الأحد 22 ديسمبر 2024
توقيت مصر 14:04 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

كيفية اعادة الطفل للقراءة والثقافة

عادل عامر 2
إنّ ترسيخ عادة القراءة في ناشئتنا هي من أهم السلوكيات التي لابدّ من غرسها في نفوس أبنائنا وهذا الاهتمام بالقراءة إنّما يساهم في تنمية ثقافة الأطفال الذاتية. إنّ ثقافة الأُمّة ما هي إلّا مجموعة من الطرق والوسائل التي تتضمَّن أساليب الإدارة وآلياتها، ونمط التفكير، وآداب السلوك والمعتقدات، فالطفل ينجذب إلى كل ما هو كبير ويمثل القوة .. لأنه يشعر بصغر حجمه في هذا العالم الذي يتميز بكبر كل شيء من حوله، وبرؤيته الشخصيات الضخمة من الديناصورات التي تبتلع كل ما يقف في طريقها فهو تنفيس لما يدور بداخله بأن يصبح يوما ما كبيراً يقوى على أداء ما يفعله الكبار المحيطين به ويبتلع مثلما تبتلع الديناصورات الأشياء من حولها
إنّ الأخلاق والقيم التي تحكم الجماعة، وكذلك اللغة، ونمط العيش بما يتضمّنه من علاقات وأنظمة سلوك بين الأفراد من جهة وبين الأفراد والجماعة من جهة آخري. لكنّ مَن يتأمل واقع المجتمعات العربية القدرة على القراءة هي حاجة حيوية للغاية، فهي تمهد الطريق للنجاح في مختلف المجالات سواء في المدرسة حيث بناء الثقة بالنفس، أو في خلق فرص عمله حيث تحفز الطفل على بناء توقعات عالية لنفسه في المستقبل، وهي بذلك عامل أساسي لتحقيق ذاته.
ومَن يتابع الدراسات والتقارير التي أُجريت في السنوات الماضية عن واقع القراءة وتأثيراتها يدرك التراجع الذي تشهده القراءة بشكل رهيب في كافة البلدان العربية يُضاف إليه قلة عدد المكتبات وتضاؤل أعداد دور النشر وهذه مؤشرات خطيرة تدل على الإهمال الذي تناله القراءة في زماننا من أبناء أُمّة
أمّا هذا الخمول والإهمال الذي يتصف به الإنسان العربي تجاه القراءة فيُهدّد الأُمّة بحدوث عواقب خطيرة في المستقبل كفقدان الهُويّة وضياع الموروث التاريخي الأصيل وضمور الأُمّة عن إنتاج المعرفة والوصول إلى القدرات العالية في التصنيع والإنتاج وإيجاد الأعلام الفاعلين في شتّى مجالات الحياة. القراءة عادة ومهارة تُنمى عند الإنسان، ولا تظهر فجأة بأن يستيقظ الإنسان من نومه ليصبح قارئاً، فهناك مراحل عدة يمر بها الشخص تؤدى بمرور الوقت إلى أن يصبح قارئاً مستقلاً ولديه الطلاقة في القراءة السريعة.
لا يخفى ما للمدرسة من دور فاعل في تشجيع الأطفال على القراءة وتحفيزهم على الاهتمام بها. ولا شكّ أنّ دورها متمم لدور الأسرة ومصاحب له. وبالتفاعل بين هاتين المؤسستين والتنسيق نحصل على مخرجات فاعلة وجيدة، التحدث عن الكتاب أمر هام، لا يقل في أهميته عن قراءته، وهذه هي النصائح التي تتصل بزيادة مهارات الطفل وقدرته على الفهم وفى التفكير النقدي: سؤال الطفل عن الكتاب أو القصة التي يرغب في قراءتها، والأطفال تحب أكثر قراءة مجلات الأطفال فلا مانع من البدء بها، والمداومة على شرائها للطفل .. فهي من الوسائل التي لا تقل فاعليتها عن الكتب الأخرى في تنمية عادة القراءة لديه.
 التحدث مع الطفل عن الكتب التي كنت تحب قراءتها في مرحلة طفولتك وتشجيع الطفل على قراءتها. تشجيع الطفل على سؤال الأسئلة والتعبير بتعليقات عن القصة وعن الصور المصاحبة لها قبل وأثناء وبعد الانتهاء من القراءة. النظر مع الطفل عن الغلاف والعنوان، مع سؤال الطفل عما يتوقعه من أحداث ستدور بداخلها. تشجيع الطفل على تكوين رأى نقدي عن القصة وما الذي أحبه فيها، وما الذي لا يقبله في أحداثها ... ولماذا؟ التفكير بصوت عالٍ في القصة التي قرأها الأب آو الأم أمامه، مع تشجيع الطفل على فعل نفس الشيء. 
سؤال الطفل عن أحداث القصة التي سبق وان قرأها الأب أو الأم له بعد مرور بضعة أيام. الطفل مثل النبتة الآخذة في النمو، ولا ينبغي أن نتعامل معه على أنه حاوية لابد من ملئها حتى آخرها. ولكل مرحلة عمرية سماته في الإقبال على القراءة.
