اختيار 4 محكمات فى مباريات كأس مصر.. والغندور: حان وقت الاعتماد على السيدات فى إدارة المباريات
لم تعد رؤية "الجنس" داخل الملاعب أمرًا مستغربًا، خاصة في الملاعب الأوروبية، لا يتعلق الأمر هنا بالتشجيع في المدرجات، ولا حتى باللعب، بل برؤية المرأة حكمًا في العديد من الدوريات والبطولات الكبرى.
واختار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الفرنسية ستيفاني فوبارت، حكمًا للقاء فريقي ليفربول وتشيلسي الإنجليزيين في كأس السوبر الأوروبي الذى أقيم أغسطس الماضي، لتصبح أول امرأة تقود مباراة على هذا المستوى في بطولة كبرى للرجال في أوروبا عبر التاريخ.
ودخلت "فوبارت"، تاريخ بلدها، بعد أن أصبحت أول امرأة تتولى إدارة مباراة في دوري الدرجة الأولى الفرنسي للرجال عندما أدارت لقاء أميان ضد ستراسبورج في الموسم الأخير.
وخلال الشهر الماضي، شهدت مباراة جنوب أفريقيا وزامبيا، ببطولة كأس الأمم الأفريقية تحت 23 عامًا، ظهورًا مميزًا لطاقم التحكيم النسائي الذي أدار المباراة للمرة الثانية تاريخ في البطولات الإفريقية والأولى على الملاعب المصرية.
وشهدت المباراة أول ظهور لطاقم تحكيم يضم عناصر نسائية بقيادة الرواندية سليمة موكانسانجا، حكمًا للساحة والمحكمة المغربية فتيحة الجيرمومي، حكمًا مساعدًا، والزامبية ديانا تشيكوتيشا حكمًا مساعدًا.
وكانت لجنة الحكام بـ "الكاف" قررت الاستعانة بطاقم تحكيم نسائى فى بطولة للرجال للمرة الثانية، ضمن خطة الاتحاد الإفريقي لضم المزيد من الحكام السيدات فى مسابقاته، والذى بدأ بتعيين حكمة لمباريات كأس الأمم الأفريقية تحت 17 سنة فى تنزانيا أبريل الماضى للمرة الأولى فى تاريخ الاتحاد القارى.
العدوى النسائية داخل الملاعب انتقلت مؤخرًا إلى الملاعب المصرية، بعد أن تم الاستعانة بالعديد منهم في التحكيم لمباريات كأس مصر، وهن: يارا عاطف، منى عطا الله، شاهندة المغربي ونورا سمير، اللاتي خطفن الأضواء في أول ظهور لهن في بطولات كرة القدم للرجال في مصر.
وشهدت مباراة دور الـ 32 لكأس مصر، أول ظهور للعنصر النسائي، بعد أن عينت لجنة الحكام المحكمة منى عطا الله "كحكم مساعد" في مباراة الاتحاد والنصر، بجانب المحكمة شاهندة المغربي "حكم رابع"، كما تواجدت يارا عاطف كحكم مساعد في مباراة بيراميدز والنجوم، بينما كان السبق لنورا سمير كأول محكمة في بطولة كأس.
المحكمة يارا عاطف، حاصلة على بكالوريوس تربية رياضية من جامعة الإسكندرية، قالت إنها تمارس الرياضة منذ صغرها كلاعبة، لكنها قررت الانتقال إلى مجال التحكيم عام 2015 عندما كان عمرها 22 عامًا، حتى حصلت على التحكيم الدولي عام 2019.
وأضافت: "شعرت بالرهبة خلال لقاء بيراميدز والنجوم، لكنني استطعت التغلب على ذلك بعد لحظات من بدء المباراة، خاصة وأنها تعد أو لتجربة لي بالأضواء".
وتابعت: "حكمت المباراة النهائية في دورة ألعاب أفريقيا، وفي تصفيات طوكيو بين منتخبي غينيا والجابون، وأتمنى الاستمرار في المجال، وأتوقع المشاركة في مباريات الدوري".
وردا على سؤال حول شعورها بالخوف من التعرض "لانتقادات مضاعفة" في حال ارتكاب أي أخطاء، قالت إنه "حان الوقت لكي يُظهر التحكيم النسائي أنه جيد مثل تحكيم الرجال".
وواصلت: "يجب أن نثبت أنفسنا من الناحيتين الفنية والبدنية أننا مثل الرجال، لا نشعر بالخوف من اتخاذ قرارات خاطئة نحن مستعدات".
أما المحكمة منى عطالله حكم دولي مساعد، فقد تخرجت في كلية التربية الرياضية، تعمل مُدرسة، واحترفت مجال التحكيم على الرغم من عدم ممارستها لكرة القدم.
وقالت: "تجربة الظهور كانت مميزة، وأعتقد أنها ستكون خطوة جيدة للأمام، وربما تفتح لنا المجال للتواجد في مباريات الدوري"، وتابعت صاحبة الـ38 عامًا: "لم تكن هناك أية صعوبات في المباراة، نأمل أن نكون على قدر المسئولية التي وضعتها اللجنة فينا".
وجهت المحكمة الشكر لزوجها، لمساندته لها من داخل الملعب، ونشرت صورة بصحبته قبل اللقاء عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وعلقت: "قمة السعادة أن تجد من يقف بجانبك.. شكرًا لزوجي".
من جانبها، أشادت المحكمة نورا سمير بالتجربة، وحرصت على توجيه الشكر والامتنان لجمال الغندور رئيس لجنة الحكام الذي كان له دور فعّال في ظهورهن بالبطولة.
وقالت: "بدأت مشواري 2014 وعلقت الشارة الدولية 2018، لن يقف أمام طموحي أي عائق، سمعت الكثير من التعليقات السخيفة ولكن لا أركز عليها، على العكس فهي تعطيني دفعة إيجابية لمواصلة ما أحلم به".
وبعد أن ظهرت كحكمة في مباراة النجوم والجونة، علقت "سمير: "مثلنا مثل الرجال، لا نختلف عنهم في شيء حتى في القوة البدنية، القانون واحد ينطبق على الجميع".
وأضافت: "بالتأكيد، خضت تجربة جيدة ومميزة، خطوة بالنسبة لنا إلى الأمام، ورد كفيل على مقولة مكانكم المطبخ"، وتابعت: "أطلب من الجماهير دعمنا حتى لو أخطأنا، فالأخطاء واردة، ولا داعي للتعامل معنا بشكل عنصري".
جمال الغندور رئيس لجنة الحكام أبدى تحمسًا لاختيار محكمات نسائيات في المباريات، قائلاً: "التحكيم النسائي أصبح عنصرًا أساسيًا فى كل مكان بالعالم، ومؤخرًا رأينا طاقم التحكيم للسوبر الأوروبي، وكان نسائياً بالكامل وتألقن في جميع القرارات".
وأضاف عبر منشور على "فيس بوك": "أقدمت على تلك الخطوة عن "قناعة تامة"، فحان وقت حصولهم على فرصة مؤكدة لإدارة المباريات، ولدينا طموح للدفع بالعنصر النسائي في المباريات الرسمية للدوري الممتاز بشكل أكبر".