الجمعة 22 نوفمبر 2024
توقيت مصر 09:27 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

الآثار السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي

عادل عامر 2
الملخص:-
تنبثق مشكلة خطورة مواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال، من ضعف اللوائح والقوانين التي تنظم استخدام أجهزة التكنلوجيا، مثل الأجهزة اللوحية والهواتف المحمولة، فضلاً عن استعمال الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي،

 لذا فإنَّ هذه القضية من القضايا المحورية الجديدة على الساحة التربوية. وبالرغم من إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي التي تساعد على تقريب المسافات، وتبادل الآراء والأفكار، والتواصل مع العالم الخارجي، ومعرفة ثقافات الشعوب، إلاّ أنَّها في الوقت نفسه تشكّل خطراً كبيراً على البيئة التربوية لمجتمعاتنا الإسلامية.


إذ أشارت العديد من الدراسات إلى أنَّ استعمال الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي؛ يُسبّب في عزلِهم عن مجتمعهم الذي يعيشون فيه، لاتصالهم بأشخاصٍ افتراضيين، قد يكونوا مختلفين عن الحقيقة، أي تكون صفاتهم وملامحهم خيالية.


وقد عزّز ذلك النتائج التي توصّل إليها الباحثون، التي تُشير إلى أنَّ الاقلاع عن التدخين أسهل بكثير من التخلّص من مواقع التواصل الاجتماعي واستعمال الانترنت. على حين بيّنت دراسة بريطانية أجريت حديثاً من قبل الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال،


 أنَّ نسبةً كبيرةً من الأطفال الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي يتعرّضون إلى المضايقات ويتلقّون صوراً غير مرغوب فيها، الأمر الذي يتسبّب بحدوث مشكلاتٍ نفسية بالغة الأثر تؤدّي في بعض الأحيان إلى الانتحار.


مثلما أنَّ هناك مخاطراً على المستوى الدراسي؛ لأنَّ الأطفال يصبح لديهم هاجس مواقع التواصل الاجتماعي، ممّا قد يؤثر على تركيزهم في الصف وانخفاض مستوى تحصيلهم؛ لأنَّهم يشغلون أغلب وقتهم على شبكات التواصل الاجتماعي.


 بالإضافة إلى الآثار الصحيّة المتمثّلة بكثرة عدد الساعات التي يتعرّض لها الطفل لإشعاعات الأجهزة الالكترونية، وآثار تتعلّق بضعف النظر وأوجاع الرأس والرقبة والظَهر والمفاصل وفقدان التركيز وغيرها من الآثار الصحية الأخرى.


إنَّ ما سبق ذكره من آثارٍ تجعل أولياء الأمور أمام مسؤوليةٍ كبيرة تدعوهم إلى تقديم التوجيهات والإرشادات الكفيلة بالاستخدام الآمن لمواقع التواصل الاجتماعي، واستخدام برامج التكنلوجيا الحديثة التي تسمح بالاستخدام السليم للأنترنت لحماية الأبناء من المخاطر غير المتوقعة، والبليغة على شخصياتهم مستقبلاً.


وختاماً لابدّ من الحيطةِ والحذر من أن يقع أطفالنا فريسةً لتجمعاتٍ أو منظماتٍ تهدف للإيقاع بالناس، وتجميع مناصرين لتنفيذ أفكار مريضة أو أعمال مشبوهة أو عمليات تجسس أو أعمال ارهابية، وأن نكون دائماً بكامل وعينا بالتعامل مع الغرباء.


 وعليكم أن تحرسوا أطفالكم وتحموهم من الوقوع بهذا الفخ؛ كونهم غير مدركين لكافّة الأمور مهما تمتعوا بذكاء أو ثقافة فهم ما زالوا يفتقدون للخبرة الكافية في كيفية التعامل والتعاطي مع وسائل التكنلوجيا الحديث


لا ينكر أحد في عالمنا الحالي أهمية وجود شبكات التواصل الاجتماعيّ التي أصبحت تقرِّب بين القاصي والداني وتجعلنا نشاهد أشخاصاً في بلاد بعيدة عنّا، بالصوت والصورة بالإضافة إلى تتبع جميع الأخبار التي تدور من حولنا حيث أصبحت المعلومة تصل إلى الشخص من خلال هاتفه المحمول أسرع من قراءته لها بالصحف أو مشاهدته لها عبر التلفاز.


