الأربعاء 24 أبريل 2024
توقيت مصر 16:41 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

الميرازي يكشف لأول مرة عن لقاء جمعه بـ"السيسي" و"العصار" في 2011

العصار
كشف الإعلامي حافظ الميرازي، عن عادة كان الفريق الراحل محمد العصار لا يتركها أبدًا، وهي تدوين الملاحظات في دفتر كان يحمله بشكل دائم، والإنصات غالبًا.

وكتب "الميرازي" عبر حسابه على "فيس بوك": "وداعا.. الفريق محمد العصار، الرجل الذي عرفته مستمعا لا متحدثا".

وقال "رحم الله الفريق محمد العصار (1946- 2020) وزير الدولة للإنتاج الحربي، الذي تعرفت عليه منذ عشرين عاما في واشنطن، ضمن إحدى زياراته السنوية في يناير من كل عام ومع بداية كل سنة تشريعية جديدة في الكونجرس الأمريكي، وكان وقتها ضمن الوفد العسكري المصري الذي كان يناقش مع نظيره في البنتاجون احتياجات مصر الدفاعية، ويدعمه على المستوى السياسي والشعبي مجموعة "دق الأبواب" التي يشارك فيها دبلوماسيون ورجال اعمال وشخصيات من ذوي الخبرة الكبيرة في العلاقات الأمريكية المصرية".

وتابع: "تعرفت عليه عام 2000 على عشاء بمنزل الملحق العسكري المصري وقتها اللواء محمود معوض، وكنت معجبا بالمضيف لأنني قابلته قبلها بمنزل دبلوماسي صديق، وفوجئت باللواء معوض بعد العشاء يخرج من حقيبة كانت معه آلة الكمان، ويعزف لنا ببراعة بعض موسيقى عبد الوهاب! بعد أن تقاعد، تمكن اللواء محمود معوض ان يقدم نفسه وفنه للملأ.. بالعزف والغناء.. حتى الآن".

وأكمل: "وقتها، تفهمنا إحراجه من العزف كمضيف وهو الملحق العسكري بواشنطن آنذاك، امام الوفد الزائر، وكان رئيسه وقتها اللواء أحمد عبد الحليم رئيس هيئة التصنيع الحربي، أما اللواء العصار الذي تولى هذا المنصب لاحقا، فكان عضوا عاديا في الوفد، لكن منذ عرفته في هذا اللقاء والذي تكرر بيننا في كل زيارة له لواشنطن حتى غادرتها بعد ست سنوات، كان اللواء العصار يستمع لك بإنصات ويبدي استحسانا لأي نقطة يجدها شيقة او بها معلومة جيدة عن السياسة الأمريكية، فيكتب ويدون ملاحظاته بدفتر ورقي صغير، يكاد لايفارقه. نادرا ما كنت انجح في الحصول منه على رأي او إجابة واضحة لسؤال، ورغم أن مهنتي كانت توجيه وصياغة الأسئلة لضيوفي، فلم أفلح معه في تغيير موقفه بابتسامة وود غير عادي، وبالتالي، هو يتصرف وكأنه يقول لك: انت المعلم والمدرس وانا استمع واتعلم منك، فلا تغير الأدوار.. وبالتالي، سواء أدبا او غرورا.. تواصل انت الحديث وهو الاستماع والابتسام والإنصات والكتابة، ظلت علاقتنا ودية، بعد عودتي لمصر.. وكنا نتبادل التهنئة والاطمئنان في المناسبات هاتفيا او نصيا برسائل.. حتى وجدته بعد اربع سنوات، ولأول مرة مرتديا الزي العسكري على شاشات التليفزيون في فبراير 2011 بوصفه عضوا في المجلس الأعلى للقوات المسلحة".

وقال: "هنأته برسالة نصية، ولكن بعد ثلاثة أسابيع اتصل بي ليبلغني بأنني مدعو على العشاء مع ثلاثة مدعوين آخرين للنقاش وتبادل الرأي مع ثلاثة من أعضاء المجلس البارزين، وهو منهم، ضمن سلسلة لقاءات يعقدونها مع شخصيات سياسية وشعبية وإعلامية كل مساء بفندق تابع للقوات المسلحة. بعدها جاءتني الدعوة وأذكر مدعوا في هذا العشاء ثلاثة معي هم: د. محمد ابو الغار، وأ. عبد العظيم حماد، رئيس تحرير الأهرام وقتها، و المخرج والسيناريست/ محمد دياب، كعادته، كان "اللواء العصار" مستمعا ومدونا للملاحظات، أما اغلب الكلام عن وضع البلاد وقتها فكان من نصيب "اللواء السيسي واللواء حجازي".

وأضاف: "أذكر أنني ابلغتهم وقتها في آخر اللقاء، وسط نظرات صامتة من اللواء العصار لي لم افهمها إلا لاحقا، فربما كانت لأكف عن الثرثرة، بأنني أعد لبرنامج رئيسي على التليفزيون المصري.. سيحل محل برنامج "البيت بيتك" الذي اوقفته الثورة. لكن بعد أقل من أسبوعين من اللقاء، عَيّن المجلس أحد أعضائه (اللواء طارق المهدي) رئيسا لإتحاد الإذاعة والتليفزيون، وكان من اول قراراته في ماسبيرو إلغاء برنامجي قبل أيام من بدايته، فأخذتُه لقناة دريم الخاصة، باسمه "بتوقيت القاهرة، ظلت علاقتنا الودية، بالرسائل المقتضبة المتبادلة هاتفيا حتى 2013 ثم نصيا فقط بعدها. وكان آخرها منذ ايام على الواتساب، ولكن لم يرد عليها، على غير عادته، أهنئه فيها "بترقية مستحقة إلى رتبة فريق فخري." بل وجدت انه لم يقرأها بالمثل، فلم اكن اعلم بمرضه، من كثرة تعودي على رؤيته يسجل كتابة ملاحظاته على اي حديث، قلت لصديق دبلوماسي كان أكثر قربا منه، بعد ان وصل الفريق العصار سن السبعين منذ أربع سنوات: "لماذا لاتقنعه بكتابة مذكراته، وليس بالضرورة أن ينشرها الآن بل حين يتقاعد؟، اجابني ضاحكا، بالفعل قلت له، فكان رده بطريقته الساخرة لتحويل السؤال إلى ضحكة او نكتة دون إجابة: "مذكرات إيه بس! ياعم إحنا عاوزين لمّا نتقاعد نروح نتفسح مثلا في لندن ونرجع منها على خير."..

وختم بقوله: "رحم الله.. الإنسان/ محمد العصار، الرجل الذي جسد لي الحكمة القائلة: إذا كان الكلام من فضة.. فالسكوت من ذهب."