الأحد، 05-04-2020
06:52 م
حوار رحاب صقر
إجراءات عديدة اتخذتها وزارة البترول لحماية العاملين من فيروس كورونا المستجد، خاصة وأن العاملين بالقطاع يخالطون أجانب، سواء في الحقول، ومواقع الاستكشاف، أو توزيع خطوط الغاز والسولاروالبنزين. هذا القطاع لا يتوقف العمل فيه بأي شكل من الأشكال، حيث إنه القطاع الوحيد الذى يعمل في أوقات الأزمات، ووقت السيول والنوبات الجوية القاسية التى تعرضت لها مصر، فكيف يتم توفير أجواء الحماية للمهندسين والعاملين.
الحوار التالي مع محمد جبران رئيس نقابة العاملين بقطاع البترول يجيب على العديد من الأسئلة:
قامت وزارة البترول بعمل غرفة عمليات لمتابعة الاجراءات الاحترازية للعاملين بقطاع البترول فما هى تلك الاجراءات؟
قطاع البترول من القطاعات المنضبطة، ويدرك قيمة العامل وهو من أوائل القطاعات التى اتخذت إجراءات احترازية لتأمين العاملين به حيث يت تخفيض الأعداد به بشكل سريع، وتم منح إجازة لأغلب النساء بالشركات المختلفة، مع العلم أن نسبتهن تقدر بـ35بالمائة من حجم العمالة، ويعملن بالقطاع اإدارى، والموجود هو الحد الأدنى من العمالة، ـما المواقع فنسبة الرجال بها 100 بالمائة تقريبا، ولذا كان لابد وأن نقوم بمجموعة من الاجراءات وهى إعطاء اجازة بأجر، والالتزام بتقليل العمالة سواء كانت المساعدة أو المتعاقدين، وبالتالى تقليل الاختلاط دون أن يتوقف العمل، كما تم عقد كافة اجتماعات الجمعيات العمومية للشركات عبر الفيديو كونفرانس، وتلك الأزمة أفادتنا فى التحول الرقمى بصورة أسرع وهو أحد أهداف الوزارة هو التعامل الالكترونى بحلول 2030 .
وقطاع البترول ليس معزولاً عن العالم، بل على العكس، وأول حالة ظهرت كانت في الخالدة للبترول، وكانت لخبير كندى كان قادما من الخارج وظهرت عليه الأعراض، وأنا أشيد بعمالة شركة الخالدة التى خالطت هذا الخبير، إذا ظلوا ال14 يومًا مدة الحجر الصحى كاملة ولم ينزل أحدهم لأاهله كى لا ينقلوا العدوى لأحد من أسرهم، وتم اتخاذ الاجراءات مع الخبير الكندى، وتم تحويله للحجر الصحى بمطروح، كما تم عقد اجتماع بالفيديو كونفرانس مع رئيس مجلس إدارة شركة الخالدة، والذي كان يحفز العاملين ويشجعهم كى لا يصاب العاملين بالموقع بالإحباط.
كيف يتم تحفيز العاملين بالحقول البترولية ؟
ما يفعله العاملون بالقطاع والتزامهم بالعمل رغم هذه الظروف الصعبة يسجله التاريخ لأن الوزارة حددت مدة العمل بالموقع 10 أيام، ولكن العاملين من تلقاء نفسهم يبقون بالمواقع 14 يومًا ليقللوا الاختلاط وحتى يتوفر اأامان، وهذا يعكس الوعى لدى العاملين بالقطاع فقطاع البترول من القطاعات الحساسة للغاية ويمس كل أركان الدولة، لأن هذا القطاع مسئول عن توزيع المواد الكيماوية يتم توزيعها، بالإضافة لأنابيب البوتاجاز وبنزين وسولار وكلها سلع أساسية تمس احتياجات المواطنين، لذا نشد على أيدى كل العاملين بكل هذه الشركات، فهم يحتملون كل هذه المواقف الصعبة ويتركون أهلهم وذويهم من أجل الوطن، وقبلها كانت هناك أزمة العاصفة والسيول والتقلبات الجوية السابقه، وتحملها العاملون بالورديات والشركات وتواجدوا بأماكن عملهم 24 ساعة، ولم يحصلوا على اجازة كى لا يتعطل العمل.