ولم تعد تلك الهواتف مقصورة على أعمار معينة، فالطفل الصغير الآن يحمل هاتفاً محمولاً موصَّلاً بالإنترنت، ومن خلاله يتمكّن من الوصول إلى شبكات التواصل الاجتماعيّ، فهل ذلك الأمر إيجابي أم سلبي؟ وكيف يمكن لنا أنّ نحمي أطفالنا من الشبكات الاجتماعية؟


التأثير في الجانب النفسي


بالنسبة إلى الكثير من الذين يعانون من مشاكل نفسية ـ ليس بالضرورة مرَضية ـ تعوقهم عن التعبير بالكلام والمواجهة اللفظية، وفّرت مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة مثالية وسهلة للتعبير عن آرائهم بحرية حيث وجدوا ضالّتهم بالكتابة لإيصال وجهات نظرهم بطلاقة، وليس بالضرورة أن تكون وجهات نظر منطقية أو مقبولة اجتماعيّاً، فهذه المواقع وفّرت إمكانية التنفيس عن المشاعر المكبوتة بصرف النظر عن ماهيتها،


 ولكن من جهة ثانية أدى اللجوء إلى هذه الوسائل ـ خصوصاً بإفراط ـ إلى الانعزالية والتوقّف عن المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والرياضية والتلاقي مع أفراد الأسرة، خاصة مع توافر هذه المواقع الآن في أجهزة الهواتف المحمولة، إلى درجة أنه أصبحت هناك حالة من الإدمان، ويمكن القول إنّ من يتابع هذه المواقع لأكثر من 5 ساعات يوميّاً متواصلة فهو مدمن.


ومن الآثار السلبية لذلك أنّ التواصل الجسديّ يقلّ كما يقلّ التعبير عبر حركة الجسد والوجه وهنا يفقد الشخص قدرته لاحقاً على قراءة تعابير وجه الذين يتواصل معهم.


التأثير في القدرات الذهنية:


تتلامس مشكلة إدمان بعض الأبناء للتعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي مع صلب اهتمامات العاملين في مجال التربية والتعليم. كيف لا وشغلهم الشاغل هو بناء النشء وصقل شخصيته وحمايته من كل ما يضره.


إنّ الأطفال باتوا مدمنين على استعمال الأجهزة الذكية واقتنائها في مختلف المراحل العمرية بصورة تفوق الخيال، وقد أصبحت هذه الأجهزة تسيطر عليهم بشكل خطير جدّاً أبعدهم عن استخدام قدراتهم الذهنية من حيث الذاكرة أو محاولة التفكير في أغلب الأمور التي تواجههم، كما أفقدهم قدراتهم البدنية.


ويجب على الآباء والأمهات الالتفات إلى تلك الظاهرة الخطيرة والعمل على إرجاع هوايات القراءة وتعلم اللغات المختلفة والخروج للتنزه في الأماكن العامّة والحدّ من التعرّض المفرط لوسائل التكنولوجيا الحديثة، مؤكدين أنّ للأجهزة التكنولوجية واستعمالاتها تأثيرات سلبية منها التأثير السلبيّ في الذاكرة وخمول وظائف الدماغ.


العزلة وقلّة التواصل مع الناس:


فضلاً عمّا تتطرّق إليه الدراسات الطبية عن تسببها في أمراض خطيرة كالسرطان والإجهاد العصبي ومرض باركنسون (مرض الرعاش). وفي حال اكتشاف الآباء برامج غير أخلاقية على أجهزة أبنائهم اللوحية أو هواتفهم الذكية يجب استشارة المختصّين في كيفية العقاب أو التعامل معهم لأنّ لكل طفل شخصية مختلفة ولكل شخصية أسلوب تعامل معيّن قد يعلمه الوالدان، لكن إذا كانا لا يعلمان كيف يتعاملان مع شخصية الابن فيجب التوجّه إلى المختصّين بعلم التربية.


تأثير في الصحة


إنّ عدداً من الدراسات أكّد أنّ للأجهزة تأثيراً في صحة الأطفال كأمراض التشنُّج في عضلات العنق والسمنة والعزلة والكسل والخمول الجسدي والفكري فضلاً عن مشاكل في العين، كما أنّ معظم الألعاب المستخدمة من قبل الأطفال والمراهقين لها آثار سلبية جدّاً. أما الآثار السلوكية فتكمن في الميول إلى العنف والعدوان وتقمّصهم لشخصيات الألعاب التي في أغلبها شخصيات سيّئة كسارق أو قاتل.


إنّ دخول هذا النوع من الأجهزة إلى الأسرة تَسبَّب في ترسيخ مفاهيم الانطواء والعزلة بصورة مفرطة بحيث أصبح لكلّ فرد جهاز خاصّ به، ومن جهة أخرى فإن لهذه الأجهزة آثاراً سلبية على معدّل التركيز الذهني والتغيّرات السلوكية والجهاز البصري وزيادة الضغط العصبي.


