لا يمر يوم من أيام الشهر الفضيل، إلا وفيه حدث جلل من الأحداث الكبرى التي دوّنها التاريخ، ففي 15 رمضان، كان قدوم الحاكم الفاطمي المعز لدين الله إلى مصر، بعد أن بنى قائده جوهر الصقلي القاهرة.
وكان المعز بعد أن استتبت له الأمور في مصر، بفضل قائده جوهر الصقلي، قام بمغادرة تونس، راحلا إلى مصر، بعد أن بنيت القاهرة، وجعلها عاصمة للبلاد.
وحضر المعز لدين الله الفاطمي في 15رمضان سنة 362 هجرية ، وهو أول شهر رمضان يحضره المعز الفاطمي بعد أن بنى له جوهر الصقلي مدينة القاهرة.
وفي يوم 15 رمضان جلس الخليفة المعز لدين الله في قصره الذهبي على السرير الذهب المعمول من الذهب الخالص يستقبل الناس.
وكان المجلس طبقا للطقوس الفاطمية : الأشراف أولا ثم الأولياء ثم الوجهاء ، وجوهر الصقلي قائم بين يدي الخليفة يقدم له الناس فردا فردا.
وقد قام قائده جوهر بإحضار هديته للخليفة وعرضها أمام الناس وكانت أعجوبة فهى تشتمل على : 150 فرسا مسرّجة ملجمة بالذهب ومرصعة بالجوهر والعنبر ، 31 قبة بالديباج والفرش الحرير ، 9 من الإبل مزينة بالجواهر ، 33 بغلاً مسرّجة ، 130 بغلاً للنقل.
كما شملت 90 من الإبل النجباء ، 4 صناديق مليئة بأواني الذهب والفضة ، 100 سيف محلى بالذهب والفضة ، درجات من الفضة مخرقة فيها جوهر.
وبعد وفاة المعز، تولى ابنه تميم وهو جد الحاكم بأمر الله الفاطمي، أشهر الحكام غرابة في الدولة الفاطمية، ل وفي تاريخ مصر، لما جاء به من الأعاجيب والنوادر في حكمه.