الإثنين، 24-10-2022
09:07 ص
توقع بنك جولدمان ساكس الأمريكي أن سعر
الدولار مقابل عملات العالم الكبرى
والوطنية قد يبلغ ذروة ما يمكن أن يبلغه من ارتفاع في وقت أقرب من المتوقع.
وبحسب موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي، أدت سياسات الاحتياطي
الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) الانكماشية المتشددة هذا العام، والمتمثلة في
رفع أسعار الفائدة بمقدار 300 نقطة أساس على 5 مراحل حتى الآن، أدت إلى ارتفاع سعر
الدولار بشكل أضر بقيمة العملات العالمية الكبرى مثل اليورو والين واليوان، بسبب
إقبال المستثمرين وحاملي
الدولار على الإيداع في البنوك الأمريكية والاستثمار في
أدوات الدين الأمريكية انتظارًا لعوائد أعلى من المعروضة على بقية عملات العالم.
وأوضح الموقع أن بنك جولدمان ساكس أجرى تحليلًا تاريخيًا لاتجاه
الدولار،
وخلص منه إلى أن
الدولار بلغ أعلى مستوياته أمام العملات الأخرى في فترات كان نمو
الاقتصاد الأمريكي والعالمي في أدنى معدلاته وبالتزامن مع اتباع الاحتياطي
الفيدرالي سياسات توسعية، بعكس الوضع الآن حيث يعد معدل النمو مرتفعًا بشكل أكبر
مما هو مطلوب للسيطرة على التضخم، وبسبب ذلك يطبق الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي
سياسة انكماشية متشددة حاليًا، من أجل سحب المعروض النقدي من الأسواق أملًا في كبح
التضخم.
لكن بحسب تحليل بنك جولدمان ساكس، فإن الارتفاعات الكبرى في سعر
الدولار
خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات تحديدًا هي المثال الأقرب شبهًا بالوضع حاليًا،
إذ تزامنت مع معدلات تضخم عالية شبيهة بالحالية، بخلاف المسار الذي سلكه
الدولار
في غير هذين العقدين عندما كان يرتفع في أوقات انخفاض النمو وتراجع التضخم.
وقال بنك جولدمان ساكس في تحليله "ربما يجدر النظر في تجربة منتصف
السبعينيات ومنتصف الثمانينيات، عندما كان التضخم مرتفعًا مثلما هو الآن. توضح هذه
الحالة الشبيهة أنه قد لا يكون من الضروري رؤية الاحتياطي الفيدرالي وقد بدأ يخفف
من تشديد سياسته النقدية أو رؤية معدل التضخم وقد تراجع كي نستنتج أن
الدولار وصل
إلى ذروة الارتفاع، ف
الدولار قد يبلغ ذروة مبكرة إذا ما كان متوقعًا أن يتوقف مسار
رفع الفائدة مؤقتًا فقط، حتى وإن استمر نمو الاقتصاد الأمريكي في التباطؤ".
وأضاف موقع "بيزنس" إنسايدر أن المستثمرين باتوا يتوقعون بشكل ما
أن يتمهل الاحتياطي الفيدرالي في تطبيق سياسته الانكماشية المتشددة، ويوقف مؤقتًا
رفع أسعار الفائدة، وهو التوقع الذي عززه تصريح رئيسة فرع الاحتياطي الفيدرالي في
سان فرانسيسكو ماري دالي، عندما قالت "حان الوقت للبدء بالحديث عن إطاء وتيرة
رفع أسعار الفائدة".
وخلص تحليل بنك جولدمان ساكس إلى أن سعر
الدولار قد يبلغ ذروته خلال العام
المقبل 2023، في وقت أبكر مما كان متوقعًا خلال عام 2024.