لا يخفى أن دور الأهل في التخفيف من سلبيات التواصل الاجتماعي والحدّ من آثاره الخطرة دور بارز وأساسيّ، بل لعلّه اليوم أولى من أي دور آخر لأنّ التواصل الخاطئ غالباً ما يتمّ بين جدران المنزل.


وقد ألمحت بعض الدراسات الى مجموعة من الإرشادات التي تقوم بدورٍ في تصحيح استخدام شبكات التواصل الاجتماعي عند الأطفال والناشئة والمراهقين والشباب:


- أهمية أن يقوم الوالدان بتنظيم وقت أبنائهم في استعمال هذه الأجهزة والتحكّم في نوعية البرامج أو الألعاب التي يتفاعلون معها وعدم ترك الحبل على الغارب لهم بهذا الشأن.


- التوعية وتنمية الوازع الديني تساعدان في بناء سور واق للأبناء من مشكلات العصر من خلال تفعيل الأنشطة الدينية وللقاءات الهادفة والمطالعات الجاذبة


وزيارات الأشخاص المؤثرين في هذا المضمار.


- الرقابة وتبيان المضارّ أفضل طرق حماية الأطفال من شبكات التواصل الاجتماعي: لا بدّ من المراقبة الشديدة للمراهقين والأطفال مع ضرورة التوعية. كما يمكن للوالدين أن يستخدما الطريقة غير المباشرة مثل أن تقول الأم لابنها "هل يمكن أن تعلّمني بعض الأشياء في حسابي ـ أضفني لأتعلم منك" وهذا التواصل عن طريق النت نوع من خلق جوّ الصداقة بين الوالدين والأبناء ممّا يزيد من حمايتهم.


- توجيه الأبناء وتقديم النصيحة وتقبّل الأبناء لها من خلال التقارب العاطفي في الأسرة الذي يساهم في تقبّل التوجيه والنصيحة، ثم تحذيرهم من جميع الأخطار المحيطة بهم وتبصيرهم بما تحويه المواقع من ممارسات منافية للدين والأخلاق.


- تقنين استخدام التكنولوجيا وصدّ الأطفال عن التركيز عليها بإشغالهم في متابعة القراءة والنوادي الرياضية


والأماكن الترفيهية، مع ضرورة تنمية الهوايات، لأنّ أغلب الأطفال اليوم في غفلة عن مواهبهم، ويؤدي ذلك أيضاً إلى التأخّر لغويّاً، ولا يوجد تفاعل اجتماعي كما كان في السابق. كما يمكن تجمّع أصحاب السنّ الواحدة للتحدث مع الزملاء للتناقش الحضاري في موضوع معين وقراءة كتب أو قصص مفيدة... الخ.


- عدم استخدام هذه الشبكات من قبل الأهل أمام أبنائهم، لأنّ الأهل والحال هذه سيقضون على إمكانية أيّ إرشاد لأبنائهم، وحتى في ساعات الضرورة فمن المهمّ أن تتمّ عملية استخدام هذه الشبكات بعيداً عن أنظار الأبناء.


وبرغم تحذيراته السابقة من الإفراط في التعاطي مع وسائل التواصل دعا الشريم إلى الإنصاف في تقييم تجربة وسائل التواصل، فقال: عندما يطرح موضوع المواقع الاجتماعية يرد في الذهن مباشرة «المخاطر»، بينما النظرة المتوازنة تتطلب النظر إلى الإيجابيات والسلبيات معًا، ليكون الحكم معتدلًا.


 ولكن بدون شك، استخدام أفراد الأسرة لتلك المواقع الاجتماعية قد أثر على تواصلهم الشخصي اعتمادًا على العلاقات التي صنعها العالم الافتراضي وجعلهم جزءًا منه، خاصة أن التفاعلات التواصلية مستمرة على مدار الأربع وعشرين ساعة يوميًّا وفي جميع أيام السنة.


وأضاف أن مرحلة المراهقة بما تتميز به من تغيرات نفسية كبيرة، قد تجعل المراهق مائلًا للانزواء عن والديه وأسرته، ويلجأ إلى العالم الافتراضي سواء كان ذا صلة بواقعه من أصدقاء حقيقيين أو لا.


وفي النهاية ينبغي أن تظل تلك الوسائط أدوات في أيدينا نستخدمها ولا تستخدمنا، نملكها ولا تملكنا، نتعامل معها بقدر الحاجة ولا نستسلم لما تفرضه علينا من قيم دخيلة.