 ففي البداية قبل أن يتعلم الطفل القراءة والكتابة فهو شغوف لسماع القصص التي يرويها له الآباء، كما ينتقى الكتب المصورة التي تعكس له سلسة من الأحداث تجد صدى في نفسه. ثم تنضج نظرة الطفل للقراءة وتتطور بتقدمه في العمر. أن نشر الثقافة هو سلم الصعود نحو النهضة والتقدم، ولطالما كان المستوى الثقافي بمثابة معيار لمدى الرقي الفكري للأفراد والمجتمعات على أن يحظى جميع الأطفال بأفضل بداية في حياتهم من أجل مستقبل أفضل لهم وللأمة بأجمعها
وينتمي الأطفال في المقام الأول إلى الأسرة ومن ثم الى مجموعة ثقافية وإلى جوارهم والمجتمع الأوسع. فهذا الانتماء يأخذ بعين الاعتبار استقلالية الأطفال الذاتية بالنسبة للآخرين وأساس العلاقات في تحديد الهويات الشخصية.
 ففي مرحة الطفولة المبكرة ومن ثم خلال حياتهم تعتبر العلاقات موضوعاً حاسماً بالنسبة للحس بالانتماء. فالانتماء هو عنصرُ .مهمُ لشخصية الطفل ولمستقبله حيث ترسم حالة الأطفال المتعلقة بشخصهم الآن وماذا يصبحون في المستقبل أن التنوّع في الحياة العائلية يعني أن الأطفال يختبرون مسائل الانتماء والكينونة
 وتحقيق الذات بطرقٍ شتى ومختلفة، فهم .يستحضرون خبراتهم ومنظورهم وتوقعاتهم ومعرفتهم ومهاراتهم في تعلّمهم عملية تعلّم الأطفال هي ديناميكية ومعقدة وشاملة. فجميع نواحي التعليم بما فيها الجسدية والاجتماعية والعاطفية .والشخصية والروحية والإبداعية والعقلية واللغوية هي معقدة التجانس وذات علاقات متبادلة 
يطوّر الأطفال الثقة والشعور بالاحترام والقيمة من خلال شبكة متوسعة من العلاقات الثابتة حيث يصبحون أكثر قدرة .على إدراك واحترام مشاعر الآخرين وعلى التفاعل الإيجابي معهم يمكن للمربين الذين يوفرون الأولوية لتغذية العلاقات والذين يمنحون الأطفال دعماً معنوياً متناسقاً مساعدة الأطفال على تطوير المهارات والإدراك اللازم للتفاعل الإيجابي مع الآخرين. وهم يساعدون الأطفال أيضاً على معرفة واجباتهم تجاه .الآخرين وعلى تقدير ارتباطهم واستقلاليتهم الشخصية كتلاميذ وعلى أن يقدرّوا التعاون والعمل الجماعي
هناك العديد من الطرق المتعلقة بالعيش وبالكينونة وبالمعرفة. فيولد الأطفال منتمون إلى ثقافة لا تقع تحت تأثير الممارسات التقليدية والتراث والمعرفة السلفية وحسب بل تتأثر أيضاً بتجارب وقيم ومعتقدات الأسر الفردية والمجتمعات. وإن احترام التنوع ضمن المنهج يعني تقدير وانعكاس ممارسات وقيم ومعتقدات الأسر. ويحترم المربون بإجلال تاريخ وثقافة ولغة وتقاليد وممارسات تربية الأطفال وخيارات نمط الحياة التي تتخذها الأسر وهم يقدرون قدرات وإمكانيات .الأطفال المتنوعة ويحترمون الاختلاف في حياة الأسر المنزلية
ويدرك المدرسون أن التنوع يساهم في إغناء مجتمعنا ويوفّر قاعدة لأدلة صالحة عن وسائل التوصّل إلى المعرفة. وبالنسبة لأستراليا أن التنوّع يتضمّن تعزيز مفهومٍ أعظمٍ عن وسائل المعرفة و الكينونة المتعلقة بالسكان الأصليين وسكان .جزر مضيق توريس
عندما يقوم المدرسون في مرحلة الطفولة المبكرة باحترام مسألة التنوّع في العائلات والمجتمعات والطموحات التي تكنّها للأطفال يمكنهم عندئذٍ تبنّي حافز الأطفال في التعلّم وتعزيز إحساسهم الشخصي بأنهم تلاميذ قادرون. ويقومون أيضاً باتخاذ قرارات متعلقة بالمنهج التعليمي والتي تدعم حقوق الأطفال في المحافظة على ثقافتهم وهويتهم وإمكاناتهم .وصلابتهم المعترف بها والمقدّرة ويمكنهم التجاوب مع حياة الأطفال والأسر المعقّدة
يدقق المدرسون بالفرص والمعضلات الي يمكن أن تنتج عن التنوّع ويقومون بالتدابير اللازمة لكي يتخلصوا من الظلم. يقومون بتوفير الفرص لكي يتعلّم الأطفال عن مسائل التشابه والاختلاف وعن الاستقلالية الذاتية وكيف يمكننا أن نتعلّم أن .نعيش سوياً