قال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين إن العقلاء والأسوياء فقط هم من يتوجب عليهم الرحمة للرئيس الأسبق حسني مبارك في هذه اللحظات.
وأضاف حسين في مقال نشرته الشروق بعنوان " مبارك .. ما له وما عليه" أن البني آدميين هم يترحموا على الرئيس الراحل مثلما ترحموا على كل الرؤساء الذين حكموا مصر، ورحلوا لرحمة الله، سواء اتفقنا أو اختلفنا معهم من أول محمد نجيب ثم جمال عبدالناصر ومحمد أنور السادات ومحمد مرسى، وأخيرا مبارك.
وأوضح أن معظمنا للأسف لا يريد أن ينظر إلا بمعيار الأبيض والأسود، فى حين أن الأمور فى الدنيا كلها نسبية وليست مطلقة.
وتابع قائلا : مبارك حكم مصر لثلاثين عاما من 1981 إلى 2011، ويستحيل القول إن سنوات حكمه كانت «جنة الله فى الأرض كما يرى أنصاره، أو أنها كانت شرا مطلقا كما يرى خصومه».
وأشار إلى أننا نحتاج فى مصر كثيرا إلى لغة عاقلة وموضوعية وهادئة ورزينة، ونحن نتحدث فى العديد من الموضوعات، ومنها كيفية التعامل مع الشخصيات العامة.
كما أضاف حسين أن كلا منا ينظر إلى تقييم عهد مبارك من الزاوية التى ينظر منها، أو الأفكار التى يؤمن بها، وبالتالى تظل هذه التقييمات نسبية.
ونوه في حديثه :حتى تقييم التاريخ صار متأرجحا، فى عصر السوشيال ميديا، حيث صار لدينا أكثر من تاريخ، وأكثر من رواية، وأكثر من وجهة نظر، وبالتالى فإن كل مؤرخ سيكتب عن عهد مبارك بعد سنوات، سوف يكتب أيضا انطلاقا من رؤيته الشخصية، مضيفا يندر أن تجد مؤرخا ينطلق من رؤى علمية موضوعية صارمة، لا تتأثر بأفكاره وآرائه وانحيازاته.