مغبون ذلك الشخص الذي يراهن على خسارة بيته وأصدقاء عمره الذين يؤازرونه ويدعمونه لصالح أصدقاء عالم وهمي لا يقدمون له سوى «لَيْكات»!


وسائل الاتصال الحديثة والطفرة التكنولوجية التي حدثت في السنوات الاخيرة، غيرت معالم كثيرة في حياتنا العملية والدراسية والعائلية ايضا، ففي الوقت الذي باتت فيه تكنولوجيا الاتصال الانفجارية في متناول الجميع.


 إلا أنها حملت معها من المشاكل الاسرية ما لم نكن نعرفه من قبل، كما انها طوقت افراد الاسرة بجدارات العزلة، حيث انفرد كل منهم منكباً على حاسوبه يتصفح المواقع الالكترونية، او غارقا في الحوارات مع اصدقاء او مع اناس مجهولين، يقيم معهم علاقات مختلفة، بعضها جاد ومفيد، وبعضها لأغراض التسلية وغيرها.


آخر ما تردد في وسائل الاعلام إن موقع التواصل الاجتماعي الإلكتروني «فيسبوك» وراء ثلث حالات الطلاق، وهذا ما آثار الاستغراب، مثال على ذلك، فقد رصدت الولايات المتحدة 66% من حالات الطلاق بسبب الفيس بوك، لذلك أصبحت وسائل التكنولوجيا وموقع الفيس بوك مَدْعَاةً للهروب من التعامل المباشر، وإقامة العَلاقات ألاجتماعية في المجتمع الامريكي، وإنَّ ضعف هذه العَلاقات في الواقع وندرة القيام بالزيارات الاجتماعية يقلل التحاور وتبادُل الخبرات والمشاعر، وقد تُسْتَبدل هذه الامر بالرسائل القصيرة.


إن اللافت للنظر تلك النِّسَب العالية للأشخاص – صغارا وكبارا – الذين يقضون ساعات طويلة خلف الحاسوب (الكومبيوتر) إلا أن الدراسة المذكورة تبيِّن أن الإنسان اجتماعي بطبعه، فإذا ضَعُفت علاقته بأفراد أسرته وجد البديل في جهاز الحاسوب وغيره من أجهزة التكنولوجيا، التي حلَّت بمكان الأبوين بالنسبة للأبناء،


لذلك فإن التعامل مع هذه الأجْهِزة يُضعف عَلاقة الأبناء بوالديهم، وتنتشر أمراضٌ نفسية بينهم؛ مثل: الاكتئاب وحب العزلة والانطوائية، وبطء قابلية الفرد على قبول قيم المجتمع، وثوابت الدين التي سيحل محلها قيم روَّاد ومُستخدمي أجهزة التكنولوجيا الالكترونية الحديثة.


مواقع التواصل تزيد توتر العلاقات العاطفية


في هذا السياق أظهرت دراسة حديثة، قام بها باحثون من جامعة بوسطن الأمريكية، مفادها أن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يتسبب بالفوضى في العلاقات العاطفية، حيث كشف الباحثون عن وجود علاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كـ "الفيس بوك" وتوتير" والمشاكل الاجتماعية المتعلقة بالطلاق والعلاقات العاطفية، لافتة إلى أن الغيرة التي يسببها "فيس بوك"، تزيد من المشاكل والمشادات لين الأزواج في جميع الأعمار.


وأكدت دراسات اخرى أجراها الدكتور "روسل كلايتون" من جامعة "ميسوري"، وأساتذة بجامعة بوسطن الأمريكية، وشملت مستخدمي "فيس بوك" الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و82 سنة، وكان السؤال: كم من الوقت يقضون على الفيس بوك وكم مرة حدثت مشكلة مع شركائهم العاطفيين بسبب هذا الموقع؟، فأظهرت نتائج الدراسات أن استخدام فيس بوك، كان مؤشرًا كبيرًا على ارتفاع معدل الطلاق بين الزوجين وتزايد معدل المشاكل بينهما.


وأفادت الدراسات بأن معدلات الطلاق بين الأزواج، تزايدت بسبب مواقع التواصل الاجتماعي في 45 دولة، في الفترة ما بين 2010 و2014، وأنه من بين أسباب الانفصال بين الأزواج دائمي استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، هي اكتشاف أحد الزوجين رسائل غير ملائمة، كذلك تعليقات فظة وبها مجافاة للزوج أو الزوجة، واكتشاف سلوك غير مرضٍ من خلال نص مبعوث من الصديق الجديد،


وأشارت إحدى الدراسات إلى أن أكثر الأشخاص في علاقة رومانسية يستخدمون الفيس بوك، يكون على الأرجح لمراقبة نشاط شركائهم على الموقع، والتي ممكن أن تؤدي إلى مشاعر الغيرة، وأن مستخدمي الفيس بوك بشكل مفرط لهم حظ أكبر للاتصال مع المستخدمين الآخرين بما فيهم شركائهم السابقين، ومن الممكن أن يؤدي إلى الخيانة العاطفية أو الجسدية.


