الخميس 21 نوفمبر 2024
توقيت مصر 15:36 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

«يقلل من خطر الإصابة بالربو والحساسية»

دراسة صادمة: «براز الأمهات» مفيد صحيًا للأطفال حديثي الولادة

1_Newborn-girl-baby-inside-incubator-in-hospital-with-identification-bracelet-tag-name
طفل مولود

قال باحثون في دراسة غريبة من نوعها، إن الأطفال الذين يولدون في عملية قيصرية يجب أن يُغذوا فور ولادتهم بكميات صغيرة من براز أمهاتهم ممزوجًا بحليب الثدي للمساعدة في تعزيز جهاز المناعة لديهم.

وتوصل الباحثون إلى أن الأطفال حديثي الولادة الذين لم يمروا عبر مهبل أمهاتهم يعانون من عدد أقل من الجراثيم ويتعرضون لخطر متزايد للإصابة بالربو والحساسية عند الرضع والأطفال.

ويقول العلماء، إن هذا على الأرجح بسبب عدم تعرضهم للجراثيم في مهبل الأم والعجان أثناء الولادة، مما يؤثر سلبًا على كيفية تطور نظام المناعة لديهم.

وفي حين أن بعض الدراسات بحثت في إمكانية مسح جلد المولود بالسائل المهبلي فور الولادة يقلل من هذا الخطر، تقدم دراسة جديدة طريقة قد تبدو مثيرة للاستغراب لتعريض الأطفال حديثي الولادة لميكروبات أمهاتهم.

ويقول الباحثون في الدراسة التي نشرتها مجلة Cell)) الطبية، إنه من خلال تخفيف كمية صغيرة من براز الأم في حليب الثدي وإطعامه لهم بعد الولادة مباشرة، يساعد ذلك على تقوية أجهزتهم المناعية.

وبعد ثلاثة أشهر من البحث، أظهرت نتائج الدراسة، أن الأطفال حديثي الولادة لديهم ميكروب يبدو أكثر تشابهًا مع الأطفال المولودين عن طريق المهبل أكثر من أولئك الذين ولدوا في عملية قيصرية.

وقال المؤلف الرئيسي المشارك للدراسة، ستور أندرسون، من مركز أبحاث طب الأطفال في جامعة هلسنكي ومستشفى جامعة هلسنكي في فنلندا: "من وجهة نظر سريرية، يحدث هذا النقل للمواد الجرثومية أثناء الولادة المهبلية. هذه هدية تقدمها الأم لطفلها".

وأضاف: "عند الولادة، يكون جهاز المناعة غير متطور، ولكن بمجرد أن يبدأ الطفل في العيش في العالم الخارجي، ينضج جهاز المناعة استجابةً للتعرض الميكروبي".

وعلى الرغم من أن الجراثيم لكل شخص تكون فردية، إلا أن الأنماط العامة لأنواع البكتيريا التي تستعمر الأمعاء تختلف في الأطفال الذين يولدون طبيعيًا وأولئك الذين يولدون قيصريًا.

قال الباحثون إن هذه الاختلافات تحدث فرقًا في كيفية تعلم الجهاز المناعي الاستجابة للمنبهات الخارجية، بما في ذلك المواد المسببة للحساسية المحتملة.

قال ويليم دي فوس، وهو مؤلف آخر مشارك في برنامج أبحاث الميكروبيوم البشري بجامعة هلسنكي، ومختبر علم الأحياء الدقيقة بجامعة فاجينينجين في هولندا: "لم يتم تصميم هذه الدراسة كدراسة للسلامة، لكننا وجدناها كذلك. فعالة وداعمة لمفهوم النقل العمودي من الأم إلى الطفل".

وتابع: "ومع ذلك، من المهم جدًا إخبار الناس أن هذا ليس شيئًا يجب أن يجربوه بأنفسهم. يجب اختبار العينات للتأكد من سلامتها وملاءمتها".

تم تجنيد الأمهات اللواتي شاركن في الدراسة في هلسنكي، من خلال منشورات وضعت في غرف انتظار الأطباء، واتصلت حوالي 30 امرأة بالباحثين لمعرفة المزيد، ووافقت 17 على المشاركة.

وكان لدى عشرة منهن موانع، مثل الحصول على مضادات حيوية حديثًا، أو يحملن ميكروبًا يحتمل أن يكون خطيرًا، وفي النهاية تم تسجيل سبع أمهات كان من المقرر إجراء ولادة قيصرية لهن.

تم جمع عينات براز الأمهات قبل ثلاثة أسابيع، وبعد وقت قصير من الولادة، تم إعطاء الأطفال عمليات زرع جراثيم البراز (FMTs)، وبقوا في المستشفى لمدة يومين بعد الزرع للتأكد من عدم وجود مضاعفات.

تم اختبار الميكروبات البرازية الخاصة بالأطفال عند الولادة، ومرة أخرى في غضزن يومين وأسبوع وأسبوعين وثلاثة أسابيع وثلاثة أشهر. كما خضع الأطفال لفحص الدم بعد يومين من الولادة.

ووجد الباحثون أنه في عمر ثلاثة أشهر، كان الميكروبيوم (الميكروبات التي يحتوي عليها الجسم) في جسم للأطفال الذين تلقوا فحوصات (FMT) مماثلة لدى الأطفال المولودين طبيعيًا، وكانت مختلفة عن الموجودة لدى الأطفال الذين ولدوا في عملية قيصرية، وكذلك عن ميكروبوت أمهاتهم.

واستخدم الباحثون، البيانات التي تم جمعها سابقًا في نفس المستشفى، بالإضافة إلى مجموعات البيانات العالمية.

وأضاف أندرسون أنه على الرغم من أن هذا البحث قد يبدو غير مستساغ لمعظم الناس، إلا أن الأمهات اللاتي وافقن على المشاركة في الدراسة كن متحمسات للغاية.

وتابع: "قيل لإحدى النساء اللواتي كن حوامل في توائم أن اختبار (FMT) يمكن أن يُعطى لطفل واحد، بينما يستخدم الآخر كنوع من التحكم. لكنها رفضت قائلة إنها لا تريد أن يحصل أحد أطفالها على ميزة غير عادلة من خلال تلقي عملية الزرع".

في العمل المستقبلي، يخطط الباحثون لدراسة تطور الجهاز المناعي لدى الأطفال القيصريين الذين يتلقون فحوصات (FMT) ومقارنتها مع أولئك الذين لا يتلقونها.

على عكس الدراسة الحالية، التي كانت قائمة على الملاحظة، سيكون للدراسات المستقبلية مجموعة ضابطة.