أطلق المجلس القومي للطفولة والأمومة اليوم بالتعاون مع يونيسف مصر وجمعية سيف كيدز أول لعبة فى مصر والوطن العربي، لتعليم الأطفال مفاهيم المساواة بين الجنسين من خلال تدريبهم على التعبير عن مشاعرهم وطرق التواصل الجيد ما يعزز ثقافة احترام الآخر وذلك تزامناً مع أعياد الطفولة، ومرور 30 عاما على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، وذلك بحضور برونو مايس ممثل يونيسف في مصر، وسارة عزيز مدير ومؤسس جمعية سيف كيدز.
رحبت الدكتورة عزة العشماوي أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة بالحضور من الأطفال وأولياء أمورهم، وأعربت عن سعادتها بمشاركتهم في هذا الحدث الهام والذي تم إنتاجه خصيصاً من أجلهم مشيرة إلى أن سيفيلنجز هي هدية لأطفال مصر في أعياد الطفولة، وفي هذا الصدد أكدت عزة العشماوي، أن أنه تم تبني هذه اللعبة لما لها من أهمية في تقليل العنف والتمييز ومردود هائل في إعلاء قيم التسامح وتقبل الآخر من خلال طرح عدد من المشاعر المختلفة للأولاد والبنات، مشيرة إلى أن هذه اللعبة تخاطب الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة مؤكدة على أن الاستثمار في هذه المرحلة سيأتي بثماره في وقت لاحق بشكل كبير وذلك في ظل الافتقار لطرق التواصل مع الطفل بعيدا عن التكنولوجيا وفي ظل المتغيرات التي تحدث في وقتنا هذا مشيرة إلى أنه علينا مواكبة هذه المتغيرات للارتقاء بالطفل ذهنياً واجتماعيا، من خلال منتج تعليمي يؤثر في ثقافته باستخدام أدوات محفزة على التفكير والاهتمام، حيث تحقق هذه اللعبة حزمة من الحقوق الخاصة بالطفل كحقه في التعبير عن مشاعره وأرائه وحقه في الاستماع إليه ومشاركته في الأمور الخاصة به وحقه في اللعب أيضاً.
وأكدت أنه تم إنتاج هذه اللعبة بعد تنفيذ عدد من ورش العمل من الأطفال وأهاليهم فهي نتاج احتياج من الأهل حيث أنها تعد ترجمة لواقع فعلي نعيشه اليوم. موضحة أن عملية التعبير عن المشاعر هي عملية ليست بالبسيطة أو السهلة والتي تحتاج منا بذل المزيد من المجهود لتعليم الطفل كيف يعبر عنها بشكل سليم. كما أكدت على أنه سيتم انتاج العديد من الفيديوهات التوضيحية للأهالي تشرح كيفية استخدام اللعبة مع الأطفال.
وأوضحت "العشماوي" أن الطفل قد يتعرض للعنف في مناحي عديدة في المدرسة، في المنزل، وبين الأقران ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي تحمل العديد من المخاطر والتي تزيد من الفجوة بين الأسر وأطفالهم مؤكدة أن لعبة سيفيلنجز ستساعد الآباء والأمهات ومقدمي الرعاية والأخصائيين الاجتماعيين على تنمية مهارات الطفل وتعزز من التلاحم الأسري في هذه المرحلة الدقيقة من عمر الطفل، مشيرة الى ضرورة زيادة وعي الآباء والأمهات بأهمية الرعاية النفسية المبكرة وأن يكونوا على دراية بمراحل تطول الطفل دون السادسة.
وتابعت "العشماوي" أن المجلس بالتعاون مع الشركاء سيقوم بتقدم الدعم المطلوب للأهل ومقدمي الرعاية في هذا المجال، والتي تشمل أهمية تنمية المهارات الحياتية للطفل والتدريب على كيفية التعامل مع الأخرين وخاصة في مرحلة ما قبل التعليم المدرسي لافتة إلى أهمية تلك الأنشطة لنمو الطفل ولتطوير ذكاءه الاجتماعي والذي يلعب دوراً أساسيّاً في صقل شخصيته ودفعهِ نحو إقامة علاقات متينة ووثيقة مع الأشخاص المحيطين به بعيداً عن الوقوع في المشاكل النفسيّة وذلك باستحداث طرق فعّالة تساعده على ذلك، من خلال منح الطفل دور القيادة وتعليمه التعاطف والتعبير عن المشاعر وتدريبه على المهارات الاجتماعية التي تساعده على التأقلم مع مختلف الظروف التي يعيشها في حياته مشيرة إلى أن الخبرات والتجارب التي يمر بها الأطفال خلال المرحلة العمرية الأولى تؤثر كثيرا على شخصياتهم ومستوى استجابتهم وقدرتهم على الثقة بالأخرين وتطوير اللغة والتفكير.
جدير بالذكر انه تم تدريب عدد 22 من مقدمي الرعاية والاخصائيين الاجتماعيين بدور الحضانات ومستشفى أبو الريش على استخدام هذه اللعبة و تشجيع الأطفال للتعبير عن أنفسهم كما أنه سيتم تسليم اللعبة لعدد 150 من الأماكن المختلفة كدور الحضانات ومستشفى أبو الريش.
كما أشاد برونو مايس ممثل يونيسف في مصر بإنتاج هذه اللعبة كجزء من تحسين حياة وصحة الطفل النفسية مشير إلى أهمية أن يجد الطفل طريقة سهلة للتعبير عن مشاعره كما أكد على أهمية أن دور الأهالي ومقدمي الرعاية في تشجيع أطفالهم للتعبير عن أنفسهم بطريقة آمنة تتضمن تنمية مهارت التواصل والوعي النفسي لديهم باستخدام الصور لافتاً إلى أن الطفل يتعرض للعديد من المشاعر المختلطة كالحزن والغضب والفرح وأحيان كثيرة لا يجد الكلمات المناسبة للتعبير عنها فيلجأ للتعبير عن ذلك بأفعال خاطئة وتصرفات غير مناسبة كرد فعل لمشاعره، كما أكد على استمرارية التعاون لضمان حياة آمنة للأطفال.
وجهت سارة عزيز مدير ومؤسس جمعية سيف كيدز، الشكر للدكتورة عزة العشماوي على دعمها الدائم للأفكارة التي تساعد على تحقيق المزيد من الحياة الآمنة للأطفال والتي تساعد أيضاً على إنفاذ المزيد من حقوق الطفل كما أكدت على أهمية إنتاج هذه اللعبة كمنتج محفز ومشجع للأطفال والأهالي على التواصل الجيد في مرحلة مبكرة من عمر الطفل والتي ستساعد بشكل أساسي على تكوين شخص ناضج وواعي في مرحلة المراهقة، مؤكدة على أهمية حق الطفل في اللعب وقضاء وقت مبهج وعلى أهمية خلق جيل على دراية ووعي بمفاهيم المساواة بين الجنسين، كما توجهت بالشكر ليونيسف مصر على الاهتمام والتشجيع الدائم.
كما أشاد أولياء الأمور بإطلاق هذه اللعبة وأعربوا عن سعادتهم بإيجاد وسيلة مبسطة تزيد من إدماج الطفل في الأسرة وتزيل العواقب وتكافح العنف أيضاً وتفتح مجالات أمام الطفل للتعبير عن نفسه بطريقة آمنة وتعلمهم