الإثنين 25 نوفمبر 2024
توقيت مصر 17:08 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

في ذكرى حرب رمضان..

قبطي يصوم رمضان 7 سنوات حتى تدمير خط بارليف

قبطي يصوم 7 سنوات

سطّرت حرب أكتوبر المجيدة - العاشر من رمضان ملحمة بطولية شارك فيها جموع الشعب المصري بجميع طوائفه وفئاته، مع قواته المسلحة.

"سمير ثابت محروس" البالغ من العمر 73 عاما حاليا استعاد ذكرياته مع حرب أكتوبر 1973- العاشر من رمضان مترحمًا على زملائه الشهداء، الذين اختارهم الموت دونه بينما لم يكن يفرقهم سوى مترات لا تتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة.

"المصريون" كانت قد التقت "أبو أبانوب" كما يحب أن يلقبه جيرانه، والذي ولد بحيفا بأرض فلسطين في شهر يونيو 1947، لينتقل مع أبويه وعائلته إلى مصر، هربا من العصابات الصهيونية إبان حرب 48، ليبقى بالقاهرة فترة طفولته، حتى يختار الموت والدته، لينتقل مع أسرته إلى صعيد مصر، ليتركه أبوه هو وإخوته مع والد أمهما بمدينة أرمنت الوابورات جنوب غرب الأقصر.

وجد "سمير محروس" نفسه وهو أكبر إخوته الشباب، مرغما على العمل، فقام بالسفر لمدينة أسوان للعمل في بناء السد العالي، ليحصل بعد ذلك على الجنسية المصرية، ويبقى بالعمل في أسوان، حتى بعد نكسة يونيو 1967، ليطلبه التجنيد في الأول من يناير 1968.

بعد قضاء فترة التدريب في دهشور، تم  توزيعه على سلاح الدفاع الجوي بمدينة أسوان، وليؤكد أنه بعد عامين تقاضى فقط "2 جنيه و42 قرشا فقط" ولينتقل بعدها إلى قطاع الدفاع الجوي بالقناطر الخيرية، منوها بأن المكان كشف من قبل الاستخبارات الإسرائيلية، ما جعل القيادة العسكرية تقوم بتغيير المنطقة إلى منطقة البحوث المائية بالدقي.

وفي العاشر من رمضان-  السادس من أكتوبر، كان "سمير" جنديًا في سلاح الدفاع الجوي الذي سيطر على سماء قناة السويس، والذي كان يعتمد عليهم اعتمادًا كليًا في خطة العبور، والتي عرفت باسم "المآذن العالية"، ولكن الحرب بدأت فعليًا عنده بعد ذلك بنحو عشرة أيام كاملة، حينما هاجمتهم قوة إسرائيلية قيادة "أرئيل شارون" في الـ16 من أكتوبر، بعد إحداث ثغرة الدفرسوار.

وتابع "سمير محروس": تفاجأنا بقوة إسرائيلية بتضرب علينا قاذفات، وكنت أنا وجندي زميلي اسمه إسرافيل، وملازم أول اسمه فتحي، نبتعد مترات قليلة عن منصات الصواريخ على طريق الطائرات، وبعد القذف وجدنا فقط أشلاء زملائنا، لنقوم بالاتصال بالقيادة العسكرية، ليقوموا بانتشالنا ومن ثم توزيعنا على إحدى الكتائب الخاصة.

وعن عدم علم أحد من زملائه بأنه مسيحي خلال سنوات سبع قضاها في الجيش، حيث تم تصنيفه كجندي مسلم في البطاقة العسكرية، وكذلك في القلادة العسكرية، منوها بأنه كان يحضر كافة الندوات الدينية الإسلامية إبان فترة تجنيده، بل أنه صام رمضان مع زملائه لمدة سبع سنوات، قائلاً "كنت بتسحر وأفطر معاهم وأصوم معاهم وأنا معرفش أفرق كلنا إخوات".