كشفت صحيفة "نيويورك بوست" عن اجتماعات يعقدها البيت الأبيض لبحث سبل الحد من تهديد فيروس كورونا للرئيس دونالد ترامب وكبار مساعديه، في ظل إجراءات مشددة تم تطبيقها في الشهر الماضي على الزوار.
وطلب البيت الأبيض من الضيوف، الكشف عن الدول التي زاروها خلال الثلاثين يومًا الماضية، قبل الزيارة، فضلاً عن خطوات أخرى قيد المراجعة من قبل مجموعة يقودها توني أورناتو، نائب رئيس موظفي البيت الأبيض للعمليات.
ونقلت الصحيفة عن أحد كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية قوله إن هناك "فريق عمل" يجتمع عند الضرورة لمعالجة التهديدات الناشئة عن الفيروس، الذي ضرب العديد من دول العالم، بما فيها الولايات المتحدة.
وفيما شهد الجناح الغربي داخل البيت الأبيض تركيب محطات تعقيم يدوية، نقل عن المسؤول الكبير – الذي لم يكشف عن هويته - إن فحص درجة الحرارة ومنع التجول داخل البيت الأبيض قد يكون إجراءً واردًا حالة تفاقمت الأزمة.
وقال مسؤول البيت الأبيض، إن المجموعة التي يقودها "أورناتو" "تراقب باستمرار وتعيد تقييم" بروتوكولات البيت الأبيض، مشيرًا إلى أن إجراءات فحص الزائرين المحتملين قد تشهد تغيرًا كبيرًا خلال الفترة القادمة.
وقال مسؤول آخر بالبيت البيض، إن "الخدمة السرية" – الجهاز الذي يتولى حراسة الرئيس دونالد ترامب – طالب بدءًا من 21 فبراير الماضي من الضيوف تقديم قائمة بالدول التي تمت زيارتها خلال الثلاثين يومًا الماضية.
وتقوم الخدمة السرية والوحدة الطبية بالبيت الأبيض بمراجعة المعلومات والمتابعة مع الأشخاص الذين زاروا البلدان التي تفشى فيها فيروس كورونا.
ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين، قوله: "لقد كان الناس متعاونين للغاية ومتفهمون لتلك الإجراءات، ونحن نقدر ذلك. يجب على الصحفيين الذين لا يحملون تصريح دخول دائم، والضيوف الذين يدخلون مبنى المكتب التنفيذي "آيزنهاور" المجاور عليهم توفير معلومات حول الدول التي قاموا بزيارتها قبل خلال 30 يومًا".
كانت الإدارة الأمريكية منعت في يناير الماضي دخول الأجانب الذين زاروا الصين خلال الـ 14 يومًا السابقة من دخول الولايات المتحدة.
وتم توسيع الحظر في الأسبوع الماضي ليشمل إيران، حيث تفشى فيروس كورونا بشكل كبير، إلى جانب كل من إيطاليا وكوريا الجنوبية اللتين لديها أيضًا عدد كبير من الإصابات.
وفي الأسبوع الماضي، قال ترامب، لنحو 100 شخص بالبيت الأبيض، إنه يتخذ نفس الاحتياطات التي يتخذها ضد الأنفلونزا.
ويستضيف البيت الأبيض المئات من الموظفين الذين يسافرون جيدًا والضيوف كل يوم، ولن يُطلب منهم تسجيلات السفر بموجب السياسة الجديدة. إذ لا يحتاج الصحفيون المعتادون بالكشف عن البلدان التي تمت زيارتها مؤخرًا.
فيما يواجه الكونجرس معضلة أمنية، لكونه مفتوحًا أمام الجمهور، في ظل القليل من أجهزة الكشف عن المعادن عند المداخل.
وقال مات جايتس النائب عن ولاية فلوريدا، الذي ارتدى قناع غاز يوم الأربعاء، إن النواب أكثر عرضة للإصابة بالفيروس عن المواطن العادي.
وأضاف جايتس: "أعضاء الكونجرس دائمًا في المطارات، يأخذون صورًا شخصية بهواتف آخرين". وتابع: "إذا كان هناك أي شخص مصاب بفيروس كورونا، فسيكون هذا هو الكونجرس".
وكان مجلس النواب أقر قبل يومين مشروع قانون بتخصيص 8.3 مليار دولار للجهود المبذولة لمكافحة فيروس كورونا (كوفيد-19).
تم تمرير مشروع القانون بموافقة 415 عضوًا مقابل رفض اثنين، لينتقل الآن إلى مجلس الشيوخ، في عملية سريعة.
وقالت نيتا لوي، رئيسة لجنة المخصصات المالية في مجلس النواب الأمريكي، التي طرحت الإجراء على المجلس الذي يهيمن عليه الديمقراطيون، إنه "لابد أن نسن هذا القانون سريعا، هناك أرواح على المحك".
وأبدى الجمهوريون في مجلس الشيوخ دعمهم لإنفاق مليارات الدولارات في إطار هذه الجهود. ومن المتوقع أن يتم إصدار التشريع خلال الأيام المقبلة.
ومن المقرر تخصيص ثلاثة مليارات دولار لتطوير أدوية وأمصال، بينما سيتم تخصيص 2.2 مليار دولار للوقاية والاستعدادات والاستجابة.
وأعرب الرئيس الأمريكي ترامب عن دعمه لما سيقره الكونجرس باعتباره مناسبا أيا كان.
يشار إلى أن الولايات المتحدة سجلت أكثر من 200 حالة إصابة بفيروس كورونا، وما لايقل عن 15 حالة وفاة. ولم تظهر إصابات بالفيروس في واشنطن.