إذن ليس الاطباء وحدهم من يواجهون فيروس كورونا ؟
ما يواجهه رجال البترول لا يقل خطورة عما يواجهه الأطباء ورجال الشرطة والجيش، لأن السولار والبنزين وأنابيب البوتاجاز إذا توقف سيحدث شلل، خاصة مع تزايد استهلاك للغاز، مع بقاء المواطنين بالبيوت، لكن الأوضاع مستقرة ويوجد جنود يحفرون بالصخر كى لا يتأثر الإنتاج .
هل شركة الخالدة هى الوحيدة التى ظهرت بها إصابات كورونا ؟
لا توجد حالات أخرى ظهرت، حيث يتم اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية إذا ظهرت حالة مشتبه فيها، ففى إحدى شركات القطاع ظهرت حالة مشتبه فيه، ولم يغادر العاملون بالموقع لمدة 48 ساعة حتى جاءت نتيجة التحليل سلبية وهذا يعكس وعى العاملين بالوضع.
وضعت الوزارة إجراءات احترازية حتى فى خطوط توزيع أنابيب البوتاجاز ما هى تلك الخطة؟
العامل الذى يوزع الأنبوبة يتعرض لمخاطر كبيرة، لأن أنبوبة البوتاجاز تدخل كل بيت، ثم تعود للرجل الذى يوزع الأنابيب، وهي عرضة لنقل الفيروسات، لأن هناك أيادي كثيرة تتعامل معها، وهى سطح معدنى سهل أن ينتقل عبر الفيروس، لذا العاملون بقطاع التوزيع لأنابيبب البوتاجاز يتعرضون لخطر كبير جدا، خطر أكبر مما يواجهه الطبيب، لأن الطبيب يحصن نفسه، لكن العمال يمسكون الانابيب وهم لا يعلمون إن كانت ملوثة بالفيروس أم لا ولم تظهر حتى الآن أي حالة بأى موقع إنتاج وإذا تواجدت حالة، فإن العمل يتوقف على الفور لحين إجراء الفحص والعزل مع اتخاذ الاجراءات الاحترازية للاطمئنان على العاملين.
قامت نقابة العاملين بالبترول بعمل غرفة عمليات لمتابعة الاجراءات الاحترازية للعاملين بالقطاع ما هى مهام هذه الغرفة؟
هذه الغرفة تتابع توفير معدات التعقيم ومتابعة حالة العاملين الصحية، وتنظيم الورديات وإذا حدث أى طارئ تتحرك تلك الغرفة مع حالات الاشتباه، والاتصال بالجهات المعنية، مثل وزارة الصحة والبترول لتوصيل الحالة للمسئولين ومتابعتها.
كيف تم تغيير مواعيد الورديات بسبب الحظر ؟
الورديات بعد ان كانت ثلاثة كل 8 ساعات أصبحت ورديتين كل 12 ساعة، وبمواقع التكرير أصبحت مدة الوردية العمل 14 ساعة وراحة10 ساعات، وهذا عبء لأن العاملين تم تحميلهم بعمل أكبر فى وقت أقل تماشيا مع ظروف الحظر، فنحن ترس من تروس الدولة، ولذا يتم التواصل مع الجهات الأمنية لتوفير التسهيلات اثناء حركة المهندسين أو العاملين بالمواقع أثناء مواعيد الحظر .
تم صرف 250 ألف جنيه للعمالة غير المنتظمة كتبرعات من نقابة العاملين بالبترول؟
هذا دور تقوم به النقابة نيابة عن العاملين بقطاع البترول للتبرع لصالح العمالة غير المنتظمة، وفي قطاع البترول لا توجد عمالة غير منتظمة، لكنها مشاركة مجتمعية من العاملين بالقطاع، فهناك مهن توقفت بسبب انتشار فيروس كورونا، مثل الإرشاد السياحى، لذا كان لابد من تلك المساهمة.
هل كان تحويل قراءة عدادات الغاز للتحصيل الإلكترونى للحماية من فيروس كورونا ؟
هذا العداد ياخذ بمتوسطات قراءات الغاز إلكترونيا دون الاعتماد على أشخاص، مما يقلل الاختلاط بين العاملين والمواطنين، فلو أن أحد العاملين تردد على 150 منزلا لتسجيل القراءات، ففرصة العدوى وانتقال المرض ستكون كبيرة، كما أن تلك العدادات الإلكتررونية ستوفر العمالة والجهد وستكون بنظام الكارت مثل عدادات الكهرباء الجديدة.