الإثنين، 19-04-2021
09:24 ص
فتحي مجدي
حذر باحثون من أن الهجمات الإلكترونية يمكن أن تشعل حربًا نووية بين الولايات المتحدة و
الصين، مشيرين إلى أن أيًا من القوتين العظميين يمكن أن تتعرض لضغوط لإطلاق أسلحتها النووية على الفور إذا اعتقدت أنها تتعرض للاختراق.
ووفقًا لدراسة استمرت ثلاث سنوات، وأجراها باحثون بمعاهد شنجهاي للدراسات الدولية (SIIS) ومؤسسة كارنيجي للسلام الدولي (CEIP) تحدثوا إلى خبراء عسكريين وفنيين من كلا البلدين، فإن الهجمات الإلكترونية يمكن أن "تعرض الدولة التي تعرضت للهجوم لضغط كبير للتصعيد" بسبب مخاوف من أن الردع النووي على وشك الاختراق.
قال تشين دونجشياو، رئيس معاهد شنجهاي للدراسات الدولية (SIIS): "الهجمات الإلكترونية على أنظمة القيادة والسيطرة والاتصالات (NC3) النووية أصبحت مصدرًا محتملاً لتصعيد الصراع بين القوى النووية".
وأضاف: "بسبب الطبيعة الفريدة للأسلحة النووية، فإن أي حوادث سيبرانية تتعلق بالأسلحة النووية من شأنها أن تسبب قلق الدولة والقلق والارتباك وتقويض ثقة الدول في موثوقية وسلامة الردع النووي".
وأوضح: "الهجمات السيبرانية ضد نظام القيادة والسيطرة النووية ستعرض الدولة التي تعرضت للهجوم لضغط كبير لتصعيد الصراع وحتى استخدام الأسلحة النووية قبل أن تتعرض قدراتها النووية للخطر".
وقال توماس كاروثرز، نائب الرئيس الأول للدراسات في مؤسسة كارنيجي، إن المتسللين الذين يحاولون الحصول على معلومات استخباراتية بشأن ضربة نووية محتملة يمكن أن يشعلوا دون قصد حربًا نووية شاملة لأن القادة العسكريين "سيفترضون الأسوأ".
أضاف: "يحذر الخبراء العسكريون والأمنيون بشكل متزايد من أن السبب الأكثر ترجيحًا للحرب الكبرى - التقليدية أو النووية - بين الولايات المتحدة و
الصين هو صراع ثانوي يتصاعد بشكل حاد، على الرغم من رغبات وجهود أحد البلدين أو كلاهما تجنب مثل هذه الكارثة المتصاعدة".
وتابع: "العمليات السيبرانية، سواء من جانب
الصين ضد الولايات المتحدة، أو العكس، تميل بشكل خاص إلى إثارة التصعيد. قد تكون هذه النوايا دفاعية في المقام الأول - تسعى إلى تحذير من هجوم في المستقبل".
وذكر أنه "بدون معرفة ما يسعى الدخيل إلى القيام به، فإن أولئك الذين يكتشفون البصمات الرقمية للتطفل قد يفترضون الأسوأ. وبالتالي يمكن أن يتصاعد الضغط بسرعة للضربة أولاً ، قبل أن يجعل الجانب الآخر هذا الأمر أكثر صعوبة أو حتى مستحيلاً".
وخلص التقرير إلى أنه "تجذب التهديدات السيبرانية للقيادة والسيطرة وأنظمة الاتصالات النووية (NC3) مخاوف متزايدة".
وأضاف: "نشر خبراء بارزون في الغرب تقارير ومقالات تحلل الحجم الكامل للمخاطر. وخلصوا إلى أن العمليات السيبرانية يمكن أن تهدد - عن قصد أو عن غير قصد - وظائف الأنظمة النووية وبالتالي إطلاق ديناميكيات إستراتيجية معاكسة للغاية".
وتابع: "إدراكًا للمصلحة المشتركة في تقليص احتمالات وقوع الحوادث، والصراع غير المقصود، والتصعيد، دعت مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي خبراء من الولايات المتحدة و
الصين لمناقشة التحديات النووية السيبرانية العامة، وتحليل السيناريوهات ذات الصلة للتهديدات السيبرانية للملاحة الجديدة الثالثة، والتوصية بالخطوات الممكنة التي يمكن أن يتخذها كلا البلدين من جانب واحد أو بشكل تعاوني لتحسينها".
ومضى قائلاً: "بالاعتماد على مصادر المعلومات العامة، قمنا بتطوير قاعدة مشتركة من المعرفة غير السرية ذات الصلة باللغتين الإنجليزية و
الصينية يمكن أن تكون بمثابة منصة لمزيد من الارتباطات السرية بين السلطات المعنية في كلا البلدين".