الأربعاء، 30-09-2020
03:13 م
لا أدري ما الذي يجمعني مع الفنان العربي الكبير
محمد منير، أنا التقيت ببعض الفنانين من الجيل الذي جاء بعده: التقيت ـ مثلا ـ مع
شيرين و
عاصي الحلاني و
كاظم و
صابر الرباعي، في
بيروت، بدعوة خاصة لحضور الحفل الختامي للمسابقة الغنائية (
The Voice). ولكن لم التق يوما بـ"
منير" .. حبي له بدأ وأنا أدرس الكيمياء بالجامعة، مع "شبابيك" و"شجر الليمون".. وغيرهما. ولكن أكثر ما لفت انتباهي هو أن
منير ينتمي إلى مدرسة أم كلثوم التي تنتقي الكلمات بعناية شديدة جدا: قارن مثلا بين ما كتبه الشاعر
بهاء الدين محمد لـ
عمرو دياب و لـ
محمد منير.. الشاعر واحد ولكن الكلمات في عمقها ومغزاها ودلالتها اختلفت عند
منير (بحر غريق ملوش قرار).
و
منير ـ مثل دياب ـ شخصية طاغية تستحوذ على الكاميرا والصورة والبرواز ويختفي خلفه فريق العمل الذي كانت الأغنية هي محصلته النهائية: من مثلا يعرف الشاعر السوداني الكبير الراحل
محجوب شريف (1948 ـ 2014)؟!
منير غنى له أغنية "قلبي مساكن شعبية".. وعلى الرغم من أن "شريف" شاعر ومناضل سياسي ملء السمع والبصر ولا يزال بعد وفاته حاضرا بقوة بشكل "يتحدى الغياب" إلا أنه رحمه الله اختفى خلف الحضور الطاغي لـ"
منير":
الأغنية في أصلها اسمها "بطاقة شخصية" ولحنها وغناها الفنان السوداني "وردي الصغير" ولكنها ظلت حبيسة جدران الخرطوم وضواحيها، إلى أن اختارها كعادته بعناية دقيقة
محمد منير وغناها عندما لمس فيها وحدة المشاعر الإنسانية بين أهل الجنوب السودان و"النوبة" مصر .. تقول كلمات القصيدة (بطاقة شخصية/ قلبي مساكن شعبية):
الشعب حبيبى وشريانى .. أهدانى بطاقة شخصية
الاسم: الكامل إنسان
الشعب الطيب والديّا
المهنة بناضل بتعلم .. تلميذ في مدرسة شعبية
المدرسة فاتحة على الشارع.. والشارع فاتح في قلبى
وأنا قلبى مساكن شعبية
ملحوظة أخيرة: أنصح بقراءة القصيدة كاملة قبل أن يُدخل عليها
منير بعض التعديلات.
رحم الله من مات .. وشكرا لـ
منير المطرب المصري الوحيد الذي يستحق كلمة "عالمي".
[email protected]