الإثنين 04 نوفمبر 2024
توقيت مصر 20:00 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

في ذكرى وفاته..

أحمد فؤاد نجم" و"الإسلاميون"!

أحمد فؤاد نجم .. والإسلاميون

عندما توفى نزار قباني، رفض إسلاميون الصلاة عليه!!.. واطلعت آنذاك على دراسة بعنوان "الصارم البتار في دحر الشيطان نزار"!!.. وحينها خرج جثمانه من المسجد المركزي بلندن، من دون أن يُصلى عليه.

ولا أدري ما هي المكاسب التي جناها الإسلاميون، من مثل هذا "التصرف" مع شاعر كبير له، جماهيريته الواسعة؟!

استغل الموقف ووظف في تنظيم أكبر حملة إساءة للتيار الإسلامي، بوصفه " تيارا تكفيريا" لا يعرف الشفقة والرحمة.. وأنه "ظلامي" و"معاد" للإبداع.. واختص لنفسه حق توزيع "الجنة" و"النار" بحسب مزاجه وهواه.

نزار.. لم يكن محض شاعر عادي، ولا شخص لذاته، وإنما يكتسب أهيمته من رمزيته واختزاله لقطاعات واسعة من الشعوب العربية، و"تكفيره" أساء إلى مشاعر هذه القطاعات وأوغر صدورها ضد الإسلاميين، وأحالها إلى رأي عام غير متعاطف مع التيار الإسلامي: لا في محنته ولا في صحوته.

وعندما توفي شاعر العامية الكبير أحمد فؤاد نجم ـ في مثل هذا اليوم 3/12/2013ـ ظهرت أيضا تصرفات غير "غير إنسانية"، منسوبة إلى نائبة إخوانية سابقة.. وإلى مستشار الرئيس المعزول د. محمد مرسي، وإلى قيادات إخوانية أخرى، وهي "تمن" على نجم، وتعايره، بالمقبرة التي دفن فيها وقيل إنها من مقابر الصدقة التابعة لجمعية خيرية يديرها الإخوان المسلمون.

الكلام الذي صدر من النائبة الإخوانية، كان مؤلما لعائلة نجم ولعشرات الآلاف من عشاقه ومحبيه في مصر وفي العالم العربي.

النائبة: قالت شتمنا في الدنيا.. وأكرمناه في الآخرة.. وقال آخر، لم يجد قبرا يلمه.. إلا مقابر الجماعة.. وأنه باع آخرته بدنيا غيره.. فضلا عن مشاعر الشماتة في موته، والتي كانت موضع غضب واستهجان واسع النطاق.

لا أدري أيضا ما هي المكاسب التي جناها الإخوان من خطاب "المن والأذى" الذي صاغوه لإهانة الرجل والتشنيع عليه، وقد مات.. فيما لا يمكن بحال اعتبار شتم الميت "بطولة" أو "مشروعا نهضويا".

نجم مثل نزار.. لن نتحدث عنهما، باعتبارهما "مبدعين" وإنما فيما يحملانه من رمزية جماهيرية مؤثرة.. في وقت كانت تمر فيه الجماعة بمحنة هي الأسوأ عبر تاريخها كله.

لن أتحدث هنا عن المسألة في بعدها الإنساني والأخلاقي، رغم أن الجماعة تزعم أنها تؤسس مشروعيتها على هذين الجانبين "الجماعة الربانية".. وإنما أشير فقط إلى تلك الرسالة بفحواها من الجانب السياسي: فمن يمكن أن يتعاطف مع جماعة سياسية ويأمن عواقب الخلاف معها، بسيطا كان أو كبيرا.. وهو يرى كبراءها وسادتها يتصرفون بلا "إنسانية" مع شاعر في حجم "نجم" بعد وفاته؟