وكشفت الدراسة التي قام بها علماء جامعة ميسورى، أن مواقع التواصل الاجتماعي، فيس بوك وتويتر، تتسبب في الخيانة والطلاق، مشيرة إلى الاستخدام المفرط للشبكة الاجتماعية يؤدي في كثير من الأحيان إلى تفككك العلاقات الزوجية وتدمير العلاقات الإنسانية، وبينت الدراسة التي أجرتها الجامعة على أكثر من 500 مستخدم، أن الفرد يقضي أغلب وقته أمام مواقع التواصل الاجتماعي، ما أدى إلى وقوع العديد من المشاكل الزوجية، وانفراط عقد العلاقة القوية بينهما والتأثير سلباً على المشاعر،


حيث وجدت الدراسة أنه بغض النظر عن مدة العلاقة الزوجية، فإن الاستخدام الزائد عن الحد لتويتر وفيس بوك، وإهمال الطرف الآخر وعدم التحدث معه أو حتى عدم إبداء أي اهتمام لحوار ما مع الطرف الآخر، يثير الغضب ويولد مشاكل وغيرة ومشاعر سلبية تجاه الآخر، ينتج عنها تدمير العلاقة الزوجية، لذا تنصح الدراسة المقبلين حديثاً على الزواج بضرورة تقليص الوقت الذي يقضونه أمام تلك الشبكات.


وأكدت الدراسة، أنه كلما أصبح الاتصال بالإنترنت أسهل، زاد الإغراء الذي يفرزه العالم الافتراضي، فالإنترنت أصبح كالعنكبوت بعدة أرجل، منها ما تنصب الفخاخ للآخرين، ومنها ما ترخي العنان؛ لتطلق فريسة كانت على وشك الاختناق،


 وقالت الدراسة: إن الغالبية العظمى من الناس في العالم يتواصلون عبر الإنترنت، مستخدمين مواقع التواصل الاجتماعي، فالأصدقاء يسألون عن بعضهم عبرها، فيما تقل الزيارات الشخصية، وهناك أناس جدد يتعرفون على بعضهم البعض، وغرف المحادثة المسماة "تشات"، يتواعدون في نقاط التقاء؛ فيتقابلون، إما للصداقة أو لإقامة علاقة غرامية، أو حتى للزواج، إذا جرت الأمور بشكل جيد.


ازدياد الخيانات الزوجية


إن الخيانة الزوجية أصبحت في يومنا هذا سهلة جداً باستخدام مواقع التواصل الاجتماعى، حيث يدخل الشخص إلى الشات من خلال الفيس بوك، فيتعرف على امرأة افتراضية في البداية، ومن ثم تتحول إلى حقيقية لاحقاً، فمن كان مستعداً للخيانة الزوجية يذهب ويلتقي بمن تعرف عليها عبر الفيس بوك، وتبدأ العلاقة، أما الزوجة فربما لا تشك؛ ولكن قد تنكشف اللعبة،


 وتحدث الكارثة وتنتهي العلاقة الزوجية، وهذه السهولة لا تنطبق على الرجال فقط، بل يمكن للزوجة أيضاً إيجاد عشيق لها عبر الفيس بوك أو تويتر، فتدخل في المحادثة بغياب زوجها، ويقع الزواج في الهاوية.


وفي هذا السياق أضافت الدراسة نفسها، أنه في كثير من الحالات؛ يدخل الشخص في محادثة عادية وليس في ذهنه إيجاد شريك أو خيانة الزوجة، وتبدأ الأحاديث بريئة ليس فيها نوايا سيئة، لكنها سرعان ما تتطور؛ ليتحول العالم الافتراضي إلى بداية؛ للدخول في عالم الفرص وكيفية استغلالها عندما تتوافق مع مصالح شخصية؛


 فيتواعدون للتعارف أو الذهاب إلى السينما، ولكن ما يحدث بعد ذلك يعتمد على الجانب النفسي لكل شخص، لكن الخطر موجود دائماً وفي كل الأحوال، فالوقوع فريسة لخطر ما يعتمد أيضاً على الحظ؛ فمن المعروف أن الناس الذين يحاولون التعرف على الآخرين ويدمنون على الجلوس طويلاً أمام الفيس، أو تطبيقاته المختلفة على أجهزة المحمول، هم عادة أناس يحبون العزلة أو يعانون من مشكلة نفسية ما، فتتحول تلك المحادثات إلى وسيلة للتنفيس والحديث عن مواضيع لا يمكن التطرق إليها عبر الوسائل العادية لالتقاء الناس.


