الجمعة 22 نوفمبر 2024
توقيت مصر 15:11 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

ولد في هذا اليوم..

ذكاء أحمد بن طولون في معرفة القتلة والجواسيس

ولد في هذا اليوم.. أحمد بن طولون

ولد السلطان أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية في مصر في 23 رمضان سنة 220هجرية .

وعندما كبر وشبّ لفت الأنظار إليه بعلمه وشجاعته، ثم تولى مصر سنة 254هـ الموافق 868م، ونجح فى أن يُقيم دولة قوية شملت مصر، والشام، والحجاز، ولا يزال مسجده الكبير فى القاهرة شاهدا على ما بلغته دولته من رقى وتقدم.

وتمتع  أحمد بن طولون بالكثير من الصفات التي تؤهله للحكم ومنها الذكاء والفراسة، وقد حكوا عنه في ذلك حكايات غريبة.

ومما أوردوه في ذلك أنه جلس يوما في متنزه له يأكل فرأى سائلا في ثياب رثة فوضع يده في رغيف ودجاجة وفرخ وقطع لحم وقطعة حلوى وأمر بعض الغلمان بمناولته فرجع الغلام وذكر أنه ما فرح ولا أظهر لهفة له.

 فقال ابن طولون للغلام جئني به:  فمثل به بين يديه فاستنطقه فأحسن الجواب ولم يضطرب من هيبته.

 فقال له: اعطني الكتب التي معك واصدقني عمن بعث بك فقد صح عندي أنك صاحب خبر واستحضر السياط فاعترف له بذلك.

 فقال:  بعض من حضر هذا والله السحر فقال أحمد ما هو بسحر ولكنه قياس صحيح رأيت سوء حال هذا فوجهت إليه بطعام جميل فما هش له ولا مدّ يده فأحضرته فتلقاني بقوة جأش فلما رأيت رثاء حاله وقوة جنابه علمت أنه صاحب خبر مدفوع علينا.

ورأى ابن طولون يوما حمّالا يحمل صندوقا وهو يضطرب تحته فقال لو كان هذا الاضطراب من ثقل المحمول لغاصت عنقه وأنا أرى عنقه بارزة وما هذا إلا من خوف ما يحمل فأمر بوضع الصندوق فوجد فيه جارية قد قتلت وقطّعت.

 فقال أصدقني عن حالها فقال أربعة نفر في الدار الفلانية أعطوني هذه الدنانير وأمروني بحمل هذه المقتولة فضرب الحمال مائتي ضربة بعصا وأمر بقتل الأربعة.

وقد كان بن طولون يبكر ويخرج فيسمع قراءة الأئمة في المحاريب فدعا بعض أصحابه يوما وقال امض إلى المسجد الفلاني واعط إمامه هذه الدنانير.

 قال: فمضيت فجلست مع الإمام وباسطته في الكلام، حتى شكا أن زوجته حضرتها الولادة،  ولم يكن معه ما يصلح به شأنها وأنه حينما صلى تلعثم مرارا في القراءة فعدت إلى ابن طولون فأخبرته.

 فقال: صدق لقد وقفت أمس فرأيته يغلط كثيرا علمت شغل قبله، وأنه يوجد في بيته ما أشغله وأحزنه.

وبالجملة فقد كان ابن طولون عادلاً جواداً شجاعاً متواضعاً حسن السيرة صادق الفراسة، يباشر الأمور بنفسه ويعمّر البلاد ويتفقد أحوال رعاياه ويحب أهل العلم.

 وكانت له مائدة يحضرها كل يوم الخاص والعام، وكان له ألف دينار في كل شهر للصدقة، فأتاه وكيله يوماً فقال: إني تأتيني المرأة وعليها الإزار وفي يدها خاتم الذهب فتطلب مني، أفأعطيها؟

 فقال له: من مدّ يده إليك فأعطه، مع ذلك كله طائش السيف.

وكان يحفظ القرآن الكريم، ورزق حسن الصوت، وكان من أدرس الناس للقرآن، وبنى الجامع المنسوب إليه، ومات في سنة أربعين ومائتين من الهجرة.