الجمعة، 25-11-2022
11:07 م
مما لاشك فيه، أن المواقع والتطبيقات
المتخصصة في مجال الفوركس كثيرة ومتنوعة، ومما لا يختلف فيه اثنان، أن
الفيديوهات المتاحة عن
تداول الفوركس منتشرة بشكل واسع على الإنترنت، لكن المتابع بعد تصفح
ومشاهدة معظمها، لا يخرج في الغالب بفكرة واضحة عن المعنى الحقيقي للفوركس، وهو ما
لا يشجعه على المضي قدما في هذه التجارة المربحة التي تدر على أصحابها ثروات مالية
ضخمة. ولملء الفراغ الحاصل في هذا المجال، نعرض لكم في الأسطر التالية شرحا مفصلا
عن سوق الفوركس، مع تقريبكم
من أهم الفاعلين فيها أفرادا وشركات. وفي الختام، نعرض لكم لمحة خفيفة عن أفضل
السبل الممكنة لتحقيق مكاسب مالية محترمة من خلال هذا النوع من التداول المالي
للعملات الأجنبية.
الفوركس..
سوق عالمية للتداول بالعملات الأجنبية
عندما نتحدث عن الفوركس فإن أول ما
يجب استحضاره هو أنها سوق عالمية واسعة يقوم فيها المتداولون من مختلف جهات العالم
باختيار الوقت المناسب لشراء أو بيع زوج معين من العملات الأجنبية. وتتميز سوق
الفوركس بتداولات ضخمة يصل رقم معاملاتها اليومي إلى أكثر من 5 تريليون دولار
أمريكي. أما سبب تسميتها بالفوركس فيرجع لدمج الكلمتين الانجليزيتين Foreign
Exchange ومعناهما التبادل الخارجي، ويقصد بذلك طبعا، تبادل العملات عن طريق البيع والشراء.
وبشكل عام، تقوم فكرة الفوركس على قيام المتداول بشراء زوج معين من العملات
الأجنبية عندما تكون قيمتها منخفضة في السوق، وانتظار الوقت المناسب لبيعها عندما
ترتفع قيمتها تبعا لحركة سوق العملات وتقلباتها. ومن مميزات الفوركس أنها سوق عالمية
مفتوحة لا تنحصر في موقع إلكتروني واحد، وليس لها وقت افتتاح أو إغلاق، وهو ما
يجعلها أكثر مرونة من البورصة، لذلك تلقى إقبالا واسعا من المستثمرين على
الإنترنت.
البنوك
التجارية من أهم الفاعلين في الفوركس
تضم سوق الفوركس شريحة واسعة من
الفاعلين الماليين والاقتصاديين المهتمين بمجال تداول العملات الأجنبية أفرادا
كانوا أو شركات. وتختلف أهداف الفاعلين حسب انتماءاتهم وقدراتهم المالية وغيرها.
فهناك من يدخل سوق
الفوركس واضعا نصب عينيه تحقيق الربح ولا
شيء غير الربح. وهناك من يَلِجُ هذه السوق وعينه على تجنب الخسائر وتقليل المخاطر.
وبين هذا وذاك، نجد من يدخل هذه السوق لتأمين حاجياته من العملة الأجنبية التي
يؤدي بها فواتير السلع والخدمات وغيرها. وفي هذا الصدد، تعد الأبناك والمصارف أحد
أبرز الفاعلين في سوق الفوركس، إذ تشكل المرجع الأول في تسعير العملات الأجنبية
المطروحة للتداول. وبشكل عام، ومع انتشار تداول العملات وسهولة الوصول إليها، أضحى
المستثمرون في الأموال من مختلف بقاع العالم، جزءا لا يتجزأ من سوق الفوركس بغض
النظر عن كونهم أفرادا أو جماعات.
على عكس البورصة، تتميز الفوركس بطبيعتها اللامركزية
نظرا لارتباطها الشديد بالإنترنت،
ولأن المتداولين فيها ينتمون لمختلف جهات العالم، فإن سوق الفوركس على عكس
البورصة، تظل مفتوحة أمام العموم على مدار الأربع والعشرين ساعة في اليوم وطيلة
أيام الأسبوع ما عدا السبت والأحد. وأخذا بعين الاعتبار لمرونتها الكبيرة وطبيعتها
اللامركزية، فإن سوق الفوركس ترتبط بفترات عمل أربع أسواق عالمية هي السوق الأسترالية، والسوق الأوروبية، والسوق الأمريكية،
والسوق الآسيوية. وغالبا ما يبدأ اليوم الأول للفوركس بمدينة سيدني الأسترالية، قبل أن ينتقل في جولة عالمية يمر من
خلالها عبر "طوكيو" و"لندن" ثم "نيويورك" في الولايات
المتحدة الأمريكية. وتبلغ السيولة المالية أوج عطائها عندما تتداخل فترة
السوقين الأمريكية والأوروبية، خاصة بين الواحدة ظهرا والخامسة مساء بتوقيت
غرينيتش.
الربح في
الفوركس يعتمد على توقيت البيع والشراء
يمكن اعتبار الفوركس من أفضل وأسرع
أنواع التجارة الإلكترونية التي تدر على أصحابها أرباحا مالية ضخمة في وقت وجيز.
رغم ذلك، يجب على
المستثمرين في هذه السوق أن يعلموا أن التعرض
للخسارة وارد أيضا، وأن تفادي ذلك رهينٌ بالتدرب الجيد واكتساب ما يلزم من خبرة.
فعند التداول في الفوركس، يجب على المستثمر أن يحدد الوقت المناسب لبيع أو شراء
زوج عملات أجنبية معينة معتمدا في ذلك على مؤشرات اقتصادية واضحة، ومستعينا
بتطبيقات إلكترونية وبرامج معلوماتية مصممة خصيصا لهذه المهمة. ومن أكثر العملات
تداولا في الفوركس نجد العملة الأوروبية الموحدة اليورو، والدولار الأمريكي، والين
الياباني. وغالبا ما تتحدد قيمة هذه العملات حسب عوامل اقتصادية وسياسية متنوعة من
بينها مثلا، أزمات التضخم، واندلاع الحروب، وغياب الاستقرار السياسي، والتدخلات الحكومية وغيرها. وينضاف لهذه الأسباب قانون العرض والطلب الذي يعد حسب
الاقتصاديين العالميين المحدد الرئيسي للأسعار في سوق الفوركس وفي غيرها من
الأسواق بشكل عام.