الإثنين 18 نوفمبر 2024
توقيت مصر 00:45 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

«ياسر رزق» يكشف: تغييرات كبرى قادمة

ياسر رزق

قال الكاتب الصحفي ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة "أخبار اليوم"، إن العام المقبل سيشهد "تغييرات كبرى قادمة"، في إطار إصلاحات سياسية قال إن الرئيس عبدالفتاح السيسي يتجه إلى إقرارها، فيما يتعلق بالسياسات العامة في البلاد.

رزق، استمد في استنتاجه إلى المؤشرات التي ظهرت في خطاب السيسي خلال العام الجاري، قائلاً: "ثمة لقطات متتابعة فى سياق مشهد واضح بألوانه وظلاله وحركته الوئيدة، هو مشهد الافتتاح فى شريط الإصلاح السياسى. أو لعلها علامات أسهم ترسم المسار، وتحدد الاتجاه على درب عسير طويل، أولى محطاته كانت التعديلات الدستورية، وليست آخرها محطة الانتخابات الرئاسية فى العام 2030".

ولاحظ رزق - المقرب من السيسي – من خلال متابعته لخطابات الرئيس بدءًا من منتدى الشباب الأخير، وحتى حفل المولد النبوي الشريف منذ أيام معدودة، بأنه "إذا أمعنت التفكير، لابد أن تجد فى كلام السيسى منهجية واضحة فى شأن تقوية قاعدة الإصلاح السياسى، تظهر ما يفكر فيه الرجل، وربما ما ينوى الشروع فى القيام به عما قريب، وقريب جداً..!".

وتابع: "فى شأن البرلمان، يريد الرئيس من مجلس النواب أن يباشر اختصاصاته فى الرقابة والمحاسبة على أعمال الحكومة. ومن النواب أنفسهم أن يكونوا على مقربة من نبض الجماهير، فلا يتركونها نهباً لأكاذيب وشائعات، أو صيداً لفخاخ تيئيس وإحباط".

أما فيما يتعلق بالمؤسسة الدينية، فقال رزق: "يريد الرئيس من الأزهر ووزارة الأوقاف العمل معاً فى تناغم وتنسيق، والنظر إلى مهامهما من منظور يتجاوز إصلاح الخطاب الدينى على أهميته الكبرى، ويتسع ليرنو إلى الشأن العام فى مجمله، انطلاقاً من دور المؤسسة الدينية فى عملية الإصلاح الاجتماعى، وهو الركيزة الرابعة من الأعمدة التى تقوم عليها الدولة المصرية الحديثة الثالثة، وأقصد بها الإصلاح الاقتصادى، والإصلاح الإدارى، والإصلاح السياسى".

ومن ناحية الإعلام، قال رزق: "يعلم الرئيس أن الإعلام قد يؤدى دورًا معاكسًا إذا غاب الرشد عن محتواه، وسرى الضعف فى أدواته، وساد عليه الارتجال.لذا أحيانا يشعر الرئيس تجاه الإعلام بالخذلان، حين يجد أن الدور الإعلامى على أرض الواقع مغاير للحد الأدنى من التوقعات".

غير أن رزق دافع عن الإعلام، بقوله: "للحق.. للحق، فالإعلام مظلوم على نحو ما فى بعض الأمور. فهو لم يعد مؤسسة، وإنما خيول شاردة تبرجس وسط ساحة عتيقة لا ناظم لها ولا صاحب. حتى محاولات المؤسسة تصطدم برؤى لا تفرق بين التنظيم الضرورى والتقييد الضار...!".

واستطرد: "على أى حال.. الواضح من رسائل الرئيس السيسى للمؤسسة السياسية والمؤسسة الدينية والإعلام، أنه بصدد القيام بخطوة إصلاحية جديدة، أو الانتقال إلى مرحلة تالية على طريق الإصلاح السياسى".

وتنبأ رزق على ضوء "قراءتى الشخصية لمجريات الأمور خلال أحد عشر شهرا مضت من عام إطلاق الإصلاح السياسى، وقبيل شهر واحد من حلول عام انطلاق الإصلاح السياسى..!" أن تكون هناك تغييرات سياسية في الطريق".

وأردف: "قلبى يحدثنى وقلما يخدعنى، بأن هناك تغييرات كبرى قادمة، ولست أعنى مجرد تغيير وجوه، فالمسألة ما كانت تتعلق أبدا بأشخاص، وما كانت تتعلق أبدا بقرار يصدر فى يوم أو قرارات تعلن فى بضعة أيام..!".

غير أنه شدد على أنه "لا أحد يستطيع أن يزعم أنه يعرف ما يفكر فيه الرئيس، ولا ما ينويه، ولا توقيت إعلان ما يريده. الرئيس وحده يعلم، وربما يطلع معاونا أو اثنين من أقرب معاونيه، وله فى الاستماع إلى المشورة ممن يستشير أسلوب رجل المخابرات الذى يأخذ منك المعلومة، ولا تحصل منه على شذرة من معلومة عنده أبدا..!".

