قال الدكتور مصطفى الفقي، الخبير السياسي ورئيس مكتبة الإسكندرية، إن قيادات العالم كله بغير استثناء لا تتحدث إلا فى موضوع يتصل بذلك الداء الخطير وباء كورونا، وكيفية مواجهته والقضاء عليه للحد من تأثيراته السلبية على الجنس البشرى كله.
وتساءل الفقي في مقال له نشرته "ضباب كورونا وأمطار سد النهضة": ألا يشعر الأشقاء والأصدقاء بمخاطر العبث بالمياه التى تجرى فى واديها الخصيب من المنبع إلى المصب منذ آلاف السنين؟
وهل اختار الإنسان بإرادته أن يصنع مشكلات تضر غيره وسوف تنعكس عليه هو الآخر بالضرورة ذات يوم؟
وشدد في حديثه: إننى أريد أن أسجل هنا هوامش على دفتر سد النهضة فى عصر الكورونا ومنها:
أولًا: يجب أن ندرك أن هناك محاولات تشارك فيها قوى كبرى معلنة أو خفية تسعى للحد من الحجم المتزايد لتعداد الجنس البشرى وذلك بافتعال الحروب ودعم الإرهاب وإشعال الحرائق فى الغابات والسعى نحو مرحلة الشح المائى حتى لا تزدهر الحياة ولا تخضر الأرض وحتى يعطش الإنسان والحيوان.
وأوضح الفقي أنها رؤية خبيثة أشار إليها خبراء علوم السكان بدءًا من (مالتس) و(دوركايم) حتى يومنا هذا خصوصًا أن الانفجار السكانى فى العالم قد خلق بؤرًا من زحام البشر وصدام المصالح والمخاوف المتبادلة بين الدول.
وتابع قائلا : إنني أرى أن وباء كورونا يلتقى مع سد النهضة ضمن مجموعة المشكلات والأزمات مع اختلاف نوعيتها وتعدد درجاتها إلا أنها تستهدف جميعًا الجنس البشرى كله ولقد أبرزت مأساة كورونا الأخيرة درجة الجفاء الإنسانى والتقاعس عن دعم الآخر.
وأشار إلى أنه يكفي في ذلك أن نتذكر أن دولًا أوروبية استنجدت بشقيقاتها ولم تجد ذلك الصدى الذى كانت تتوقعه، إننا أمام بروفة ليوم الحشر يوم لا يسأل الابن عن أبيه ولا يهتم الأخ بأخيه، فالصراع أمام الموت مخيف وجائر وتجوز فيه كل الاحتمالات.