الإثنين 25 نوفمبر 2024
توقيت مصر 00:13 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

زوجة الطبيب فاقد البصر: الحياة صعبة جدًا لكن عندى أمل في ربنا

الطبيب
قالت زوجة الطبيب محمود سامي قنيبر، الذي فقد بصره في مستشفي العزل ببلطيم وأصبح رمزا للتضحية والبطولة، إنها لم تفقد الأمل في رجوع بصر زوجها مرة أخرى.
وأضافت مروة ممدوح معلمة بمدرسة بكفر الشيخ حسب الوطن:
 "عشنا فترات صعبة من حياتنا، كنا دائما راضون بقضاء الله وقدره، لم نفقد الأمل في أن الله سيعوضنا، وبعد سنوات طويلة، رزقنا الله بيحيى، كانت أشهر الحمل صعبة، لكننا كنا نتسلح بدعوات المحبين، وطول فترة الحمل، كنا نعدد سويا صفات طفلنا، الذي لم يأت للدنيا، كنت أتمنى أن يأخذ صفات والده، فهو طيب القلب، حنون، وعطوف على كل من حوله".
وأضافت: "حينما جاء طفلنا للدنيا، فرح زوجى محمود كثيرًا، لكنه كان عنده إحساس بالخوف دائما، ثمة شيء كان يتوقع حدوثه، وبعد أيام قليلة، أخبرنى أنه سيتوجه لمستشفى عزل لطيم، حاولت منعه بسبب معاناته من مرض يعانيه منذ 14 عامًا، لكنه أكد أن هذا واجبه الوطني، ولا يستطيع التأخر عن تلبيته".
وعن فترة العزل بالمستشفي قالت مروة: "كان بيكملنى كل يوم بعد ماراح مستشفى العزل، بطمن عليه ويطمن على يحيى، نقعد نهزر ويقولى كبر شوية ولا لسه، أحكيلى تفاصيله، بكى ولا مبكاش، عمل أيه، وقبل إصابته بيوم، تليفونه اتقفل، قلبي اتقبض وحسيت إن فيه حاجة".
وأوضحت: "محمود لو تليفونه فصل شحن أو فيه مشكلة، حافظ رقمي بيكلمني من تليفون أي شخص، معرفتش أوصله لمدة يومين، وابنى كان بيبكي كتير، وكأنه حاسس إن فيه حاجة هتحصل، تانى يوم لقيت طبيب قريبى بيكلمنى، ويقولى محمود تعب ونقلناه مستشفى الصدر بكفر الشيخ، لكن هو معزول، مش هتعرفى تشوفيه، ومحتاجين صورة بطاقته، وقتها برضو حسيت بشعور غريب، إنه تعبان جامد، وهما مخبيين عليا، حاولوا يبسطوا لى الموضوع".

تضيف مروة: "لما حسيت إن فيه حاجة مش طبيعية، أرسلت أخويا الطبيب، يطمئن عليه، خبوا عليا، قالولى ضغطه ارتفع بس، فهديت، لكن قلبى كان لسه مقبوض، بعد يومين لقيت حمايا بيقولي تعالي انتى ويحيي سألته ليه، قالى محمود فاق، بس مش شايفنا، مكنتش فاهمة ولا مستوعبة، روحتله مشفنيش، عرفنى من صوتى، كنت متخيلة إن الموضوع يوم أو اتنين، قالولى إن عدم الرؤية بسبب تعبه نفسيا، ويومين وهيبقى كويس، الدنيا إسودت في وشي، لحظتها حسيت ان الموضوع أكبر من كدة، سمع صوت ابنه اللى مكنش وقتها تعدى عمره الشهرين، وقال أنا مش شايف يحيى، بس إن شاء الله هرجع أشوفه تاني".
أيام صعبة عاشتها الزوجة، حينما أكد الأطباء أن نسبة إعادة البصر له ضعيفة، لكنها تحاول التماسك أمامه ليطمئن، تغلق غرفتها عليها وتبكي سرا: "طول الأيام اللى كان فيها في كفر الشيخ، كنت بظهر قدامه متماسكة، مكنتش حابة يشوفني ضعيفة، ولما سافر المركز الطبي العالمي، معداش يوم عليا، إلا وأنا ببكي بكاء شديد، 25 يوم شوفته فيهم مرة واحدة، وبحس بضعف كبير لما بيتملكنى إحساس إنه مش هيشوف تانى، بتذكر كل شريط حياتنا ولحظاتنا الصعبة قبل الحلوة".
وتضيف: "أتذكر فترة الحمل، لما كنت بقوله يحيى هياخد منك وجهك وصفاتك، لكن عيونه هتطلع زرقاء زى جده، كان مبسوط لما اتولد، وخد فعلاً عيون جده، وكل لما بيبجى يشوفه بيبقى مبسوط، أول ما اتولد طول الوقت عاوز يشوفه، يشوف تفاصيله، ولما اتصاب ورجع، وشوفته وهو بيحسس عليه، علشان يشوفه زاد ولا خس، مقدرتش أمسك نفسي، انهارت، احنا كنا مستنين يحيي يكبر أمامنا احنا الاتنين، نعيش كل تفاصيله، محمود كان بيخد باله من كل حاجة، لكن دلوقتى مين هيخد باله مننا؟".
وتابعت الزوجة: "الرحلة صعبة وأتمنى أن تدعوا له وثقتى في الله كبيرة، منوهة أن زوجي علمنى كتيرا، خلانى أقرأ مثله، ثقفنى، علمنى كل حاجة حلوة، ومكنتش متخيلة يوم إن يحدث ما حدث، محمود كل حاجة بالنسبة ليا، وكان نفسي يرجع المنزل بعد عودة بصره إليه ليرى ابنه يحيى، كان نفسي يرجع وياخد ابنه فى حضنه، وهو شايف تفاصيله مش يحسس عليه، الحياة صعبة جدا، وكأنها بتعاندنا، لكن عندى أمل ان ربنا هيكرمنا، وهيرجع بصره مرة تانية، أنا زعلانة علشان محمود مدمن قراءة، وبيحب يعمل كل حاجة بنفسه، لكن مش عاوزاه يحس إنه فقد حاجة غالية أوى، علشان كدة هعمل كل جهدى فى تهيئته نفسيا، وبتمنى من كل الناس تدعوا له".
كان الطبيب أصيب بفقدان للبصر خلال آداء عمله في مستشفى العزل ببلطيم نتيجة ارتفاع ضغط الدم في مطلع شهر مايو الماضي، وأفادت التقارير، بأن المريض لا يبصر وأن العينين وحدقتهما، لا تتفاعلان مع الضوء المباشر، فضلا عن وجود ارتشاح بقاع العين بالعصب البصري.