مع ذلك، قال رزق: "إن عقلى يتنبأ مثلما يحدثنى قلبى، بأن الفترة المقبلة حبلى بأنباء سارة لكل من يروم نقلة كبرى على طريق إصلاح سياسى منشود، يعتمد على حياة حزبية نشطة وعلى مناخ سياسى أكثر انفتاحا يستوعب كل مكونات تحالف 30 يونيو وعلى إعلام حر مسئول وحصيف..!".

وتمنى رئيس مجلس إدارة "أخبار اليوم" أن تصاحب خطوات الإصلاح السياسى المقبلة، أو أن تسبقها، "إجراءات لا غنى عنها لعلاج خلل غريب فى تكوينة نظام الحكم، أدى إلى وضع الرئيس منفردا فى المواجهة يتلقى الهجمات أو الضربات فى ساحة عمليات الحرب الإعلامية أو يردها بنفسه،، أو يسدد ضريبة أخطاء الغير من رصيده الجماهيرى الذى لا يجب الإنفاق منه على أى أحد مهما كان".

وزاد: "الحقيقة.. لم أعرف أى نظام حكم يضع رأس النظام فى مرمى التراشق السياسى/ الإعلامى، أو يتركه فى ساحة فراغ وحيدا يناله رذاذ تقلبات المناخ الجماهيرى".

واسترسل رزق قائلاً: "لابد أن تكون أمام الرئيس ومن حوله طبقات سياسية وتنفيذية وإعلامية تؤدى دورها، لا تغيب ولا تختبئ ولا تفر من ساحات الدفاع عن نظام 30 يونيو".

ولم يجزم رزق بشكل الانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2024 أو التي تليها في عام 2030، قائلاً: "فلا أحد يستطيع أن يتنبأ بشكل المعركة الانتخابية الرئاسية فى عام 2030 حينما تنتهى رئاسة الرئيس السيسى، أو فى عام 2024 إذا أراد ألا يخوض الانتخابات المقبلة، ولا بأطراف هذه الانتخابات من القوى السياسية أو من المرشحين المحتملين حزبيين كانوا أم مستقلين".

واستدرك: "بل لا يستطيع أحد أن يتنبأ بمن سيكون حزب الأغلبية أو الأكثرية فى البرلمان القادم بمجلسيه بعد الانتخابات الثنائية التى ستجرى بعد عام من الآن، ليس لأن المنافسة محتدمة، لكن لأن القوى السياسية غائبة والأحزاب إما نائمة أو مستولدة أو مازالت فى الحضّانات!".

وقال إن "الرئيس عبدالفتاح السيسى، كما أعرفه، يتوق لبناء نظام سياسى حقيقى، قادر على بناء الكوادر السياسية وإنتاج القيادات الطبيعية وإمداد مؤسسات الدولة بوجوه شابة، وشخصيات مؤهلة للعمل النيابى والشعبى والتنفيذى والسياسى".

واعتبر رزق أن "الغاية من الإصلاح السياسى المنشود لنظام 30 يونيو، هى بكل بساطة ووضوح، بناء نظام سياسى راسخ يستطيع تحمل تبعات عملية الانتقال ومتطلباتها وقادر على الولوج بالبلاد إلى مرحلة استقرار سياسى تكفل صون مكتسبات ثورة 30 يونيو، دون النكوص إلى الوراء، ودون التهاون إزاء أى بوادر تقودنا نحو طريق الهلاك مجددا فوق عربة الإخوان، على النحو الذى نراه حولنا فى هذه المنطقة المضطربة التى تدمن السقوط مراراً فى نفس الفخاخ!".

وتابع: "وأحسب أن القوات المسلحة التى أناطت بها التعديلات الدستورية مسئولية حماية الدستور والديمقراطية والحفاظ على المقومات الأساسية للدولة ومدنيتها ومكتسبات الشعب، هى السياج الذى يحمى النظام السياسى الدستورى ويرعى الانتقال السلمى للسلطة فى التوقيتات الدستورية".

وخلص رزق إلى القول: "الفترة المقبلة، وفى العام الجديد تحديدا، حبلى بأخبار سارة على صعيد الحياة السياسية نحو الإصلاح المنشود".

وطالب مجلس النواب وقياداته بفتح "حوار وطنى حول قوانين مجلس الشيوخ والحقوق السياسية والإدارة المحلية للاستنارة برأى النخبة المصرية، سيما أن هذه التشريعات هى فى صلب عملية الإصلاح السياسى".

كما حث الأحزاب السياسية وفى صدارتها حزب الوفد وحزب التجمع والحزب الناصرى على "الشروع فى خطوات لتطوير الحياة السياسية لعل منها طرح مبادرات للاندماج والتكتل، بين القوى والأحزاب ذات الاتجاهات السياسية والبرامج الفكرية المتماثلة أو المتشابهة".

وقال: "وإننا فى منتدى أخبار اليوم للسياسات العامة على استعداد لرعاية مثل هذه المبادرات، أو استضافة حوار حزبى يفضى إليها، مثلما يستعد المنتدى بما يضم من خبرات نخبة من أبرز رجالات مصر فى مختلف التخصصات، لاستضافة الجلسة التحضيرية لمؤتمر الشأن العام يوم السبت المقبل، استعدادا لعقد المؤتمر فى مطلع العام الجديد".