ووفقًا للدراسة، فإن الشريحة الأخرى المدمنة للفيس بوك وتويتر، هم أشخاص يعانون من العاهات الجسدية أو من مشاكل جنسية لا يبوحون بها في الأحوال العادية، وتكتفي تلك الشريحة بالبقاء في العالم الافتراضي دون مواعيد للالتقاء الشخصي.


مواقع التواصل والتهديد الدائم


حتى إذا لم تؤدِ مواقع التواصل الاجتماعي، إلى تدمير العلاقة الزوجية؛ فإنه يبقى بمثابة تهديد مستمر، إنه تهديد للزوجة والزوج والأولاد، ودعت الدراسة الأهالي إلى مراقبة أولادهم، عندما يدخلون إلى هذا العالم الغريب. وفي النهاية، أكدت الدراسة، أنه هناك دائماً ثمن يدفعه الناس نتيجة التطور المتسارع للتكنولوجيا بشكل عام، وتكنولوجيا العالم الافتراضي للإنترنت بشكل خاص، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وفيس بوك وانستجرام، وغيرها من وسائل التواصل التي تظهر يوميًا، هذه التحذيرات لا تعني أن تلك المواقع هي غول أو وحش طوال الوقت، بل إن الحياة خيارات، فمنهم من يختار السير على الطريق الصحيح، ومنهم من يجلب المشاكل لنفسه، والنوافذ مفتوحة دائماً للرياح الدافئة المنعشة وللرياح العاصفة المدمرة، وما على الشخص سوى الاختيار.


تأثيرات إضافية


في المجال نفسه كشفت دراسة اجتماعية عن أن سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يزيد نسبة الخلافات الزوجية، مؤكدة إمكانية تطور تلك الخلافات بسبب إدمان التكنولوجيا إلى انفصال الزوجين وطلب الزوجة خاصة للطلاق، وأوضحت الدراسة أن حالات الطلاق أصبحت مشهدا مألوفا، عرف طريقه إلى أروقة المحاكم، من خلال قضايا تحوي ملفاتها الكثير من الأوراق، التي تشير إلى تفاصيل أكثرها غريب، وجديد على مجتمعاتنا العربية، حيث وصل الأمر إلى تجاوز ما تسمح به قيمنا وعاداتنا الأصيلة، فكان نتاجا طبيعيا أن تنتج خلافات أسرية تقفز خارج أسوار المنزل، وتفكك استقرار الأسرة.


لذلك فإن كثرة متابعة مواقع التواصل الاجتماعي زادت من فجوة توتر العلاقات بين الكثير من الرجال والنساء، خاصة الأزواج، حيث علت صرخات استغاثة الكثير من النساء في الفترة الأخيرة من إدمان أزواجهن المكوث ساعات طويلة خلف شاشة الحاسوب، ولم يقف الأمر عند ذلك بل غزت تلك المواقع بيوتا ينعدم فيها الحوار لتنبت من أثر ذلك أشواك البعد والانفصال وحدة الخلافات. وإن سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يهدد الاستقرار الأسري ويمزق أواصر التواصل بين جميع أفرادها، ويؤدي إلى تجمد العواطف، وتزداد درجة العصبية في التعامل بينهم، وتكثر الخلافات.


الأزواج وعالم مغامرات


في سياق آخر تقول معظم السيدات (بصوت متشابه)، لا أرى زوجي إلا عندما يخرج للعمل ويعود للبيت، حيث يقضي معظم الوقت في مكتبه خلف شاشة الإنترنت لا يريد أن يزعجه أحد، بحجة أنه مشغول ودوما يغلق باب حجرة المكتب، مدعيا أنه يريد أن يكسر رتابة الحياة الزوجية ومللها، فيغرق نفسه في عالم الإنترنت حيث الإثارة والمغامرات.


