أول عيد بعد فرض زكاة الفطر.. حدث عظيم لن تتخيله

كل عام نتحدث عن زكاة الفطر، وكيفية إخراجها، لكن هل تدري متى فرضت زكاة الفطر، وكيف قضى المسلمون أول عيد بعد فرض زكاة الفطر.

فرضت زكاة الفطر في مثل هذا اليوم 28 رمضان سنة 2 هجرية - 624 ميلادية، حيث  فرض الله تعالى على عباده زكاة الفطر قبل زكاة الأموال، وهي واجبة من القرآن والسنة النبوية.

وجاء المقصد الأسمى من تشريع زكاة الفطر تطهيرا للنفس من الشح والبخل، وتطهيرا للصيام مما قد يؤثر فيه وينقص ثوابه من اللغو والرفث، لقوله تعالى:  " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها".

كما أنها شرعت تكميلًا للأجر وتنمية للعمل الصالح، ومواساة للفقراء والمساكين، وإغناء لهم من ذلّ الحاجة والسؤال في يوم العيد.

وإخراج الزكاة فيه إظهار شكر نعمة الله تعالى على العبد بإتمام صيام شهر رمضان وما يسّر من قيامه، وفعل ما تيسر من الأعمال الصالحة فيه، وفيه إشاعة المحبة والمودة بين أبنا المجتمع الواحد.

وتجب زكاة الفطر على كل مسلم ذكرا كان أو أنثى، حرا كان أو عبدا، ليشعر الناس بعضهم ببعض ويشاركوا بعضهم فرحة العيد.

العجيب أن زكاة الفطر فرضت في الشهر الذي وقعت فيه غزوة بدر، والتي وقعت في 17 رمضان، فبعد رجوع المسلمين من بدر إلى المدينة كان أحسن المواقع وأروع الصدفات أن أول عيد تعيد به المسلمون في حياتهم هو العيد الذي وقع في شوال سنة 2 هجرية، إثر الفتح المبين الذي حصلوا عليه في غزوة بدر.

وجاء هذا العيد السعيد، بعد أن توج هامتهم بتاج الفتح والعز، حيث خرج المسلمون من بيوتهم يرفعون أصواتهم بالتكبير والتوحيد والتحميد، وقد فاضت قلوبهم رغبة إلى الله، وحنينا إلى رحمته ورضوانه بعد ما أولاهم من النعم، وأيدهم به من النصر، وذكرهم بذلك قائلا: "واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون".