتلك الدعوة حفيده الصغير نجل ابنه كريم الذي يحمل اسم جده.
لا داعي للمبالغة في رسم صورة الايقونة الفريدة صلاح، فمصر مليئة بقمم عالمية صنعت تاريخا في مجالات حيوية عظيمة، كما أن دولة من العالم الثالث مثلنا وهي الأرجنتين، لم تصنع ما نصنعه مع صلاح رغم أنها قدمت أعظم عظماء كرة القدم في العالم.. ومنهم ماردونا الذي كان فريقا لوحده وحقق لهم كأس العالم، وميسي، بينما خرجنا مع صلاح من الأدوار الأولى لبطولة الأمم الأفريقية على أرضنا، وخسرنا من السعودية في كأس العالم.
ما يحققه صلاح من مجد إنما لنفسه ، وسيكون أهلا للتكريم فعلا عندما يساعد في تحقيق بطولة لبلده.