الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
توقيت مصر 05:45 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

تقارير:

الصين ضغطت على علماء معهد ووهان لعدم الكشف عن مصدر كورونا

صورة
قالت صحيفة "ديلي ميرور" البريطانية، إن عالمة الفيروسات "شي زنجلي"، المعروفة باسم "بات مان وومان" من معهد ووهان للفيروسات أجبرت على التكتم على معلومات كان قد توصلت إليها بعد أيام قليلة من انتشار فيروس كورونا المستجد.

ووفق الصحيفة، فإنه في غضون أيام من انتشار الفيروس الذي ظهر للمرة الأولى في ديسمبر الماضي، تم اكتشاف أن الفيروس كان مصدره "خفافيش حدوة الحصان"، أحد أنواع الخفافيش المنتشرة في معظم أنحاء ومناطق جنوب آسيا، وفي مناطق جنوب ووسط الصين، وفي جنوب شرق آسيا.
 
إذ أظهرت الاختبارات أن الفيروس القاتل كان مطابقًا بنسبة 96 في المائة لفيروس تم العثور عليه في "خفافيش حدوة الحصان، لكن طلب من العلماء الذين توصلوا إلى تلك المعلومة أن يبقوا هادئين، ما أدى إلى انتشار المرض الذي تسبب في وفيات وإصابات هائلة حول العالم.

ويعد هذا هو أحدث ادعاء في سلسلة الادعاءات التي تتهم الصين بالفشل في إصدار تحذيرات مع انتشار الفيروس، ما أدى إلى جائحة عالمية أدت إلى إصابة ووفاة أكثر من مليون حالة حتى الآن.

وقال الصحفي الصيني "جاو يو" إنه تحدث إلى "شي" وأخبرته أن النتائج التي توصل إليها تم التكتم عليها. 

وأضاف: "علمنا في وقت لاحق أن المعهد أنهى التسلسل الجيني والاختبارات ذات الصلة في وقت مبكر من 2 يناير ولكن تم التكتم على ذلك". ولم يتم نشر المعلومات حول تسلسل الجينات إلا بعد أسبوع، إخمادها ، بحسب صحيفة "ديلي ميل" .


وفي اليوم الذي تم فيه رسم خريطة المعلومات الوراثية، أمر "ياني وانج"، مدير معهد ووهان للفيروسات، الباحثين بعدم الكشف عن أي معلومات حول المرض، وبعد اعتقال الأطباء المحليين الذين حذروا من الفيروس، زعم المدير أن "المعلومات غير اللائقة وغير الدقيقة" تسببت في "حالة من الذعر العام".

وأمرت الباحثين بعدم نشر أي معلومات على وسائل التواصل الاجتماعي أو التحدث إلى وسائل الإعلام. وبعد أكثر من أسبوع بقليل، نشر فريق باحثين في شنغهاي تسلسلًاً للفيروس بعد دراسة عينات من مريض مصاب، وتم إغلاق المختبر بعد ذلك بيومين.

وظهرت أولى حالات الإصابة بفيروس (Covid-19) في منتصف ديسمبر عندما تم إدخال مريض كان يعمل في سوق الحياة البرية في "ووهان" إلى المستشفى بسبب إصابة مزدوجة بالرئة، لكن فشل العلاج التقليدي الذي يستخدم قسي علاج الإنفلونزا، وسرعان ما ظهرت حالات جديدة.

وفي 27 ديسمبر، تم إخبار مسؤولي الصحة في "ووهان" أن المرض ناتج عن فيروس تاجي جديد، وبعد ثلاثة أيام، تبادل طبيبان على الأقل من ووهان هما: "لي وينليانج" و "أي فين" معلومات حول الفيروس الجديد على الشبكة الاجتماعية "WeChat".

وتوفي "لي"، الذي طالبته الشرطة بالتوقف عن "الإدلاء بتعليقات زائفة" في فبراير بعد إصابته بالفيروس.


وأخبرت المجلة الصينية ، Renwu (الناس)، أنها تعرضت للتوبيخ بعد تحذير مديريها وزملائها من الفيروس الجديد في ديسمبر. وفي 30 ديسمبر، تلقت نتائج المختبر لحالة واحدة عن "فيروس السارس التاجي".

وفي اليوم التالي، أكد مسؤولو ووهان ما يقرب من 30 حالة، وأغلقوا سوق الحياة البرية وأبلغوا المكتب المحلي لمنظمة الصحة العالمية بالمرض الغامض.

واستمرت حالات جديدة بالظهور وانتشر التفشي خارج الصين، ولمدة أسبوع في يناير أصر مسؤولو الصحة في ووهان على عدم استقبالهم أي مرضى جدد. وخلال ذلك الوقت، تم اكتشاف أول حالة معروفة خارج الصين في تايلاند، وتم الإبلاغ عن حالة في الولايات المتحدة حيث غادر المصابون ووهان ومقاطعة هوبي المحيطة للسفر في جميع أنحاء البلاد وحول العالم.

وأصرت السلطات الصينية على أنها لم تر أي دليل واضح على أن الفيروس يمكن أن ينتقل من إنسان إلى إنسان. وبحلول الوقت فقدت السيطرة وأصبحت المستشفيات تطغى عليها الأعداد المتزايدة من المرضى المصابين.

وفي غضون أيام، كشفت الدكتورة زونج نانشان، أكبر خبير في الجهاز التنفسي في البلاد عن انتقال العدوى البشرية.

وتم إغلاق "ووهان" والعديد من المدن الأخرى التي تكافح من أجل احتواء الفيروس في 23 يناير، قبل أيام من عطلة رأس السنة القمرية، لكن بحلول ذلك الوقت غادر الملايين دون فحص.

وفي ذلك اليوم، قامت "شي زنجلي" وفريقها البحثي بنشر البيانات التي تحدد المرض على بوابة علمية قبل أن يتم نشره في فبراير من قبل المجلة الطبية "نيتشر". وفي الأسابيع التي تلت الإغلاق في ووهان، انتشر الفيروس بسرعة في البلدان الأخرى بسبب مخالطة حالات مصابة

وطوال فترة تفشي الفيروس، اتُهمت الصين بعدم الإبلاغ عن العدد الإجمالي للعدوى. حتى صباح الأحد ، تم الإبلاغ عن أكثر من 82000 حالة إصابة مؤكدة في البر الرئيسي للصين - سادس أعلى إجمالي في العالم - إلى جانب 3339 حالة وفاة.

وفي الوقت نفسه، بدأت الحياة تعود ببطء إلى وضعها الطبيعي في ووهان بعد رفع إغلاقها بعد أكثر من 70 يومًا. وتكثف الصين حاليًا عمليات الفحص للأجانب الوافدين، وتشديد الرقابة على الحدود بعد أن سجل عدد حالات الإصابة بالفيروس القادمة من الخارج في يوم واحد رقمًا قياسيًا، مما ساعد على مضاعفة العدد اليومي للعدوى المكتشفة حديثا.

ووصلت الحالات المؤكدة الجديدة فى البر الرئيسى للصين السبت إلى 99 حالة، جميعهم من القادمين من الخارج باستثناء اثنين. وفي شانغهاي، كانت نتيجة الاختبار إيجابية لـ 51 مواطنًا صينيًا كانوا على متن نفس الرحلة من روسيا.