 وبسبب كل هذه التأثيرات الضارة التي أحدثها الإنترنت على النفس البشرية يحذر عيسى جمال مستشار العلاقات الأسرية في احدى منظمات المجتمع المدني المعنية بهذا الامر،


 من أن سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يمثل خطورة بالغة على الأزواج والزوجات، وسبب حدوث الجفاء العاطفي بينهما، فالرجل عندما يجلس أمام شبكة الإنترنت للبحث ومشاهدة مواقعها الكثيرة لساعات طويلة، يحرمه ذلك من الاجتماع بأفراد أسرته،


وفتح حديث وحوار بين بعضهم، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى انفصال عاطفي، مشيرا إلى أن جلوس الزوج طوال اليوم أمام الجهاز ليلاحق تلك المواقع وغرف الدردشة ويرد على رسائل البريد الإلكتروني، يؤدي إلى تذبذب العلاقة بينه وأسرته وزوجته، ويضيف جمال انه من خلال التواصل المستمر ومشاهدة كل ما في المواقع من صور وأفلام،


والتي غالبا لا تأتي بالصور الطبيعية للفتاة أو الفتى، بل بعد إدخال الكثير من التعديلات من حيث الشكل واللون والصوت والجمال كلها تدخل العقل الباطن للمشاهد، وهي غالبا تكون سريعة في برمجة العقل، لافتا إلى أن ذلك يتسبب بمقارنة الزوج بين ما يشاهده عبر تلك المواقع وبين زوجته شريكة حياته، التي هي في نظره لا تصل إلى ما يتمناه في الفتاة التي عرفها عبر الموقع، فيظل ما يشاهده وما يسمعه عبر تلك المواقع من أفلام وصور لها تأثير على الحواس الخمس للإنسان، وبعملية متكررة يتم تغذية هذه المواقف، ففي البداية يستسيغها ويحبها ويعشقها ثم يدمنها، موضحا أن سهولة الوصول إلى المواقع أسهم في زيادة تلك الخلافات وحالات الطلاق والانفصال بين الأزواج.


النساء يصنعن المشاكل أيضا


في السياق نفسه يقول أحد الازواج أن انشغال زوجتي الدائم بالجلوس لساعات طويلة أمام الكمبيوتر وهروبها من القيام بواجباتها زاد من شكوكي حولها، وبدأت الوساوس تلعب في عقلي، لكن لابد من إيجاد وسيلة لاكتشاف ذلك، هكذا يقول بعض الرجال، فليس الرجل دائما هو المذنب في تواصله وإدمانه على مواقع التواصل الاجتماعي،


بل إن المرأة قد تكون أحد أسباب ذلك. أفعال المرأة هي التي تتسبب أحيانا بتدمير أسرتها، حيث تتصف بعض النساء باللامبالاة وعدم الشعور بالمسؤولية أمام واجبات البيت أو حتى متطلبات واحتياجات الأبناء، وبدلا من ذلك يقمن بإنفاق ساعات طويلة على الإنترنت يتابعن حساباتهن وقائمة الأصدقاء وردودهم على أحد مواقع التواصل الاجتماعي. أما بعض السيدات يعانين من تجارب عميقة مع أزواجهن.


 فبعض الأزواج يكون له أكثر من حساب على مواقع التواصل الاجتماعي، يضيفون عليه فتيات وشباب، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى الانفصال بسبب وجود ما يصعب على أي زوجه أن تقبله. وهناك أشخاصا مكبوتين في الواقع وغير قادرين على بناء علاقات مع الطرف الآخر، وهناك نوع آخر يمارس الخيانة من أجل الخيانة،


بمعنى أن الرجل لا يريد أن يفوت أي فرصة للخيانة سواء في مواقع التوصل الاجتماعي أو عبر مواقع الدردشة. ونتيجة تلك المشاكل التي نسمعها يقوم بعض الازواج بمنع تلك المواقع عن أنفسهم وعن زوجاتهم حتى لا تتسبب لهم بالمشاكل.


معالجة النواقص النفسية


وتقول دراسة اخرى أن الأشخاص الذين يبالغون في استخدام مثل هذه المواقع إما يريدون الهروب من حالات نفسية ومشاكل أسرية وإما أن تكون محاولات لإظهار النفس، ان هذه الأمور إذا خرجت عن حد الوسطية تصبح سلبية لحد كبير


وإن على الزوجة مواجهة الزوج بغلطه والعواقب المترتبة عليه وعلى أسرته ومحاولة التخلص من هذه الآفة التي تهدد عش الزوجية وأن كل هذه الأمور مرفوضة ولا تبرر الخيانة الزوجية عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة لأنها تهدد السلم الأسري والسكينة والرحمة، ليحل مكانها التشتت والانفصال،


 وتلك الوسائل لو استخدمت بطريقة صحيحة لما وصلنا إلى أن تمتلئ ملفات المحاكم بالكثير من قضايا الخيانة الزوجية وحالات الطلاق بسبب تلك المواقع. علما ان مواقع التواصل توفر فرصة للتقارب بين الاصدقاء وافراد العائلة إلا أنها في المقابل تسبب مشكلات نفسية لدى الناس.


