الأحد 22 ديسمبر 2024
توقيت مصر 18:39 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

علامة جديدة: مرضى كورونا يعانون من الهذيان واضطرابات نفسية

علامة جديدة: مرضى كورونا يعانون من الهذيان واضطرابات نفسية
حذر خبراء من أن مرضى (كوفيد – 19) يمكن أن يشعروا بالهذيان والارتباك واضطراب ما بعد الصدمة أثناء شفائهم.

ووفق التحذيرات، فقد يعاني الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض من مشاكل نفسية عند خضوعهم للعلاج.

وبينت دراسة أجرتها "كلية لندن الجامعية" و"الكلية الملكية في لندن"، أن واحدًا من كل أربعة أشخاص أصيبوا بالفيروس عانوا بعد نقلهم إلى المستشفى من حالة هذيان.

وأكد الأطباء في السابق، أنهم شاهدوا مرضى يعانون من أعراض مثل الارتباك. فيما تحذر الدراسة الجديدة من أن أعراض مثل الهذيان يمكن أن تزيد من خطر الوفاة ويمكن أن تطيل أمد بقائهم في المستشفى.

وقام الخبراء بتجميع النتائج من المرضى الذين ترددوا على المستشفيات للعلاج من الفيروسات التاجية مثل (السارس) و(ميرسا) وكذلك (كوفيد – 19).

وراجع الباحثون، 65 دراسة تضمنت بيانات من أكثر من 3500 شخص، ووجدوا أن واحدًا من كل ثلاثة أشخاص تم إدخالهم إلى المستشفى مصاب بالسارس، أو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية عانوا من اضطراب ما بعد الصدمة، وفق صحيفة "ذا صن" البريطانية.

في حين كانت معدلات الاكتئاب والقلق لدى المرضى مرتفعة، حيث عانى 15 في المائة من من هذه الأعراض حتى بعد عام من تعافيهم.

كما عانى 15 في المائة آخرون من تقلبات في المزاج وضعف التركيز والتعب، بينما عانى 28 في المائة من الارتباك. وقال الباحثون إن هناك أدلة على أن وباء فيروس كورونا الحالي يمكن أن يؤدي إلى الهذيان بين مرضى (كوفيد -19).

واكتشف الباحثون أيضًا، أدلة أولية على أن الهذيان ربما ارتبط بارتفاع معدل الوفيات أثناء تفشي فيروس كورونا.

وقال باحثون، إن 20 في المائة أو أكثر من المرضى المصابين بـ (كوفيد- 19) عانوا من الارتباك، وإن تفشي المرض مرتبط بارتفاع معدلات الإصابة بأمراض عقلية.

كما أن الذين يعانون من الهذيان يمكن أن تطول فترة علاجهم في المستشفى لمدة أسبوع أطول من غيرهم.

وبينت الدراسة أيضًا أن الذين يعانون من حالة أكثر خطورة من الفيروس، أو الذين فقدوا أحباءهم بسبب الفيروس يعانون من ظروف نفسية أسوأ من غيرهم. 

وقال المؤلف المشارك، الدكتور جوناثان روجرز (الطب النفسي بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس وجامعة لندن ومودسلي: "لن يعاني معظم المصابين بـ (كوفيد – 19) من أي مشاكل في الصحة العقلية، حتى بين الذين يعانون من الحالات الشديدة التي تتطلب دخول المستشفى، لكن نظرًا للأعداد الضخمة من الأشخاص الذين يمرضون، يمكن أن يكون التأثير العالمي على الصحة العقلية كبيرًا".

وأضاف: "يركز تحليلنا على المخاطر المحتملة على الصحة العقلية للعلاج في المستشفى من عدوى الفيروس التاجي، وكيف يمكن أن تؤدي الحالات النفسية إلى تفاقم التكهن، أو تمنع الناس من العودة إلى حياتهم الطبيعية بعد التعافي".

في حين قال الدكتور إدوارد تشيسني، المؤلف المشارك الرئيسي، إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث من أجل معالجة كيفية منع مشاكل الصحة العقلية على المدى الطويل. 

وناقش الخبراء في السابق تأثير (كوفيد – 19) على العاملين في المجال الصحي، حيث ادعى البعض سابقًا أنهم قد يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة.

وكشف البحث أن العاملين في مجال الرعاية الصحية يعانون من حالة نفسية أسوأ على المدى الطويل.

وقال المؤلف الرئيس البروفيسور أنتوني ديفيد (معهد UCL للصحة العقلية): "لتجنب حدوث أزمة صحية عقلية واسعة النطاق، نأمل أن يتم تقديم الدعم للأشخاص الذين تم إدخالهم إلى المستشفى للعلاج من (كوفيد – 19)، ومراقبتهم بعد شفائهم للتأكد من أنهم لم يصابوا بأمراض عقلية، ويكونون قادرين على الحصول على العلاج إذا لزم الأمر".

واستدرك قائلاً: "وفي حين أن معظم المصابين بـ (كوفيد – 19) سيتعافون دون أن يعانوا من مرض عقلي، فإننا بحاجة إلى البحث عن العوامل التي قد تساهم في استمرار مشاكل الصحة العقلية، وتطوير التدخلات للوقاية منها وعلاجها".