وقد عزت هذه الدراسة السبب في ذلك، الى معاناة الاشخاص من التوتر أو غيرها من المشكلات وقد تنتقل للأصدقاء كشكل من العدوى، فتأثرهم بهذه القضايا المسببة للتوتر عندهم تنتقل بشكل لا إرادي للباقين. وللتأكد من صحة هذه الدراسة قام الباحثون في جامعة «روتجرز» من دراسة احوال ما يقارب من 1800 شخص من حيث عاداتهم اليومية، ووجد ان المشتركين في «تويتر» فيسبوك» هم أكثر توترا من غيرهم نتيجة المشاكل التي يتعرض لها المقربون منهم.


تنبثق مشكلة خطورة مواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال , من ضعف اللوائح والقوانين التي تنظم استخدام أجهزة التكنلوجيا , مثل الأجهزة اللوحية والهواتف المحمولة , فضلاً عن استعمال الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي , لذا فإنَّ هذه القضية من القضايا المحورية الجديدة على الساحة التربوية .


وبالرغم من إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي التي تساعد على تقريب المسافات , وتبادل الآراء والأفكار , والتواصل مع العالم الخارجي , ومعرفة ثقافات الشعوب , إلاّ أنَّها في الوقت نفسه تشكّل خطراً كبيراً على البيئة التربوية لمجتمعاتنا الإسلامية .


إذ أشارت العديد من الدراسات إلى أنَّ استعمال الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي ؛ يُسبّب في عزلِهم عن مجتمعهم الذي يعيشون فيه , لاتصالهم بأشخاصٍ افتراضيين , قد يكونوا مختلفين عن الحقيقة , أي تكون صفاتهم وملامحهم خيالية . وقد عزّز ذلك النتائج التي توصّل إليها الباحثون , التي تُشير إلى أنَّ الاقلاع عن التدخين أسهل بكثير من التخلّص من مواقع التواصل الاجتماعي واستعمال الانترنت .


 على حين بيّنت دراسة بريطانية أجريت حديثاً من قبل الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال , أنَّ نسبةً كبيرةً من الأطفال الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي يتعرّضون إلى المضايقات ويتلقّون صوراً غير مرغوب فيها , الأمر الذي يتسبّب بحدوث مشكلاتٍ نفسية بالغة الأثر تؤدّي في بعض الأحيان إلى الانتحار .


مثلما أنَّ هناك مخاطراً على المستوى الدراسي ؛ لأنَّ الأطفال يصبح لديهم هاجس مواقع التواصل الاجتماعي , ممّا قد يؤثر على تركيزهم في الصف وانخفاض مستوى تحصيلهم ؛ لأنَّهم يشغلون أغلب وقتهم على شبكات التواصل الاجتماعي . بالإضافة إلى الآثار الصحيّة المتمثّلة بكثرة عدد الساعات التي يتعرّض لها الطفل لإشعاعات الأجهزة الالكترونية , وآثار تتعلّق بضعف النظر وأوجاع الرأس والرقبة والظَهر والمفاصل وفقدان التركيز وغيرها من الآثار الصحية الأخرى .


إنَّ ما سبق ذكره من آثارٍ تجعل أولياء الأمور أمام مسؤوليةٍ كبيرة تدعوهم إلى تقديم التوجيهات والإرشادات الكفيلة بالاستخدام الآمن لمواقع التواصل الاجتماعي , واستخدام برامج التكنلوجيا الحديثة التي تسمح بالاستخدام السليم للانترنت لحماية الأبناء من المخاطر غير المتوقعة , والبليغة على شخصياتهم مستقبلاً .


وختاماً لابدّ من الحيطةِ والحذر من أن يقع أطفالنا فريسةً لتجمعاتٍ أو منظماتٍ تهدف للإيقاع بالناس , وتجميع مناصرين لتنفيذ أفكار مريضة أو أعمال مشبوهة أو عمليات تجسس أو أعمال ارهابية , وأن نكون دائماً بكامل وعينا بالتعامل مع الغرباء . وعليكم إخوتي أخواتي أن تحرسوا أطفالكم وتحموهم من الوقوع بهذا الفخ ؛ كونهم غير مدركين لكافّة الأمور مهما تمتعوا بذكاء أو ثقافة فهم ما زالوا يفتقدون للخبرة الكافية في كيفية التعامل والتعاطي مع وسائل التكنلوجيا الحديثة .